اللهجات العربية الملقبة دراسة في ضوء علم اللغة الحديث

د/ زكريا عطيفي حماده عطيفي1

1 أستاذ أصول اللغة المساعد، بكلية العلوم والآداب بالقريات، جامعة الجوف، المملكة العربية السعودية

بريد الكتروني: z.alotify@yahoo.com

HNSJ, 2024, 5(3); https://doi.org/10.53796/hnsj53/3

Download

تاريخ النشر: 01/03/2024م تاريخ القبول: 08/02/2024م

المستخلص

إن لدراسة اللهجات العربية القديمة أهمية كبيرة، ومنزلة عظيمة في الدرس اللغوي الحديث، لذلك فقد اهتم بها العلماء، واستشهدوا بها في مستويات اللغة المختلفة، الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية.

وذلك لأن اللهجات العربية القديمة هي المرآة الصادقة التي تكشف لنا كيفية استعمال القبائل العربية الألفاظ، والكلمات، كما يمكننا من خلال دراستها رد كثير من اللهجات العربية الحديثة إلى أصولها القديمة، ومعرفة مدى التطور الذي أصاب تلك اللهجات في العصر الحديث، وهي أيضا من أهم المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في الكشف عن تاريخ العربية ومراحل تطورها، كما أنها وثيقة الصلة بالقراءات القرآنية.

وتهدف الدراسة إلى جمع اللهجات العربية الملقبة ثم دراستها، والكشف عن خصائصها، في ضوء علم اللغة الحديث، وبيان مدى ارتباط اللهجات العربية الحديثة بها.

الكلمات المفتاحية: اللهجات العربية الملقبة، دراسة، علم اللغة الحديث

Research title

Arabic dialects nicknamed A study in the light of modern linguistics

Dr. Zakaria Otaifi Hamada Otaifi1

1 Assistant Professor of Language Fundamentals, College of Science and Arts in Qurayyat, Al-Jouf University, Kingdom of Saudi Arabia Email: z.alotify@yahoo.com

HNSJ, 2024, 5(3); https://doi.org/10.53796/hnsj53/3

Published at 01/03/2024 Accepted at 08/02/2024

Abstract

The study of ancient Arabic dialects has great importance and a great status in the modern linguistic lesson. Therefore, scholars have paid attention to it and cited it at the various levels of the language: phonetic, morphological, grammatical, and semantic.

This is because the ancient Arabic dialects are the true mirror that reveals to us how the Arab tribes used expressions and words. By studying them, we can return many of the modern Arabic dialects to their ancient origins, and know the extent of development that has affected these dialects in the modern era. They are also one of the most important sources. Which can be relied upon in revealing the history of Arabic and the stages of its development, and it is also closely related to Qur’anic readings.

The study aims to collect the nicknamed Arabic dialects, then study them, reveal their characteristics, in the light of modern linguistics, and indicate the extent of their connection to modern Arabic dialects.

Key Words: Arabic dialects nicknamed; study; Modern linguistics

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، خالق الألسن واللغات، واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقتضته حكمه البالغات، الذي علم آدم الأسماء كلها، وأظهر بذلك شرف اللغة وفضلها، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفصح الخلق لسانا، وأبلغهم بيانا، وعلى آله وصحبه أكرم بهم أنصارا وأعوانا.

ثـــم أمــا بعــــد،

فإن لدراسة اللهجات العربية القديمة أهمية كبيرة، ومنزلة عظيمة في الدرس اللغوي الحديث؛ لذلك فقد اهتم بها العلماء واستشهدوا بها في مستويات اللغة المختلفة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية؛ وذلك لأن اللهجات العربية القديمة هي المرآة الصادقة التي تكشف لنا كيفية استعمال القبائل العربية للألفاظ، والكلمات، كما يمكننا من خلال دراستها رد كثير من اللهجات العربية الحديثة إلى أصولها القديمة.

ومن ثم تعد دراسة اللهجات العربية القديمة من المصادر العلمية الهامة التي يمكن الاعتماد عليها في الكشف عن تاريخ العربية ومراحل تطورها، كذلك فاللهجات العربية القديمة وثيقة الصلة بالقراءات القرآنية.

وتهدف الدراسة إلى جمع اللهجات العربية الملقبة ثم دراستها، والكشف عن خصائصها، في ضوء علم اللغة الحديث، وبيان مدى ارتباط اللهجات العربية الحديثة بها.

أما المنهج الذي سرت عليه، فهو المنهج الوصفي التحليلي، فقد رتبت هذه اللهجات ترتيبا ألفبائيا، ثم قمت بتعريف كل لهجة منها، ثم تناولتها بالدراسة والتفسير الصوتي في ضوء علم اللغة الحديث، مستشهدا بالأمثلة الواردة عن العرب، وبالقراءات القرآنية والأحاديث النبوية – إن وجدت – ثم بينت مدى وجود اللهجة في اللهجات العربية الحديثة، مع عزو اللهجة إلى الناطقين بها.

ثم كانت الخاتمة، وفيها أهم النتائج التي انتهى إليها البحث، ثم فهرس المصادر والمراجع.

﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾

التمهيد

يعد أول من لقب اللهجات العربية القديمة ذلكم الرجل الجرمي الذي سأله معاوية يوما: “من أفصح الناس؟ فقال: قوم ارتفعوا عن لخلخانيّة الفرات، وتيامنوا عن عنعنة تميم وتياسروا عن كسكسة بكر، ليست لهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير. قال: من هم؟ قال: قريش قال: ممن أنت؟ قال: من جرم”. ([1])

وقد ورد هذا الخبر في مصادر كثيرة بصيغ مختلفة، من ذلك ما جاء في كتاب الكامل في اللغة والأدب، قال المبرد: “وحدّثني من لا أحصي من أصحابنا عن الأصمعي عن شعبة عن قتادة، قال: قال معاوية يوما: من أفصح الناس؟ فقام رجل من السماط فقال: قوم تباعدوا عن فراتية العراق، وتيامنوا عن كشكشة تميم، وتياسروا عن كسكسة بكر، ليس فيهم غمغمة قضاعة، ولا طمطمانية حمير. فقال له معاوية: من أولئك؟ فقال: قومي يا أمير المؤمنين، فقال له معاوية: من أنت؟ قال: أنا رجل من جرم. قال الأصمعي: وجرم من فصحاء الناس”. ([2])

ومن الجدير بالذكر أن هذه الروايات المتعددة للخبر الواحد قد اختلفت فيما بينها في نسبة اللهجات اللغوية إلى القبائل الواردة في الخبر، وقد ذكر بعض المحدثين أن هذا الأمر لا تعارض فيه، فالظاهرة اللغوية الواحدة قد تنتشر بين مجموعة من القبائل فيروي كل لغوي ما بلغه منها.

لكن هذا الأمر غير مقبول هنا؛ لأنه يتعلق بخبر واحد وشخص واحد أطلق تلك الصفات لا شخصين، وهو ذلك الرجل الجرمي، وإذا بالروايات المتعددة تختلف في عدد القبائل المذكورة في ذلك الخبر، والصفات اللغوية المنسوبة إلى كل منها، أما وجود الظاهرة الواحدة في أكثر من قبيلة فهذا لا خلاف فيه

ونرى أن مسؤولية هذا الاختلاف تقع على عاتق الرواة والنقلة الذين غابت عن رواياتهم ونقولهم الدقة المطلوبة، وقد يكون التحريف سببا آخر لتعليل هذا الاختلاف.

ومما تجدر الإشارة إليه أن ذلكم الرجل الجرمي لم يذكر جميع الصفات اللغوية، وإن كان ذكر أهمها، لكن كتب اللغويين والنحاة تكفلت بذكر الباقي. ([3])

وقد وضع بعض العلماء هذه الصفات تحت (باب اللغات المذمومة) وحينا تحت (باب معرفة الرديء المذموم من اللغات)؛ والمقصود بالمذموم والرديء إنما هو تلك الصفة اللغوية التي لحقت بهذه اللهجة أو تلك، وليس اللهجة كلها، ولو كان الأمر بخلاف ذلك لما استقام مطلقا مع ما نعرفه من أن هذه القبائل التي تنتسب إليها هذه الصفات ضاربة في الفصاحة بسهم وافر، وببعضها نزل بعض القرآن الكريم، وعنها نقلت اللغة العربية، وأخذ اللسان العربي. ([4])

وفيما يلي أتناول اللهجات العربية الملقبة بالدراسة:

الاستنطاء:

هو: جعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء، كأنطى في أعطى. ([5])

وردت أمثلة كثيرة للاستنطاء؛ لكنها كلها جاءت في كلمة (أنطى) ومشتقاتها فقط، من ذلك قول الأعشى:

جيادك في القيظ في نعمة تصان الجلال وتنطى الشعيرا([6])

ومن شواهده في الدعاء:” لا مانع لما أنطيت، ولا منطي لما منعت”، وفيه” اليد المنطية خير من اليد السفلى”

الظاهرة في ضوء علم اللغة الحديث: إن انحصار هذه الصفة اللغوية في الفعل(أعطى) ومشتقاته يجعلها محدودة، بمعنى أن جعل العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء ليس قاعدة مطردة في كل عين ساكنة تجاور الطاء، فلا يقال (أنطب) في ( أعطب) ولا ( ينطش) في ( يعطش). ([7])

ومن ثم فسر الدكتور/ إبراهيم السامرائي هذه الظاهرة بقوله:” وملاك الأمر في هذه النون أنها لم تكن مقابلة للعين في أعطى، وإنما جاءت من أن الفعل كان آتى، بمعنى: أعطى، ثم ضعف الفعل فصار “أتّى” بتشديد التاء، ومعلوم أن فك الإدغام في العربية، وفي غيرها من اللغات السامية يقتضي إبدال النون بأحد الحرفين المتجانسين، كما تقول في العربية “جندل” وهي من “جدّل” بتشديد الدال، وهذا كثير معروف”.([8])

الظاهرة في اللهجات الحديثة: توجد هذه اللغة في بغداد، وجنوب العراق، ونابلس بفلسطين، وعند قبيلة عنيزة في الصحراء السورية، أما في اليمن ذاتها فلا توجد سوى أعطى بالعين. ([9])

التلتلة: هي: كسر حرف المضارعة، نحو: تِعلمون وتِشهدون.([10])

المعروف في كتب التصريف أن حرف المضارعة يحرّك بالفتح، فنقول في ضرب وعلم: تَضرب وتَعلم، إلا إذا كان الماضي رباعيا نحو أَقسم وأَكرم، فإن حرف المضارعة يُضم، فنقول: تُقسم وتُكرم.

ومع هذا وجدنا بعض العرب يبدل الفتحة كسرة، فيكسر حرف المضارعة، وذلك في الثلاثي المبني للفاعل إذا كان الماضي على وزن (فَعِل) سالما أو مضاعفا أو أجوفا أو ناقصا، وكذلك كل فعل جاوز ثلاثة أحرف وكان ماضيه مبدوءا بهمزة وصل مكسورة أو بتاء المطاوعة.([11])

وقد اختلف العلماء في حرف المضارعة الذي يكسر، والذي عليه جل العلماء أن الكسر يكون في جميع حروف المضارعة ما عدا الياء.([12])

وخصّه بعضهم بالتاء ([13]) ، وذهب فريق ثالث إلى أن ذلك يكون في جميع حروف المضارعة عدا الهمزة. ([14])؛ لكن هذا مردود لورود أمثلة كسرت فيها الهمزة، من ذلك قول الشاعر:

أرجو وآمل أن تدنو مودتهــا *** وما إِخال لدينا منك تنويل ([15])

فالراجح إذن أنها عامة في جميع الحروف ما عدا الياء.([16])

