العلاقة بين المستوى التعليمي للأم والتحصيل الدراسي لأبنائها في المرحلة الابتدائية بمدينة جدة

The Relationship between Mothers’ Educational Level, and their Kids Academic Achievement in Elementary Level in Jeddah

أ. روان عبدالعزيز الصحفي1

1 باحثة دكتوراة في المناهج وطرق التدريس العامة. كلية التربية، جامعة الملك خالد، المملكة العربية السعودية.

بريد الكتروني: Ral-shafe@kku.edu.sa

DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj66/26

المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/66/26

المجلد (6) العدد (6). الصفحات: 381 - 393

تاريخ الاستقبال: 2025-05-07 | تاريخ القبول: 2025-05-15 | تاريخ النشر: 2025-06-01

Download PDF

المستخلص: الهدف الرئيسي لهذا البحث هو فحص العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن في المرحلة الابتدائية. تم استخدام المنهج الارتباطي، وقامت الباحثة بتصميم استبانة إلكترونية كأداة لجمع البيانات، وتم عرضها على ثلاثة محكمين متخصصين في مجال التربية للحصول على تعليقات وتعديلات تناسب الموضوع. تم اختيار عينة البحث بشكل عشوائي وتضمنت 65 أماً لطلاب وطالبات في المرحلة الابتدائية بمدينة جدة، وتتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة. بعد جمع البيانات الكمية وتحليلها باستخدام الأساليب الإحصائية وبرنامج SPSS، توصلت الدراسة إلى عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن في المرحلة الابتدائية. تلك النتائج تشير إلى أهمية النظر في عوامل أخرى قد تؤثر على التحصيل الأكاديمي للطلاب، مثل البيئة المدرسية والتفاعلات الاجتماعية. كما يُشجع على مزيد من البحوث لاستكشاف عوامل أخرى قد تؤثر على التحصيل الدراسي للأطفال في المستقبل.

الكلمات المفتاحية: المستوى التعليمي للأم، التحصيل الدراسي، جدة.

Abstract: The main objective of this research is to examine the relationship between the educational level of mothers and the academic achievement of their children in the primary stage. The correlational method was employed, and an electronic questionnaire was developed as a data collection tool. The questionnaire was reviewed by three expert validators in the field of education to obtain feedback and necessary modifications. The research sample consisted of 100 mothers of male and female students in the primary stage, ranging in age from 6 to 12 years, in Jeddah city. The sample was selected randomly. After collecting and analyzing the quantitative data using statistical methods and the SPSS software, the study concluded that there is no statistically significant relationship between the educational level of mothers and the academic achievement of their children in the primary stage. These findings suggest the importance of considering other factors that may influence students' achievement, such as the school environment and social interactions. It is recommended to provide the necessary support and resources for all children, regardless of the mothers' educational level. Further research is encouraged to explore other factors that may impact children's academic achievement in the future.

Keywords: Mothers’ educational level, academic achievement, Jeddah.

مقدمة البحث

تعتبر الأسرة بمثابة المحور الأساسي في حياة الأفراد، وتلعب الأم بصفة خاصة دوراً حاسماً في تكوين شخصية أبنائها، وتطورهم العاطفي، والاجتماعي، والتعليمي. إن الأم تعد أول معلمة للطفل، حيث تكون أول شخص يتعامل معه وتؤثر في حياته اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دوراً حاسماً في توجيهه ودعمه في مسيرته التعليمية، ويمكن لها أن تساهم في تعزيز الاهتمام بالمعرفة والتعلم من خلال توفير بيئة مشجعة في المنزل، وتحفيز القراءة والاستكشاف وتوجيه الأطفال نحو النشاطات التعليمية المناسبة لعمرهم. كما لها دوراً في تشجيعهم على الالتزام بالتعلم وتقديره ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية، وتعزيز القيم والعادات الإيجابية المرتبطة بالتعلم والانضباط والمثابرة في دراستهم.

أكد العديد من الباحثين على أهمية دور الأسرة، ولا سيما الآباء والأمهات، وتأثيرهم الكبير في تربية الأطفال. فهم يرون أن الآباء لهم الدور الأول والأساسي في عملية التنشئة الاجتماعية المبكرة لأطفالهم، ويتجسد الأثر الواضح الذي يتركونه على شخصيتهم وتطورهم الإدراكي في سلوكياتهم وتجاوبهم مع مختلف المواقف في حياتهم المدرسية (Awan & Kauser, 2015; Li & Qiu, 2018 ).

كما أشار رفيقة (٢٠١٤) إلى أن تحصيل الأبناء قد يتحسّن عندما يزداد مستوى ثقافة الوالدين، وقد يتأثر سلبًا في حالة وجود مستوى ثقافي منخفض يُهمل فيه الأطفال ولا يتم تشجيعهم ومراقبتهم خلال تعلّمهم المدرسي. يُعتقد أيضًا من قِبَل بعض الباحثين أن الثقافة المتقدمة التي يتمتّع بها بعض الوالدين تُمكّن الطفل من العيش في بيئة أسرية مليئة بالتعلم والتثقيف، من خلال مناقشة المواضيع العلمية مع أفراد الأسرة واستكشاف القصص والكتب في مكتبة المنزل. هذه المواقف تُحفّز الطفل على الاهتمام بالدراسة وتحقيق تقدّم جيد في تحصيله الأكاديمي (رفيقة، ٢٠١٤).

بالإضافة إلى ذلك، وضحت بعض الدراسات التربوية أن الأمهات المتعلمات وذوات المستوى العالي من التعليم يمكن أن يعملن على تشجيع أبنائهن على التفاني في التعليم والسعي لتحسين مستوى تحصيلهم وتحقيق درجات مدرسية مرموقة. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير حوافز مختلفة للأطفال، بغية دعمهم في تحقيق تطلعات وطموحات أمهاتهم (نصر الله، ٢٠١٠).