ولكن هناك سؤال: أيهما الأصل: الكسر أم الفتح؟

الذي عليه جل العلماء هو أصالة الفتح، وأن الكسر حادث، يقول الإمام سيبويه: ” ويدلك على أن الأصل في: (فَعَلْتُ) أن يفتح (يَفْعَل) منه على لغة أهل الحجاز، سلامتها في الياء، وتركهم الضم في (يَفْعُل) ولا يضم لضمة (فَعُل) فإنما هو عارض “.([17])

أما في العصر الحديث فهناك من يرى أصالة الكسر، وأن الفتح حادث في العربية، يقول الدكتور/ رمضان عبد التواب: ” وهذه الظاهرة سامية قديمة، توجد في العبرية، والسريانية، والحبشية، والفتح في أحرف المضارعة، حادث في رأيي، في العربية القديمة؛ بدليل عدم وجوده في اللغات السامية الأخرى، وبدليل ما بقي من الكسر في بعض اللهجات العربية القديمة “.([18])

وقد رد هذا الكلام الدكتور/ عبد الغفار هلال فقال: ” إن العربية هي اللغة السامية التي بقيت في الجزيرة بعد هجرة أخواتها الساميات، فالفتح ليس حادثا فيها بل إنه الأصل، والكسر هو الذي حدث

بعد اختلاط الساميين بغيرهم”. ([19])

كما استدل الدكتور/ رمضان عبد التواب على أصالة الكسر باستمراره حتى الآن في اللهجات العربية الحديثة كلها، وعدم بقاء فتح حرف المضارعة في اللهجات الحديثة إلا في لهجة نجد. ([20])

وهذا الدليل رده أيضا الدكتور/ ضاحي عبد الباقي، فذكر أن استمرار هذه اللهجة في اللهجات الحديثة لا يعد دليلا على أصالتها ” ذلك أن هذه اللهجات تستعمل دائما إما متوارثة عن لغات عربية، قد يكون بعضها محافظا على الصيغة القُدْمى، وإما متطورة عن هذه اللغات غيرت نهجها وفقا لقوانين لغوية”.([21])

ويرجح الدكتور / ضاحي عبد الباقي حداثة الكسرة في العربية ويعلل ذلك بأن الكسرة كانت في زمن تسجيل العربية خاصة بوزن واحد من أوزان الثلاثي الستة، ثم تطورت بعد ذلك حتى شملت كل هذه الأوزان، فلو كان الكسر هو الأصل ثم تطور إلى الفتح في خمسة أوزان – بالنسبة للثلاثي – وبقى السادس مكسورا دون تطور، لاختفى الكسر تماما من اللهجات المعاصرة، لكن الذى حدث هو العكس تماما فنسبة الفتح تقل، وبالتالي تزداد نسبة الكسر، وهذا يرجح أصالة الفتح في العربية ثم تطوره إلى كسر، فلما جاء زمن تسجيل العربية لم يكن التطور قد اكتمل دوره، ثم اكتمل بعد ذلك على لسان بعض العاميات.([22])

من هذا العرض يتضح أن الرأي الراجح هو الرأي القائل بأصالة الفتح وحداثة الكسر، وهو ما عليه جل علماء اللغة المحدثين.

التفسير الصوتي: ذكر ابن سيده أنهم:” كسروا هذه الأوائل لأنهم أرادوا أن تكون أوائلها كثواني فَعِل، كما ألزموا الفتح ما كان ثانيه مفتوحا في فَعَل، يعني أنهم فتحوا أول المستقبل فيما كان الثاني منه مفتوحا كقولك ضَرَبْت تضرب وقتلت تقتل، وأجروا أوائل المستقبل على ثواني الماضي في ذلك؛ ولم يمكنهم أن يكسروا الثاني من المستقبل كما كسروه من الماضي لأن الثاني يلزمه السكون في أصل البنية فجعل ذلك في الأول، وجميع هذا إذا قلت فيه يَفْعَل فأدخلت الياء فتحت، وذلك أنهم كرهوا الكسرة في الياء حيث لم يهابوا انتقاض معنىً فيحتملوا ذلك كما يكرهون الياءات والواوات مع الياء وأشباه ذلك يعنى أن الذين يقولون تِعلم بكسر التاء لا يقولون يِعلم بكسر الياء لاستثقالهم الكسر على الياء ولا يدعوهم إلى كسرها داع يوجب تغيير معنى أو لفظ”. ([23])

وهذه اللغة تساير القوانين الصوتية؛ لأن كسر حروف المضارعة سمة من سمات لغات البدو الذين يركنون إلى السرعة في الأداء، وهذا يتضح جليا ” إذا عرفنا أن أقرب الحركات الثلاث إلى طرف اللسان ومقدم الحنك هي الكسرة، وأن ضيق المسافة بينهما، واندفاع الهواء دون حفيف بقوة معها يجعل النطق بها أسرع من النطق بغيرها، يضاف إلى ذلك السهولة في أداء الكسرة للسبب المتقدم، ولانفراج الشفتين معها أيضا؛ ولهذا كله كانت الكسرة في أول المضارع الحركة المختارة لتكون البديل المناسب عن فتح حرف المضارعة”.([24])

نسبة الظاهرة: عزا جمع من العلماء هذه الظاهرة إلى جميع العرب عدا الحجازيين([25]) وخصص بعضهم قبيلة بعينها، فعزيت إلى تميم، وأسد ([26]وقيس ([27]وربيعة ([28]وهذيل ([29]وبهراء.([30])

ومع أنها عزيت لجمع من القبائل العربية؛ لكنها ارتبطت ببهراء، فقيل تلتلة بهراء، والعلة في ذلك ترجع إلى أنها ” من الخصائص اللهجية التي عدتها الفصحى من العيوب التي يجب أن تتجنب مثلها مثل الكشكشة والعنعنة. ولما كانت الظاهرة الواحدة لا تنفرد بها قبيلة واحدة فلم ينسبوا في معرض الحديث عن الظواهر إلى القبلية الواحدة أكثر من ظاهرة، وهذا ما نلاحظه لدى أحد الجرميين حين سأل معاويةُ من أفصح العرب؟ فأجابه: ” قوم تباعدوا عن عنعنة تميم وتلتلة بهراء وكشكشة ربيعة”([31])