ولقد أظهرت الدراسات أن هناك نسبة ارتباط تصل إلى 43٪ بين النظم الأسرية ومستوى تحصيل الطلاب في المدارس الأمريكية. وفي المملكة العربية السعودية، بلغت نسبة الارتباط بين الخلفية الأسرية والتحصيل الطلابي 50٪. كما أثبتت العديد من الدراسات التي أُجريت في بريطانيا وكندا وأستراليا أن حوالي 50٪ من الفروق في مستوى تحصيل الطلاب يمكن أن يُعزى إلى العوامل المرتبطة بالخلفية الأسرية. وبالتالي، يُبرز أهمية الخلفية الأسرية في تعزيز استمرارية التأثير على مستوى تحصيل الطلاب، على الرغم من التباين البيئي والثقافي بين المجتمعات (لكحل، ٢٠١٩).

ونظراً لأهمية التحصيل الدراسي للطلاب، وتأثير المستوى التعليمي للوالدين، وبالتحديد الأم، على التحصيل الدراسي للأبناء، فقد أجريت في ضوئها العديد من الدراسات كدراسة اُتسنقر (٢٠٢٢)، والهاشمي (٢٠١٧)، وباصباح (٢٠١٨). لذا جاء البحث الحالي ليستكمل الجهود البحثية في هذا المجال، ويفحص العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن في المرحلة الابتدائية.

مفهوم التحصيل الدراسي

التحصيل المدرسي هو مصطلح يشير إلى مجموعة المهارات والمعارف والإنجازات التي يحققها الطلاب في مجال التعلم والتعليم. يعتبر التحصيل المدرسي مؤشرًا هامًا لتقييم أداء الطلاب ومستوى تقدمهم في الدروس والمواد الدراسية المختلفة، ويتضمن قدرة الطلاب على فهم المفاهيم وتطبيقها، واكتساب المهارات العملية والعقلية، وتقييم الأداء وحل المشكلات، والتعبير الكتابي والشفوي بطريقة متقنة. يتم قياس التحصيل المدرسي عادة من خلال الاختبارات وأساليب التقويم المختلفة مثل التقويم التكويني والتقويم الختامي.

ذكر القرشي (٢٠١٩) أن مفهوم التحصيل الدراسي يقصد به مجموعة من المعايير التي تُستخدم لتقييم فعالية الأنشطة التعليمية وقدرة المتعلم على الاستفادة منها ومهارته في التعلم. يتم تصنيف مستوى الطلاب الأكاديمي بناءً على هذه المعايير إلى فئات مختلفة: مرتفع ومتوسط ومنخفض، ويهدف تحقيق التحصيل المدرسي الجيد إلى تمكين الطلاب من تحقيق التفوق الأكاديمي وتطوير مهاراتهم للنجاح في الحياة العملية والمجتمعية (القرشي، ٢٠١٩).

أهمية التحصيل الدراسي

يتمتع التحصيل الدراسي بأهمية كبيرة في سياق العملية التعليمية التربوية، حيث يُعَدُّ واحدًا من أبرز الإنجازات التي يسعى المتعلمون لتحقيقها. وتظهر أهمية التحصيل الدراسي بأشكال مختلفة في حياتنا الاجتماعية ولا سيما فيما يتعلق بالمستقبل. فالتعليم الجيد يلعب دوراً حاسماً في مكافحة العوامل التي تسهم في عدم الاستقرار مثل البطالة والنزاعات الدينية المتطرفة والمشكلات التخريبية التي تظهر كنتيجة لتدني التحصيل الدراسي وتسرب الكثير من الطلاب من المدرسة. وبالتالي، أصبحت الأنشطة التعليمية والدراسية بجميع جوانبها أحد المحركات الرئيسية للتنمية في القرن الحادي والعشرين. ومن جهة أخرى، يساهم التحصيل الدراسي في التقدم العلمي والتكنولوجي، ويسهم في الازدهار العام للمعرفة. ولذلك من الضروري لأي مجتمع يسعى للنمو والتطور أن يشجع أبنائه على الاستمرار في التحصيل الدراسي، حتى يتمكنوا من استيعاب عناصر هذا النمو والتطور (العنزي، ٢٠٢١).

وتكمن أهمية التحصيل الدراسي في دوره كمعيار لقياس كفاءة العملية التعليمية وقدرتها على تنمية مختلف المواهب والقدرات المتاحة في المجتمع، مما يمهد الطريق للاستفادة من هذه القدرات بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يلبي التحصيل الدراسي حاجات نفسية للطلاب، قد يؤدي عدم تلبيتها إلى شعورهم بالإحباط، مما قد ينتج عنه ردود أفعال عدوانية، وبالتالي تؤثر هذه الأفعال على استقرار النظام المدرسي (باصباح، ٢٠١٨).

أهداف التحصيل الدراسي

  1. يسهم التحصيل الدراسي في تطوير القدرات والمهارات لدى الطلاب، مما يسمح لهم بالاستفادة القصوى من إمكانياتهم الشخصية.
  2. تقرير نتيجة الطالب وتحديد الخطوات التالية في مسار تعليمه.
  3. يساعد التحصيل الدراسي في اختيار نوع الدراسة والتخصص المستقبلي وتوجيه الطلاب نحو المجالات التي تعكس اهتماماتهم وميولهم الشخصية.
  4. يمكن من خلال التحصيل الدراسي تحديد القدرات الفردية للطلاب ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم، وبالتالي توفير الدعم والتوجيه المناسب لتطوير مهاراتهم.
  5. يساعد التحصيل الدراسي على تصنيف الطلاب وفقًا لمستوياتهم التعليمية وتقديم الدعم المناسب وتخصيص البرامج التعليمية لتلبية احتياجاتهم.
  6. يعتبر قياس ما تعلمه الطلاب أحد الطرق الفعالة لتقييم تقدمهم وتحديد نقاط التحسين والتعزيز.
  7. يؤثر الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطلاب على توجههم نحو التحصيل الدراسي، كما يلعب دور المدرسة والمعلم في تشجيع الطلاب ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم التعليمية (باصباح، ٢٠١٨).

العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي

تعد العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي متعددة، وتشمل:

  1. العوامل المرتبطة بالطالب نفسه: يمكن تصنيف هذه العوامل كما يلي:
    • الذكاء: يعتبر الذكاء عاملاً مهماً يرتبط بالتحصيل الدراسي. فعادةً ما يحقق الطلاب ذوو الذكاء المرتفع علامات عالية ويكونون على استعداد للبقاء في المدرسة لفترة أطول. ومع ذلك، قد يكون هناك بعض الطلاب الأذكياء، ولكن يكون تحصيلهم الدراسي متدني بسبب أنهم يفتقرون إلى المثابرة أو يواجهون صعوبات أخرى غير مرتبطة بذكائهم، مثل تقدير الذات، والدافعية، والعوامل الاجتماعية، والثقافية.
    • الدافعية: تعتبر الدافعية قوة تحفز الطالب وتدفعه نحو التحصيل الدراسي والانجازات الأخرى. لذلك هي أحد العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي، فضعف الدافعية يؤثر سلبياً على التحصيل الدراسي للطالب.
    • تقدير الذات: يرتبط تقدير الذات بقيمة الطالب لنفسه عند مقارنة نفسه مع الآخرين، وله علاقة قوية بالتحصيل الدراسي. فالطلاب الذين يواجهون صعوبات في أدائهم المدرسي قد يشعرون بأنهم أقل من زملائهم، وتنمو لديهم اتجاهات سلبية تجاه الذات.
  2. العوامل المرتبطة بالأسرة: تتضمن هذه العوامل استقرار الأسرة ومستواها الثقافي والاقتصادي. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتأثر تحصيل الطالب الذي يعيش في أسرة مفككة بالمشاكل العائلية التي يواجهها، وبالمقابل، يمكن أن يؤثر استقرار الأسرة بشكل إيجابي على تحصيله الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتأثر الطالب الذي يعيش في أسرة ذات دخل محدود بصعوبة شراء الأدوات والمواد المدرسية الضرورية، وهذا قد يؤدي إلى غيابه عن المدرسة لعدم رغبته بالشعور بالنقص بين زملائه، مما يسبب تدني تحصيله الدراسي. ومن العوامل الأسرية الأخرى المؤثرة هو المستوى التعليمي والثقافي للوالدين، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على اهتمام الطفل بالتعليم ومهامه المدرسية، وبالتالي يمكن أن يؤثر على تحصيله الدراسي، مثلاً الطالب الذي يعيش بين أسرة تهتم بالقراءة والكتب ولديها مكتبة في المنزل وتشجع أبنائها على القراءة والاطلاع يختلف عن طالب تهمل عائلته أهمية القراءة والاطلاع على التحصيل الدراسي لأبنائها.
  3. العوامل المرتبطة بالمدرسة: العوامل المرتبطة بالمدرسة تلعب دوراً هاماً في التحصيل الدراسي للطلاب. تشمل هذه العوامل البيئة الصفية والمعلم والمناهج وطرق التدريس والوسائل تعليمية.
  • طرق التدريس: يمكن لاختيار طريقة التدريس غير المناسبة أن يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي ويعوق تحقيق الأهداف التعليمية.
  • المعلم: للمعلم وخبرته المهنية وإعداده العلمي وشخصيته دورًا مهماً في التأثير على التحصيل الدراسي لطلابه. فإعداد وتأهيل المعلم يمكن أن يساعد في فهم مشاكل الطلاب النفسية والسلوكية والتعامل معها، ويزيد من ثقافته ومعرفته، وهذا ما أشارت إليه بعض الدراسات التي وضحت أن المعلم ذو الكفاءة التربوية يتفوق في تنمية العمليات العلمية والتحصيلية لدى الطلاب مقارنةً بالمعلم الذي ليس لديه تلك الكفاءة.
  • المنهج الدراسي: يمكن أن يؤثر على تحصيل الطلاب إذا لم يكن مناسبًا لقدراتهم واهتماماتهم واتجاهاتهم. عدم ارتباط المنهج بالبيئة التي يعيش فيها الطلاب وعدم تنظيمه بشكل منطقي يمكن أن يعوق تحصيلهم الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم تكن عناصر المنهج (الأهداف، المحتوى، طرق التدريس، الوسائل التعليمية، والتقويم) متكاملة ومتناسقة مع بعضها البعض، فقد يؤثر ذلك على تحصيل الطلاب سلبًا. كما أن طول المنهج مقارنةً بالوقت المحدد له يمكن أن يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي.

هذه بعض النقاط المرتبطة بالعوامل المدرسية التي تؤثر في التحصيل الدراسي. من المهم أن نأخذ هذه العوامل في الاعتبار عند تصميم البيئة التعليمية واختيار طرق التدريس وتنظيم المناهج.

إن هذه العوامل مجرد نماذج للعوامل المؤثرة، فالتحصيل الدراسي نتيجة مركبة يتأثر بها العديد من العوامل الداخلية والخارجية. يجب مراعاة هذه العوامل وتقديم الدعم والتوجيه المناسب للطلاب لتعزيز تحصيلهم الدراسي وتطوير إمكاناتهم الكامنة (الجابري والمشيقح، ٢٠٢٣).

مشكلة البحث

هناك عدة عوامل أدت إلى الإحساس بمشكلة البحث وهي:

  1. الأسرة تضع تفوق أبنائها كأحد أولوياتها العليا، وتبحث بجهد عن أسباب تراجع مستوى تحصيلهم الدراسي، وهذا ما دفع ضو وواكد (٢٠٢٣) إلى إجراء بحث لدراسة بعض العوامل التي تؤثر على التحصيل الدراسي، وتوصلوا إلى أنه في معظم حالات تدني مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، لا تكون هناك أسباب تقنية أو ذهنية تؤثر سلبًا عليهم. بالعكس، تعتبر العوامل الأسرية وفكرة الأسرة عن التعلم ودعمه من أبرز العوامل التي تؤثر على تحصيل الطلاب بشكل كبير.
  2. ما توصلت إليه نتائج دراسة العنزي (٢٠٢١) من وجود علاقة بين مستوى تعليم الوالدين والتحصيل الدراسي للطالبات في المرحلة الجامعية، وأوصت بإجراء المزيد من الأبحاث التي تهتم بالعوامل الاجتماعية والأسرية المؤثرة على التحصيل الدراسي للطلاب.
  3. نقص الأبحاث والدراسات المحلية -في حدود علم الباحثة- التي تركز على العلاقة بين المستوى التعليمي للأم والتحصيل الدراسي لأبنائها في المرحلة الابتدائية.

بناءً على هذا الإطار المحدود للبحث، تم تحديد مشكلة البحث الرئيسية كالتالي:

دراسة العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن.

أسئلة البحث

يتمثل السؤال الرئيسي في: ما العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن؟

أهداف البحث

يهدف البحث الحالي إلى تحديد طبيعة العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن.

أهمية البحث

تكمن أهمية البحث الحالي فيما يلي:

  1. فهم العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي: يساعد هذا البحث في تحديد دور المستوى التعليمي للأم كعامل مؤثر في التحصيل الدراسي لأبنائها.
  2. يمكن لنتائج البحث في هذا المجال أن تكون أساسًا لاتخاذ قرارات سياسية وتعليمية مستنيرة. فهم العلاقة بين المستوى التعليمي للأم وتحصيل الأبناء يمكن أن يساعد في توجيه الجهود وتوجيه الموارد نحو تحسين نتائج التعليم وتعزيز المساواة في فرص التعليم.
  3. تحسين التنمية الاجتماعية والاقتصادية: فهم العلاقة بين المستوى التعليمي للأم وتحصيل الأبناء يمكن أن يلقي الضوء على هذه الروابط ويساهم في تعزيز التنمية الشاملة للمجتمع.

حدود البحث

الحدود البشرية: الاقتصار على أمهات طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية.

الحدود المكانية: الاقتصار على مدارس المرحلة الابتدائية التابعة لإدارة تعليم جدة.

الحدود الزمانية: جمع البيانات بعد نهاية الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي (2022 -2023).

مصطلحات البحث

التحصيل الدراسي (Academic Achievement)

عرف لكحل (٢٠١٩) التحصيل الدراسي بأنه النتيجة النهائية لعملية التعلم التي يخضع لها الطالب. يتم تقييم التحصيل الدراسي عن طريق تقييم أداء الطالب في دراسة المواد المقررة واختبارات التحصيل القياسية. كما يمكن وصفه بأنه المعرفة والمهارات التي يكتسبها الطالب خلال نظام التعليم الأكاديمي والتي تمكنه من تنفيذ المهام المطلوبة (لكحل، ٢٠١٩).

وذكر شيمارك (٢٠٢٣) أن المقصود بالتحصيل الدراسي هو المعرفة المكتسبة والمهارات المطورة في المقررات الدراسية، وعادة يتم تحديده من خلال درجات الاختبارات أو من قبل المعلمين أو من خلال كليهما (Chemark, 2023).

تعرف الباحثة التحصيل الدراسي إجرائياً بأنه مصطلح يشير إلى المستوى والقدرة التي يحققها الطلاب في اكتساب المعرفة والمهارات المقررة في المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية، ويتم معرفته عن طريق الدرجة التي يحصل عليها الطالب في نهاية الترم الدراسي أو السنة الدراسية.

البحوث والدراسات السابقة

أُجريت العديد من الدراسات التربوية التي اهتمت بفحص العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي وعلاقة الأم بتحصيل أبنائها منها دراسة اُتسنقر (٢٠٢٢) التي هدفت إلى تحديد تأثير المستوى التعليمي للأم على أداء وتموج وتحصيل طفلها من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الخامس الابتدائي، وتحديد الخصائص الخلفية التي تؤثر على التطور الأكاديمي للطفل. استخدمت الدراسة منهجية الارتباط، وتم جمع بيانات طويلة المدى باستخدام أساليب متعددة تتضمن الاختبارات والاستبانات والمقابلات مع الوالدين، والتقييم الفردي للأطفال، واستبانات التقييم الشخصي، واستبانات للمعلمين والإداريين. بدأت عملية جمع البيانات من مرحلة رياض الأطفال واستمرت حتى استكمال هؤلاء الأطفال للصف الخامس. تكونت عينة الدراسة من 18174 طفلاً في مدارس حكومية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين تعليم الأم والتحصيل الأكاديمي لأطفالها من مرحلة رياض الأطفال إلى الصف الخامس الابتدائي (Utsinger, 2022).