وكسر حروف المضارعة أمر مشتهر بين القبائل، فهو منتشر في قبائل كثيرة كقيس وتميم وأسد وربيعة وهذيل ([32])، ومن ثم فهذه اللهجة ليست غريبة ولا مستهجنة؛ لشيوعها في اللهجات العربية الحديثة، بالإضافة إلى أنها موافقة للغات السامية.([33])

الظاهرة في القراءات القرآنية: وردت قراءات قرآنية متعددة، كسر فيها حرف المضارعة، من ذلك قوله تعالى: ” ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ” بكسر همزة المضارعة ([34])، وقرأ بعضهم ” فَإِنَّمَا إِضِلُّ عَلَى نَفْسِي ” بكسر همزة أضل ([35]).

هذا مما ورد في حرف الهمزة، ومما جاء في حرف النون ” وإِيَّاكَ نِسْتَعِينُ ” قرئت بكسر النون.([36])

ومما جاء في حرف التاء ” وَلاَ تِقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ” بكسر التاء ([37]).

كسر ياء المضارعة:

سبق القول إن العلماء اختلفوا في مفهوم التلتلة، فالذي عليه جل العلماء أن التلتلة هي كسر جميع حروف المضارعة عدا الياء.

وذهب بعض العلماء إلى أن التلتلة عامة في جميع حروف المضارعة حتى الياء أيضا. ([38])

الظاهرة في القراءات القرآنية: وردت قراءات قرآنية كسر فيها حرف المضارعة وكان ياء من ذلك قوله تعالى: ” أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ” قرئت بكسر الياء يِهِدى ([39]) كما قرأ بعضهم ” وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ” بكسر الياء والخاء وتشديد الصاد.([40])

ومن الجدير بالذكر ما رد به الدكتور/عبد الجواد الطيب على النحاة في تعليلاتهم لهذا الكسر، حيث قال: ” والنحاة واللغويون عندما تفجؤهم هذه الظاهرة يستوحون عللهم الصناعية، فنراهم يقولون إن علة كسر الياء هنا هي أنها تقوت بالياء المجاورة لها، ولا أدري كيف تتقوى الياء بالياء، وهما مثلان متجاوران مخرجهما واحد، ولعل قلة كسر ياء المضارعة بالقياس إلى حروف المضارعة الأخرى هي التي دفعتهم إلى أن يتحسسوا هذه العلة، والحق أن ياء المضارعة مكسورة تلقائيا عند بعض من يكسرون حرف المضارعة ممن ذكرنا، ولهذا تحولت الياء الساكنة التالية لها إلى صوت لين طويل ملائم للكسرة السابقة عليها. ويتضح لنا فساد علتهم، وصحة ما ذكرنا في مثل (ييجع) (الذي أصله الفعل الواوي وجع) فكيف كسرت ياء المضارعة هنا مع وجود الواو التي ليست بياء تتقوى بها الياء كما يقولون؟

الحق أن ياء المضارعة في هذا الفعل مكسورة أصلا عند من يكسرها أسوة بغيرها من حروف المضارعة الأخرى، فقلبت واوه الساكنة (Consonant) ياء مد (Vowel) وصارت مع الكسرة السابقة عليها صوت لين واحدا طويلا، ولكن النحاة ينتحلون لذلك علة أخرى لا أساس لها، بل هي أشد فسادا من سابقتها، فيقولون إنهم لما أرادوا قلب الواو ياء كسروا الياء التي هي حرف المضارعة لتقلب الواو قلبا صحيحا، فكيف أرادوا قلب الواو ياء وقبلها مفتوح – على حد قولهم – وكيف تأتى أن يكسروا ياء المضارعة عمدا وبغير موجب إلا مجرد تسويغ قلبهم للواو ياء بعد هذا الكسر المصطنع الذي افتعلوه ؟ هل المسألة هكذا مجرد إرادة أو هوى؟ أو أن القوانين الصوتية هي الفيصل في الموضوع، وهي التي تعمل عملها في هذا المجال؟

الحق أنهم بصنيعهم هذا قد جانبوا الصواب، فياء المضارعة هنا مكسورة عند من ينطقونها كذلك، وكسرها هو الذي يتحكم في الحرف الساكن الذي يليها – واوا كان أو ياء – فيقلبه صوت لين طويل من جنسه بغية التيسير الذي يعمل عمله في تطور اللغات أو اللهجات، وهذا يتفق والقوانين الصوتية التي لمح بعضها القدماء وحققها المحدثون من علماء الأصوات. ومن اللغويين والنحاة من أشار إلى كسر ياء المضارعة عند بعض القبائل دون لجوء إلى هذه العلل الخاطئة، مثل أبى حيان الذى يقرر أن كسر حرف المضارعة إنما هو ” لهجة غير الحجازيين… وأكثرهم لا يكسر الياء، ومنهم من يكسرها ” فهو لم يلجأ هنا – كما لجأ إلى التعليل الصناعي حينما عرض لكسر ياء المضارعة عند من يكسرها من القبائل العربية ” وإن كانت عبارته تشير بحق – كما يشير غيره – إلى أن كسرها قليل عند العرب؛ وذلك لأن كسر الياء أثقل من فتحها، وقد لمح ذلك القدماء أنفسهم”.([41])

وخلاصة القول في هذا الأمر” أن الكسر في حروف المضارعة كلها ورد عن العرب غير أنه متفاوت فيها، فهو ” في النون والتاء من بين حروف المضارعة أكثر “، وقليل في الهمزة، وأقل في المبدوء بالياء، ونقول أيضا إن كسر حرف المضارعة فيما كان وزنه (فَعِل يَفْعَل) كعلم يعلم – كثير وفيما عداه وارد ولكنه قليل”.([42])