وسعت دراسة شاهين وعوان (٢٠٢٠) إلى التحقق من تأثير تعليم الأم على التحصيل الأكاديمي لابنها. ولهذا الغرض، اعتمدت الدراسة المنهج المختلط، واستخدمت الاستبانة والملاحظة والمقابلات مع الأمهات والمعلمين كأدوات لجمع البيانات. تكونت عينة الدراسة من ٢٠٠ طالب و٥٠ أم و٥٠ معلم من المدارس الثانوية الحكومية والخاصة في المناطق الحضرية والريفية في منطقة خانيوال، باكستان. استنتجت الدراسة أن تعليم الأم يؤثر على تحسين المستوى الأكاديمي لابنها في المرحلة الثانوية، حيث حقق الطلب الذين كانت أمهاتهم متعلمات درجات عالية بالمقارنة مع الطلاب الذين كانت أمهاتهم غير متعلمات (Shaheen & Awan, 2020).

كما أجرى القرشي (٢٠١٩) دراسة للتعرف على العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتحصيل الدراسي. تفرع من هذا الهدف ثلاثة أهداف فرعية وهي التعرف على العلاقة بين المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية للطلاب والتحصيل الدراسي، والالتحاق بنظام موهبة والتوزيع على الأقسام الأكاديمية. لتحقيق هدف الدراس، استخدم الباحث المنهج الكمي، وكانت الاستبانة هي أداة الدراسة المستخدمة. تم جمع البيانات من ٤٢٢ طالب في المرحلة الثانوية في مكة المكرمة. توصل الباحث إلي العديد من النتائج منها وجود علاقة ارتباطية قوية بين التحصيل الدراسي والعوامل الاجتماعية والتي تشمل المستوى التعليمي للأم، والمستوى التعليمي للأب، ومدى تدخل الوالدين في اختيار تخصصات أبنائهم، ومدى حرص الوالدين بعرض برامج ثقافية للأبناء (القرشي، ٢٠١٩).

علاوة على ذلك، أجرت مريز (٢٠١٨) دراسة هدفت إلى معرفة جودة الحياة لدى طلاب الجامعة وفقاً لعدد من المتغيرات وهي النوع ومستوي تعليم الأب وتخصص ومستوى تعليم الأم. اتبعت الباحثة المنهج التقنيني والمنهج الوصفي المقارن، واستخدمت مقياس جودة الحياة كأداة لجمع البيانات. اشتمل المقياس على الأبعاد الستة لجودة الحياة وهي جودة الحياة الأسرية والاجتماعية، وجودة العواطف (الجانب الوجداني)، وجودة الصحة العامة، وجودة الصحة النفسية، وجودة التعليم والدراسة، وجودة شغل الوقت وإدارته. تكونت عينة الدراسة من ٢٤٠ طالب وطالبة من كلية التربية بالأقسام العلمية والأدبية بجامعة عمر المختار في مدينة البيضاء، ليبيا. استنتجت الدراسة العديد من النتائج منها وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب تُعزى لمستوى تعليم الأم، هذا يعني أن كل ما زاد مستواها التعليمي زاد مستوى جودة حياة الطالب (مريز، ٢٠١٨).

وعلى الرغم مما توصلت إليه الدراسات المذكورة سابقاً من وجود علاقة بين المستوى التعليمي للأم والتحصيل الدراسي لأبنائها، إلا أن هناك بعض الدراسات التي توصلت إلى نتائج عكسية، حيث سعى كل من أمودا وعلي (٢٠١٦) دراسة لقياس مدى تأثير المستوى التعليمي للوالدين على التحصيل الأكاديمي لأبنائهم في المرحلة الجامعية. اُستخدم المنهج الكمي لتحقيق هدف الدراسة، واشتملت العينة على ١٢٠٠ طالب وطالبة من كليات التربية في جامعات متعددة في الشمال الشرقي لنيجيريا، واستخدمت الاستبانة لجمع البيانات. استنتج الباحثان عدم وجود أدلة كافية لاثبات أن التحصيل الأكاديمي للطلاب الجامعيين يتأثر بالمستوى التعليمي لوالديهم (Amoda & Ali, 2016).

بالإضافة إلى دراسة مصطفى والهاشمي (٢٠١٧) التي هدفت إلى معرفة تأثير استراتيجية تعليمية قائمة على نظرية منتسوري في مستوى الوعي الصوتي لدى طلاب الصف الأول الابتدائي في ضوء المستوى التعليمي للأم. استخدم الباحثان المنهج التجريبي، وأعدا استراتيجية تعليمية قائمة على نظرية منتسوري، وصمما اختبار الوعي الصوتي كأداة لجمع البيانات. تكونت عينة الدراسة من٥٠ طالب وطالبة في الصف الأول الابتدائي في الأردن، وأظهرت نتائج البحث عدم وجود تأثير للمستوى التعليمي للأم على مستوى الوعي الصوتي للطلاب عند استخدام الاستراتيجية المقترحة (مصطفى والهاشمي، ٢٠١٧).

منهج البحث

استخدمت الباحثة البحث الارتباطي لتحقيق الهدف الرئيسي من البحث وهو فحص العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن. يعرف البحث الارتباطي بأنه نوع من الأبحاث الكمية التي تهدف إلى دراسة العلاقة بين متغيرين أو أكثر. يتم تحليل البيانات وتحديد درجة الارتباط بين المتغيرات لفهم طبيعة العلاقة بينها، ونوعها وقوتها (Suri & Wright, 2019).

مجتمع وعينة البحث

يتكون مجتمع البحث من أمهات جميع الطلاب والطالبات في مدارس المرحلة الابتدائية التابعة لإدارة تعليم محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية. تم إرسال رابط الاستبانة بطريقة عشوائية إلى كل أم لديها على الأقل طفل واحد في المرحلة الابتدائية في جدة، وبلغ عدد الأمهات اللاتي قبلن المشاركة والاجابة على أسئلة الاستبانة ٦٥ أم.