الشنشنة:

هي جعل الكاف شينا مطلقا، كقولهم لبيش اللهم لبيش في لبيك اللهم لبيك.([43])

التفسير الصوتي: يرى بعض العلماء أن قلب الكاف شينا ليس نتيجة لسبق الكاف المكسورة كما في اللغات الشرقية؛ ولكنها صيغة تشيع في العربية الجنوبية الحديثة التي تقلب الكاف شينا من دون شرط ([44]وقد عزيت هذه الظاهرة إلى أهل اليمن.([45])

وتتفق الشنشنة مع الكشكشة في بعض الوجوه – كما سيأتي إن شاء الله تعالى-

الطمطمانية:

في اللغة عرفها ابن منظور بقوله: “والطمطمة: العجمة،…. والطمطماني: هو الأعجم الذي لا يفصح. ورجل طِمطم، بالكسر أي في لسانه عجمة لا يفصح…. وفى صفة قريش: ليس فيهم طمطمانية حمير، شبه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم “([46]).

أما في الاصطلاح: فهي إبدال لام التعريف ميما.([47])

ومن ثم يتضح أن اللغويين شبهوا كلام حمير بكلام العجم؛ لاشتماله على هذه الألفاظ العجيبة.([48])

وهذا يؤكده قول عمرو بن العلاء:” ما لسان حمير وأقاصي اليمن لساننا، ولا عربيتهم عربيتنا”([49]).

وهذا التعريف الذي وضعه العلماء للطمطمانية يدل على أنها عامة – سواء أكانت اللام شمسية أم قمرية – كما يتضح هذا من الأمثلة التي ذكروها؛ لكن ابن هشام يرى أن هذا الإبدال لا يكون إلا في اللام القمرية، أي التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو: غلام وكتاب. أما اللام الشمسية نحو: الرمح والشمس والنيل فلا تبدل، وذكر ” أن بعض طلبة اليمن كان يقول “خذ الرمح واركب امفرس ” ولكن ابن هشام نفسه يقول: ” لعل ذلك لغة لبعضهم، لا لجميعهم ثم يستشهد على ذلك بقول الشاعر:

هذا خليلي وذو يعاتبني *** يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

وبحديث النبي “ليس من امبر امصيام في امسفر” ، ويقول إنها دخلت على النوعين”.([50])

وبهذا يتضح أن الظاهرة عامة في جميع لامات التعريف، والأمثلة على ذلك كثيرة، وابن هشام نفسه رجع عن قوله، أو جعل لقوله وجها، وهي أنها لغة لبعضهم، لكنها ليست على الإطلاق، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى في المصادر العربية، من ذلك قولهم: عليك أم رأى وعلينا أم فعال([51])

وذكر ابن دريد أن ” أهل اليمن يسمون الرجل الكبير كبارا. وذو كبار رجل منهم، وسمعت رجلا يقول: أم شيخ أم كبار ضرب رأسه بالعصو: أى العصا”.([52])

وقد جعله ابن يعيش شاذا وقليلا، لا يقاس عليه. ([53]) وجعله ابن سيده شاذا، ولا يسوغ.([54])

والسبب الذى جعل العلماء يستهجنون هذه اللغة يرجع إلى ” أنها من بقايا اللغة العربية الجنوبية (اليمنية) وهى – وإن كانت من الفصيلة السامية التي تنتمي إليها العربية الشمالية – تختلف عنها اختلافا كبيرا جعل اللغويين المشتغلين بعربية الشمال ذات الانتشار والسيطرة على عهدهم يرونها شاذة لا يقاس عليها، والحق معهم؛ إذ كانتا لغتين مختلفتين وقديما قالوا: ” ما لسان حمير بلساننا”.([55])

التفسير الصوتي: بين اللام والميم تقارب يسمح بالتبادل بينهما، فالمخرجان متقاربان؛ إذ تخرج اللام من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان من بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى، مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية ” ([56]) .

أما النون فتخرج “مما بين طرف اللسان وما فويق الثنايا “([57])، كما يشترك الصوتان في بعض الصفات كالجهر والاستفال والانفتاح.([58])

هذا بالإضافة إلى أن ” العلاقة الصوتية بين (اللام والميم) واضحة جلية: فهما من أكثر الأصوات شيوعا في اللغات السامية، كما أنهما من الأصوات المتوسطة الشبيهة بأصوات اللين، ولهذا كانت من أسبق الأصوات في نطق الطفل، فهذه الأصوات قديمة سبقت في نطق الإنسان الأول غيرها من الأصوات…… فهي مجموعة متميزة بين أصوات اللغة يحل بعضها مكان بعض”.([59])

نسبة الظاهرة: عزيت هذه الظاهرة لحمير([60])، وهذا هو المشهور حتى ارتبط ذكر هذا المصطلح بحمير، فقالوا: طمطمانية حمير، وعزيت إلى أهل اليمن ([61])، وطيء ([62])، والأزد ([63])، وهذيل ([64]).

الظاهرة في الحديث الشريف: وردت هذه اللغة في حديث النبي حيث قال: ” ليس من امبر امصيام في امسفر” ([65])، فيجوز أن يكون النبي تكلم بذلك لمن كانت هذه لغته، أو أنها لغة الراوي التي لا ينطق بغيرها. ([66])

الظاهرة في العامية المعاصرة: لا تزال هذه الظاهرة موجودة في بعض جهات اليمن، وتوجد أيضا في اللهجة المصرية، فالمصريون يقولون في كلمة البارحة: امبارح.([67])

العجعجة:

هي: إبدال الياء جيما؛ لكن العلماء اختلفوا في الياء التي تبدل إلى ثلاثة أقسام([68]):-

  1. أن الياء التي تبدل جيما هي الياء المشددة مطلقا سواء كانت للنسب أم لغيره.
  2. أن الياء التي تبدل جيما لابد أن تكون حالة الوقف سواء كانت خفيفة أم ثقيلة.
  3. أن الياء التي تبدل جيما هي التي تجتمع معها العين.