أدوات البحث:

أداة جمع البيانات في هذا البحث هي استبانة إلكترونية تم إعدادها باستخدام نموذج Google Forms. تتكون الاستبانة من عشرة أسئلة موجهة لأمهات طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية. تم اعتماد أسلوب بسيط وسهل في صياغة الأسئلة لضمان فهمها بوضوح من قبل الأمهات وتمكينهن من تقديم إجابات صحيحة ودقيقة.

اُستخدمت الاستبانة الالكترونية لتسهيل عملية جمع البيانات، وتوزيعها بسهولة وسرعة على مجتمع الأمهات المستهدف. كما توفر أيضًا مرونة للأمهات في تعبئة الاستبانة وتحديد الوقت المناسب لهن للإجابة على الأسئلة. ويمكن لهن الوصول إلى الاستبانة عبر الإنترنت من أجهزتهن الشخصية، وبالتالي تسهيل مشاركتهن في البحث وزيادة معدل الاستجابة.

تتألف الاستبانة الالكترونية من ١٠ أسئلة لفحص العلاقة بين المستوى التعليمي للأم والتحصيل الدراسي لابنها. تضمنت الأسئلة معلومات حول المستوى التعليمي للأم ونسبة التحصيل الدراسي التي حصل عليها الطالب في آخر فصل دراسي في المرحلة الابتدائية.

بالإضافة إلى ذلك، تم توجيه سؤال عن الشخص المسؤول عن مساعدة الطالب في مراجعة الدروس وحل الواجبات في المنزل. وتم أيضًا الاستفسار عن الوقت الذي يقضيه الطالب في الدراسة يوميًا. كما تم تضمين أسئلة أخرى تتعلق بهدف البحث للحصول على مزيد من البيانات المرتبطة بالعلاقة بين المستوى التعليمي للأم والتحصيل الدراسي لابنها، وتم تصميم الأسئلة بحيث تتيح للأم اختيار الإجابة المناسبة من بين خيارات متعدد كما تم توضيح سرية المعلومات ولم يتم طلب البيانات الشخصية مثل الاسم ومعلومات التواصل وذلك للحصول على معلومات أكثر دقة.

الصدق الظاهري للأداة

يقصد بالصدق الظاهري لأداة البحث مدى ملاءمة ووضوح الأداة وقدرتها على قياس المتغيرات المستهدفة بطريقة دقيقة وصحيحة بنظر المشاركين (Creswell & Clark, 2017).

ولتحديد الصدق الظاهري للاستبانة المستخدمة في هذا البحث، تم عرضها على أربعة من المحكمين المتخصصين في التربية للتأكد من مناسبة فقرات الاستبانة ووضوحها، ثم تم إجراءات التعديلات المطلوبة وإعداد الاستبانة في شكلها النهائي.

صدق المحتوى

يقصد بصدق المحتوى إجراء فحص دقيق لأداة البحث للتأكد من مطابقة محتواها للجوانب المراد قياسها (بوشوارب، ٢٠٢٣). وللتحقق من ذلك، تم عرض الاستبانة على أربعة من المختصين للاطلاع على فقراتها والتأكد من ملاءمتها وصلاحيتها لتحديد العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن في المرحلة الابتدائية، وتم تعديل الاستبانة بناءً على تقييم المختصين.

ثبات أداة البحث

المقصود بثبات أداة البحث هو قدرة الأداة على إعطاء نتائج متسقة وثابتة عند تكرارها على عينات متعددة أو في ظروف مختلفة. يعد ثبات الأداة مؤشرًا على مدى دقة واستقرارها في قياس المتغير الذي تهدف إلى قياسه (Taherdoost, 2016).

وللتأكد من ثبات أداة البحث، قامت الباحثة بجمع بيانات من عينة استطلاعية تكونت من ٢٠ أم لطلاب وطالبات في المرحلة الابتدائية، ثم طبقت معامل ألفا كرونباخ، وتوصلت إلى أن درجة ثبات الاستبانة هي ٠.٧٥ وهي درجة كافية ومناسبة لتطبيق الاستبانة.

تطبيق أداة البحث

قامت الباحثة بإرسال رابط الاستبانة الالكترونية لعدد من الأمهات في مدينة جدة ممن لديهم

على الأقل ابنًا أو ابنة في المرحلة الابتدائية. تم استخدام الرابط للتواصل مع الأمهات ودعوتهن للمشاركة في الدراسة، حيث يتيح استخدام الاستبانة الإلكترونية الوصول إلى عدد كبير من الأمهات المستهدفات في هذا البحث، وبالتالي الحصول على عدد أكبر من الاستجابات، وبلغ عدد الأمهات اللاتي شاركن في البحث ٦٥.

نتائج البحث

الهدف الرئيسي من هذا البحث كان فحص العلاقة بين المستوي التعليمي للأمهات والتحصيل الطلابي لأبنائهن في المرحلة الابتدائية في مدينة جدة، المملكة العربية السعودية. قُسم هذا القسم إلى جزئين؛ الجزء الأول يوضح الإحصاءات الوصفية، والجزء الثاني يوضح العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات وتحصيل أبنائهن الدراسي.

أولاً: نتائج الإحصاءات الوصفية

جدول (١) جدول النسب والتكرارات للمستوى التعليمي للأمهات المشاركات

المستوى التعليمي للأمهات

التكرار

النسبة المئوية

دراسات عليا

١٠

١٥

بكالوريوس

٢٧

٤٢

دبلوم

١٣

٢٠

شهادة الثانوي أو ما يعادلها

١٠

١٥

شهادة المتوسط

٥

٨

المجموع

٦٥

١٠٠

يوضح الجدول (١) البيانات المتعلقة بالمستوى التعليمي للأمهات. يحمل معظم الأمهات المشاركات في البحث شهادة البكالوريوس حيث تبلغ نسبتهم ٤٢٪، ثم تليها الأمهات الحاصلات على الدبلوم وتبلغ نسبتهم ١٣٪، ثم تتساوى نسبة الأمهات الحاصلات على شهادات دراسات عليا مع الحاصلات على شهادة الثانوي أو ما يعادلها، حيث بلغت نسبة كلاً منهما ١٥٪، وتأتي في المرتبة الأخيرة نسبة الأمهات الحاصلات على شهادة المتوسط حيث تبلغ نسبتهم ٨٪.

جدول (٢) جدول النسب والتكرارات لمعدلات نجاح لطلاب

معدلات نجاح الطلاب

التكرار

النسبة

٩٠ أو أعلى

٣٠

٤٦٪

٨٩-٨٠

١٨

٢٨٪

٧٩-٧٠

١٥

٢٣٪

٦٩-٦٠

٢

٣٪

المجموع

٦٥

١٠٠

يوضح الجدول (٢) معلومات حول معدلات النجاح وفقاً لتصريحات أمهاتهم. وجد أن ٤٦٪ من الطلاب كان لديهم معدل ٩٠ فأعلى، ثم يليهم الطلاب الذين حصلوا على معدل بين ٨٩ و٨٠ حيث بلغت نسبتهم ٢٨٪، و٢٣٪ من الطلاب حصلوا على معدل بين ٧٩-٧٠، و٣٪ فقط من الطلاب حصلوا على بين ٦٩-٦٠.

جدول (٣) جدول النسب والتكرارات لمساعد الطالب في الدراسة

المساعد

التكرار

النسبة

الأم

٤٠

٦٢٪

الأب

٣

٥٪

مدرس خصوصي

٦

٩٪

آخرون

٩

١٤٪

لا أحد

٧

١٠٪

المجموع

٦٥

١٠٠

يعرض الجدول (٣) الأشخاص الذين قاموا بمساعدة الطلاب في مراجعة الدروس وحل الواجبات. وجد أن غالبية المساعدين كانوا الأمهات بنسبة ٦٢٪، تلتها آخرون بنسبة ١٤٪، ثم لا أحد بنسبة ١٠٪، وبلغت نسبة المدرس الخصوصي ٩٪، وكانت الأقلية من المساعدين هم الآباء حيث بلغت نسبتهم ٥٪. يؤكد هذا الاكتشاف تأثير الدور الذي تلعبه الأمهات على إنجازات أبنائهن، حيث يتحمل غالبية الأمهات المسؤولية في تعليمهم.

جدول (٤) جدول النسب والتكرارات لوقت المذاكرة مع الأم

وقت المذاكرة مع الأم

التكرار

النسبة

أقل من ساعة

٢٦

٤٠٪

ساعة إلى ساعتين

٢٨

٤٣٪

أكثر من ساعة

١١

١٧٪

المجموع

٦٥

١٠٠

يصف جدول (٤) مقدار الوقت الذي يقضيه الطلاب في مراجعة الدروس وحل الواجبات مع أمهاتهم. أظهر الجدول أن معظم طلاب المرحلة الابتدائية (٤٣٪) قضوا بين ساعة إلى ساعتين مع أمهاتهم في الدراسة، بينما قضى الأقلية منهم (١٧٪) أكثر من ساعتين في الدراسة مع أمهاتهم. وقضى بقية الطلاب (٤٠٪) أقل من ساعة واحدة في الدراسة مع أمهاتهم.

ثانياً: فحص العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن

جدول (٥) معامل الارتباط سبيرمان رو (Spearman’s rho)

الارتباط

رو (Rho)

الدلالة الإحصائية (Sig 2-tailed)

التكرار

الارتباط بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي للطلاب

٠.٠٤٩

٠.٨٢٣

٦٥

يحتوي الجدول (٥) على نتائج اختبار سبيرمان رو لاختبار العلاقة بين مستوى التعليم للأمهات والتحصيل الأكاديمي لأبنائهن. يظهر في العمود الأخير عدد العينة لهذا البحث، والتي بلغت ٦٥ مشاركة. كما يظهر الجدول (٥) أن نتائج اختبار ارتباط سبيرمان (0.049) ذات دلالة غير إحصائية، وذلك نظراً لأن قيمة (p=0.823) أكبر من 0.05. ومن هنا استنتجت الباحثة عدم وجود لا علاقة بين المستوى التعليمي للأمهات وتحصيل أبنائهن الدراسي.

نتائج الإجابة على سؤال البحث: ما العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن؟

جميع المشاركات في هذا البحث هن أمهات لديهن على الأقل ابن أو ابنة في المرحلة الابتدائية في مدينة جدة. أظهرت نتائج اختبار سبيرمان رو أنه لا توجد علاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي لأبنائهن في هذه المرحلة. هذه النتيجة تتفق مع النتائج التي توصل إليها بحث كل من أمودا وعلي (٢٠١٦) وبحث مصطفى والهاشمي (٢٠١٧).

ومع ذلك، تتعارض هذه النتائج مع العديد من الدراسات السابقة، مثل دراسة شاهين وعوان (٢٠٢٠) التي استنتجت وجود علاقة بين التحصيل الدراسي للطلاب والمستوى التعليمي لأمهاتهم. كما أظهرت دراسة القرشي (٢٠١٩) أن هناك علاقة بين العوامل الاجتماعية، التي من ضمنها المستوى التعليمي للأم والتحصيل الأكاديمي للطلاب.

يمكن تفسير هذه النتائج المتعلقة بالعلاقة بين مستوى تعليم الأم وأداء الطلاب من خلال الوقت المستغرق في التعلم. أظهرت النتائج أن ٦٢٪ من الأمهات مهتمات بتعليم أبنائهن ويقضين وقتًا معهم لضمان تحقيقهم لنتائج أفضل.