والرأي الذى يساير القوانين الصوتية، ” والذى أميل إليه الرأي الثاني القائل بإبدال الياء حال الوقف جيماً مطلقاً سواء أكانت خفيفة أم ثقيلة؛ لأن الياء حالة الوقف تخفى في النطق فأبدلوا منها الجيم لكونها أوضح، كما أن هناك قرباً بين الياء والجيم”([69])، وهذا الرأي ذهب إليه جمهور العلماء. ([70])

ومن الأمثلة التي وردت في الشعر:

خالي عويف وأبو عَلِجّ
المطعمان اللحم بالعشجّ
وبالغداة فِلق البَرْنِجّ

وقد اضطر الشاعر إلى القافية فأبدل الجيم من الياء في الوصل كما يبدلها منها في الوقف”.([71])

التفسير الصوتي: يخرج هذان الصوتان من مخرج واحد – كما سبق – لكن الجيم صوت شديد عند القدامى، قليل الشدة عند بعض المحدثين([72])، أما الياء فصوت بين الشديد والرخو([73]).

ويرى الدكتور/ عبد الغفار هلال أن ” الأولى اعتبار الجيم صوتا شديدا كما يقول الأقدمون، لا قليل الشدة على ما يراه بعض الباحثين المحدثين ” ([74])؛ وسبب الخلاف أن المحدثين يصفون جيما أصابها تطور كبير في اللهجات الحديثة.

هذا الاتحاد في المخرج، والاتفاق في كثير من الصفات كان مسوغا للتبادل بينهما، ومما تجدر الإشارة إليه أن أهل البادية آثروا الصوت الشديد، وهذا يتفق وطبيعتهم ([75]).

نسبة الظاهرة: عزا العلماء إبدال الياء جيما إلى بنى سعد([76])، وعزيت لبعض تميم([77])، والفراء عزاها مرة لطيء وأخرى لبنى دبير من بنى أسد ([78]). وجعلها أبو زيد لغة لبعض أهل اليمن. ([79])

وفرق الإمام أبو حيان بين الياء المشددة والياء المخففة، فعزا إبدال المشددة لطيء، وإبدال المخففة لبنى دبير([80])، ونسبها السيوطي لقضاعة([81]).

ويذكر الدكتور الجندي أن هذا العزو كله لا تعارض فيه بل إنه يلائم طبيعة كل من عزي إليهم فالجيم أدخل والياء أخرج في جهاز النطق؛ لذلك فقانون السهولة واليسر يقتضي أن تقلب الجيم ياءً؛ لكن لما كان نطق الجيم أقوى من نطق الياء قلبوا الياء جيما، والذين صنعوا ذلك هم أهل البادية، ومعظم الذين نسبت إليهم تلك اللغة من البدو.([82])

العنعنة:

هي إبدال العين همزة، كقولهم في أن: عن، ومنها قول الشاعر:

فلا تلهك الدنيا عن الدين واعتمل *** لآخرةٍ لابد (عن) ستصيرها ([83])

والعلماء مختلفون في الهمزة التي تبدل، فمنهم من قصر الإبدال على الهمزة المصدرة، أو المفتوحة، ومنهم من جعلها عامة في كل همزة، لكن ذلك – بالطبع – مقصور على ما سمع عن العرب.

وفي الحقيقة إن ” اشتراط البدء بالهمزة، أو أن تكون مفتوحة ليس له ما يبرره من الناحية الصوتية، وإنما الذى يبدو أن يكون أقرب إلى الاحتمال هو أن هذه القبائل -وكلها من البدو- كانت تميل إلى الجهر بالأصوات لتجعلها واضحة في السمع، أيا كان موضعها من الكلمة وبأية حركة تحركت”([84])

وهذا تؤكده الأمثلة الكثيرة التي ورد فيها هذا الإبدال، من ذلك:” كثأ اللبن وكثع وهى الكثأة والكثعة، وذلك إذا علا دسمه وخثورته رأسه، ويقال موت زؤاف وزعاف وذؤاف وذعاف إذا كان يعجل القتل، ويقال أردت أن تفعل كذا وكذا وبعض العرب يقول أردت عن تفعل ” ([85]).

وقال:” وعنعنة تميم: إبدالهم العين من الهمزة، كقولهم (عن) يريدون:(أن) وأنشد يعقوب:

فلا تلهك الدنيا عن الدين واعتمل *** لآخرةٍ لابد (عن) ستصيرها([86])

وقال: ” أكعفت النخلة: تقلعت من أصلها حكاه أبو حنيفة. وزعم أن عينها بدل من همزة أكأفت”([87]).

ومن ثم فإن ” هذا الإبدال عام في كل همزة، عند تميم ومن جاورهم، والدليل على هذا قول الخليل بن أحمد الفراهيدي: ” والخبع: الخبء، في لغة تميم، يجعلون بدل الهمزة عينا ” ([88])

والذي تطمئن إليه النفس ” أن العنعنة ليست مقتصرة على همزة (أن) المخففة أو المشددة أو الهمزة المبدوء بها، وإنما هي عامة في كل همزة، أما من قصرها على همزة (أَنَّ وأَنْ)، فقد يكون السبب الاستقراء غير التام، فإنه قال ما سمع فإذا ما جاء نص عن عالم ثقة يقطع بعمومها، فما علينا إلا الإذعان، قال ابن دريد: ” العنعنة حكاية كلام، نحو قولهم عنعنة تميم، لأنهم يجعلون الهمزة عينا”.([89])

كما أرى أن الظاهرة ليست ” خاصة بتميم كما توحي به التسمية (عنعنة تميم) وإنما هى ظاهرة بدوية وجدت في غير تميم أيضا، فقد ذكر ابن السكيت قولهم: أشهد عنك رسول الله وقال: وهي لغة في تميم وقيس كثيرة”. ([90])

وربما كنت ظاهرة أصيلة في تميم، ولكن تأثرت بها القبائل المجاورة لها، فامتدت هذه الظاهرة إلى غير تميم، وهذا التأثير والتأثر – بلا شك – سنة من سنن اللغة.