وعلى الرغم من ذلك، لم يكن الوقت الذي قضته الأمهات في تعليم أطفالهن كافيًا لتحقيق تعلم فعّال. أشارت النتائج إلى أن ٨٣٪ من الأمهات قضين ساعتين أو أقل في الدراسة مع أبنائهن. تعتبر هذه المدة ليست كافية لأن الطلاب في المرحلة الابتدائية يحتاجون إلى وقت أطول للتعلم مع أمهاتهم ليتمكنوا من التدريب للتدريب وربط ما يتعلمونه في المدرسة بحياتهم اليومية.

توصيات البحث

بناءً على ما النتائج التي توصل إليها البحث الحالي، توصي الباحثة بما يلي:

  1. دراسة تأثير عوامل أسرية أخرى على التحصيل الدراسي للطلاب في المرحلة الابتدائية مثل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
  2. دراسة العلاقة بين المستوى التعليمي للأمهات والتحصيل الدراسي للأبناء في المرحلة الابتدائية، ولكن على عينة أكبر أو مجتمع آخر.

المراجع

المراجع العربية:

الجابري، حمد، والمشيقح، عبدالعزيز. (٢٠٢٣). البناء الأسري وعلاقته بالتحصيل الدراسي للأولاد:

دراسة ميدانية مطبقة على عينة من طلاب المرحلة الثانوية في المدينة المنورة. المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية، (٤٣)، ٨٨-١٠٠.

العنزي، هياء. (٢٠٢١). بعض العوامل الأسرية المرتبطة بالتحصيل الدراسي لدى الطالبة الجامعية

السعودية: دراسة ميدانية على طالبات الكليات الإنسانية بجامعة الملك فيصل بمحافظة الأحساء. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، ٣٧ (٧)، ٣١٢- ٣٣٣.

القرشي، عواض. (٢٠١٩). المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتحصيل الدراسي في المدراس

الثانوية بمكة المكرمة. مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، ٣ (٣)، ١٩- ٤١.

باصباح، بن (٢٠١٨). انعكاس الثقافة الأسرية على التحصيل الدراسي للتلميذ: دراسة ميدانية في ثانوية

الشيخ بن عبدالكريم المغيلي أدرار [رسالة ماجستير غير منشورة]. جامعة أحمد دراية أدرار.

بوشوارب، عبدالباسط. (٢٠٢٣). الكشف على مستوى التحصيل المعرفي لبعض الاختصاصات في

ألعاب القوى لدى الناشئين “١٠ – ١٢ سنة”. مجلة التحدي، ١٥ (٢)، ٣٩٠ – ٤٠٣.

رفيقة، يخلف. (٢٠١٤). المستوى الثقافي للأسرة وأثره على التحصيل الدراسي للأبناء. مجلة الحكمة

للدراسات التربوية والنفسية، ٢ (٤)، ١٨٩- ٢٠٢.

لكحل، وهيبة (٢٠١٩). العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة على التحصيل الدراسي. مجلة الحوار

المتوسطي، ١٠ (١)، ٢٤٣ – ٢٥٩.

مريز، فاطمة. (٢٠١٨). جودة الحياة وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى عينة من طلاب كلية التربية

بالأقسام العلمية والأدبية بجامعة عمر المختار بمدينة البيضاء. مجلة كلية التربية، ١٨ (٢)،

٥٩١-٦١٨.

مصطفى، تغريد، والهاشمي، عبدالرحمن. (٢٠١٧). أثر استراتيجية قائمة على نظرية منتسوري في

مستوى الوعي الصوتي لدى طلبة الصف الأول الأساسي في الأردن في ضوء المستوى التعليمي للأم. مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية)، ٣١ (١٢)، ٢٣٠٣-٢٣٢٨.

نصر الله، عمر. (٢٠١٠). تدني مستوى التحصيل الدراسي والانجاز المدرسي، أسبابه وعلاجه

(ط. ٢). دار وائل للنشر والتوزيع.

المراجع الأجنبية:

Amuda, B. & Ali, D. (2016). Parents’ level of education as predictors of

academic performance of nce students of colleges of education in the north-eastern states of nigeria. IOSR Journal of Humanities And Social Science, 21(2), 41-47. DOI: 10.9790/0837-21224147

Awan, A. & Kauser, D. (2015). Impact of educated mother on academic

achievement of her children: A case study of district lodhran-pakistan. Journal of Literature, Languages and Linguistics, 12, 57-65.

Chermak, A. (2023). Academic Psychological Capital, Study Strategies, and

Academic Achievement: How are They Related?(Order No. 30635847). Available from ProQuest Dissertations & Theses Global. (2860482260). https://www-proquest-com.sdl.idm.oclc.org/dissertations-theses/academic-psychological-capital-study-strategies/docview/2860482260/se-2

Li, Z. & Qiu, Z. (2018). How does family background affect children’s

educational achievement? Evidence from contemporary china. The Journal of Chinese Sociology, 5(13), 21. https://doi. org/10.1186/s40711-018-0083-8

Shaheen, N., & Awan, A. (2020). The mpacts of mother’s education on the

academic achievement of her child. Global Journal of Managment, Social Sciences and Humanities, 6 (4) 735-756.

Taherdoost, H. (2016). Validity and reliability of the research instrument; how

to test the validation of a questionnaire/survey in a research. International Journal of Academic Research in Management (IJARM), 5 (3), 28-36.

Utsinger, J. (2022). The effect of maternal education on children’s academc

growth and attainment in elementary school [Unpublished Dectoral dessertation). Westren Illinois University.