التفسير الصوتي: إن القوانين الصوتية تجيز هذا التبادل، فبين الحرفين قرب في المخرج؛ إذ تخرج الهمزة من أقصى الحلق، وتخرج العين من وسطه فهما حلقيان ([91])، ويرى بعض المحدثين أن الهمزة تخرج من الحنجرة. ([92])

هذا القرب في المخرج سوغ الإبدال بينهما، كما أن العين أخف من الهمزة، والإبدال عادة يتجه نحو السهولة؛ لذا كثر إبدال الهمزة عينا.([93])

وقد اختصت القبائل البدوية بهذا الإبدال؛ لأنها تميل إلى إعطاء صوت الهمزة حقه ” فحين يبالغ في هذا التحقيق، ويراد أن يكون أوضح في السمع، يستبدل بها أحد الأصوات الحلقية القريبة منها مخرجاً وصفةً، وأقرب أصوات الحلق إليها هو(العين)؛ لأن العين صوت مجهور وهو أقرب أصوات الحلق المجهورة للهمزة مخرجا”.([94])

كذلك فالعين مناسبة لطبيعة البدو الذين يعيشون في صحراء شاسعة، فهم محتاجون إلى نبرة عالية والعين مجهورة فهي تفي بغرضهم، أما الهمزة فهي – في أرجح الآراء – لا مجهورة ولا مهموسة، أو هي مهموسة على رأي بعض المحدثين.

من هذا العرض يتضح أن هذا الإبدال “مما تستسيغه البداوة بجفافها وخشونتها أما الحضارة الناعمة الهانئة فإنها تميل إلى الصوت الأرق نسبيا “([95])

الظاهرة في العامية المعاصرة: لا تزال آثار هذه اللهجة موجودة ” في مناطق كثيرة من العراق، كما في الرمادي والفلوجة والعشائر المحيطة بهما، وفى جنوب العراق في العمارة والفرات الأوسط نسمعهم يقولون مثلا: (أسعلك سعال) أي أسألك سؤالا، وكذلك كانت لهجة كثير من البغداديين في كلمة القرآن الكريم وكتاب القراءة، فقد كنت إلى عهد قريب أسمع القسم القرعان، والسؤال عن كتاب القراعة “([96])

كما نجد هذا في العامية المصرية لا سيما في الصعيد فتسمع (لع) في (لأ)، ونجد في محافظة قنا وكذا في محافظة أسيوط من يقول فقع عينه في فقأ.

نسبة الظاهرة: عزا العلماء هذه الظاهرة لتميم([97]) ، وجعلها الفراء لغة تميم وقيس وأسد ومن جاورهم، ولكنه قصرها على همزة (أَنَّ، أَنْ) المفتوحة. ([98])

الغَمْغَمَةُ:

ذكر ابن منظور أن” الغمغمة والتغمغم: الكلام الذي لا يبين … وفي صفة قريش: ليس فيهم غمغمة قضاعة؛ الغمغمة والتغمغم: كلام غير بَيّن” (([99]، وقال الفيروزآبادى: ” والغمغمة أصوات الثِوَرَة عند الذُّعر والأَبطال عند القتال والكلام الذي لا يبين كالتغمغم “. ([100])

وقال ابن سيده والغمغمة – الصوت لا يبينه الإنسان من كربٍ أو قِتال، وأنشد:

في حَوْمَةِ الموت الذي لا يَتَّقِي *** غَمَرَاتِه الأبطالُ غير تَغَمْغُمِ “.([101])

وقال ابن دريد: ” الغمغمة مثل الهمهمة كلام لا تفهمه، قال الشاعر:

كَغَماغم الثيران بَيْنَهُمُ *** ضربٌ تُغَمِّضُ دونه الحَدَقُ. ([102])

ولما كانت الغمغمة تعني الكلام الذي لا يبين، وأصوات الأبطال في الوغى، وأصوات الثيران عند الذعر، فقد قرر مجمع اللغة العربية بالقاهرة حذف الغمغمة من ألقاب اللهجات، وجاء في قراره:” لعل الغمغمة المنسوبة لقضاعة هي عجعجة قضاعة عينها، أصابها التحريف في خبر الرجل الجرمي، وبناء على ذلك تحذف الغمغمة من ألقاب اللهجات ، بحيث لا ينسب لقضاعة إلا العجعجة”.([103])

الفحفحة:

هي إبدال الحاء عينا؛ لكن العلماء اختلفوا في الحاء التي تبدل، فبعضهم جعلها عامة في كل حاء؛ لذلك عرفوها بأنها: قلب الحاء عينا مطلقا.([104])

وقصرها بعضهم على حاء (حتى) وحدها، يقول الدكتور/ إبراهيم نجا – رحمه الله – ” المشهور فيها إبدال الحاء من حتى عينا ” بل إنه – رحمه الله – يتهم رأي المعممين بالضعف، فيقول: ” وهذا النقل ضعيف؛ لأنه لم يرد لنا من نصوص العرب وشواهدهم ما يجعلنا نقبل وجهتهم، ومع هذا فقد رأينا ابن مسعود في قراءته قد اقتصر على إبدال الحاء من (حتى) ولم يبدلها من (حين)، فلو كان الإبدال عاما لقرأ بالعين في كلتا الكلمتين، فدلنا ذلك على أن الفحفحة خاصة بحاء حتى “. ([105])

وقد وردت في كتب اللغة – وغيرها – أمثلة أبدلت فيها الحاء عينا في حتى وفي غيرها، من ذلك:

“عتا الشيخ عُتِيّا وعَتيا – بفتح العين – أَسَنَّ وعَتَّى بمعنى حتى هذلية، وقرأ بعضهم “عتى حين ” أى حتى حين ” ([106])، وجاء في المحكم ” وحتى: حرف من حروف الجر كإلى، ومعناه الغاية……. وهذيل تقول: عتى في معنى حتى”.([107])

ومما جاء في غير حاء حتى:” ضبعت الخيل كضبحت ” ([108])، وقوله: ” تصوع البقل: هاج، كتصوح. وصوعته الريح: صيرته هيجا كصوحته، قال ذو الرمة:

وَصَوَّع البقل ناأج تجىء به *** هَيْفٌ يمانية في قَرِّها نَكَبُ ([109])

ويروى: وصوح بالحاء”.([110])

أما الدكتور/ أحمد علم الدين الجندي، فله رأي خاص في هذه الظاهرة، حيث وجه لها كثيرا من النقود، ملخصها: أن (حتى) وردت كثيرا في القرآن الكريم؛ لكنها لم تبدل في سوى هذين المثالين، كما أن ابن مسعود قرأ عكس هذه القراءة فأبدل العين حاء، وذلك كقوله تعالى “قَالُواْ نَعَمْ” ([111]) وقوله سبحانه ” أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ([112]) ” قرأ فيهما ” نحم ” و ” بحثر “، بالإضافة إلى أن قراءة القارئ قد لا تعبر عن لغة قومه مطلقا، فقد وجدنا بعض القراء يقرأ بغير لغة قومه، ثم علل الدكتور الجندي تعليلا صوتيا لهذه الظاهرة، فقال: ” وكل ما في الأمر أن قراءة ابن مسعود يمكن أن تفسر تفسيرا صوتيا، وذلك أن العربي يستثقل الحروف المتماثلة، لأنها تشق عليه في النطق، فيحاول أن يخالف بينها؛ طلبا للخفة، ومن ذلك أن العرب قالت: ” تسريت وتظنيت وتقصيت ” في تسررت وتظننت، وتقصصت، فاستثقل العربي التماثل وحوله إلى حرف آخر وهذا ما يسمى Dissimlation أى المخالفة. والأمر في قراءة ابن مسعود ” عتى حين ” لا يعدو أنه خالف بين تكرار الحاءين” .([113])

أما ما ذكره الدكتور الجندي فهو غير مطرد، فإن كان الغرض من الإبدال في (حتى حين) المخالفة، فلماذا أبدلوا في كلمات أخرى نحو ضبعت وضبحت، وتصوع البقل وتصوح، والعبكة والحبكة، وعصد وحصد؟ فلا توجد هنا مماثلة حتى يفروا منها إلى المخالفة.

التفسير الصوتي: هناك علاقة صوتية قوية سوغت التبادل بين هذين الصوتين، وهي الاتحاد في المخرج، إذ يخرجان من وسط الحلق؛ لكن العين مجهورة والحاء مهموسة. ([114])

والقوانين الصوتية ترى أن المجهور يناسب بيئة فيها بداوة كهذيل أكثر مما يلائمها الصوت المهموس، ثم إن في الحاء رخاوة وفي العين شيء من الشدة؛ إذ هي ليست بالرخوة ولا بالشديدة؛ وإنما هي شيء بين الأمرين، أو كما يقول القدماء متوسطة بين الشدة والرخاوة؛ ولهذا أمكن أن تحل محل الحاء لاتحاد مخرجهما تقريبا، مع ملائمتها لقبيلة مثل هذيل” . ([115])

نسبة الظاهرة: عزا بعض العلماء هذه الظاهرة لهذيل وحدها ([116]وجعلها بعضهم لغة هذيل وثقيف، فقال: “حتى لغة قريش وجميع العرب إلا هذيلا وثقيفا فإنهم يقولون: عتى” ([117]) ، ولا غرابة في هذا العزو فالقبيلتان متجاورتان في المواطن والمنازل، فليس ببعيد أن يكون ذلك لغة لهما معا، أو على الأقل لثقيف مع جيرانها من البطون الهذلية المصاقبة لها، ولا يغض من ذلك شيء سوى أن ثقيفا قبيلة حضرية مقرها الطائف، أما هذيل فقبيلة بدوية – أو فيها بداوة – فهذه الظاهرة ربما كانت أشبه بها من سواها”.([118])

الظاهرة في القراءات القرآنية: قرأ ابن مسعود قوله تعالى: ” لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ “([119])(عتى) بإبدال حاء حتى عينا.

الظاهرة في العامية المعاصرة: لا يزال صدى هذه الظاهرة موجودا في عاميتنا المصرية، فنجد أهل القاهرة يقولون (حيكتب) ويستعمل أهل الصعيد العين بدلا من الحاء فيقولون (عيكتب) ([120]).

كما وجدت هذه الظاهرة لدى بعض اليمنيين، فيقولون: ناولني الصفعة أى الصفحة (الطبق)، ومزِّج الصفعة أى الصفحة من الورق. ([121])

الكسكسة:

اختلف العلماء في تعريف الكسكسة، على النحو الآتي:

  1. يرى الفريق الأول أن الكسكسة هي زيادة سين بعد كاف المؤنثة حالة الوقف.([122])
  2. أما الفريق الثاني فيرى أن الكسكسة هي إبدال كاف المؤنثة المخاطبة سينا.([123])
  3. ­ويرى الفريق الثالث أن الكسكسة هي إلحاق كاف المؤنثة سينا أو قلبها سينا.([124])

التفسير الصوتي: علل علماء اللغة القدامى لهذه الظاهرة بالبيان؛ أي ليفرقوا بين المذكر والمؤنث، يقول ابن جنى: “ومن العرب من يزيد على كاف المؤنث في الوقف سينا ليبين كسرة الكاف، فيؤكد التأنيث، فيقول: مررت بكس، ونزلت عليكس، فإذا وصلوا حذفوا لبيان الكسرة”.([125])

أما علماء اللغة المحدثون فأرجعوا ذلك إلى قانون الأصوات الحنكية ([126])، فهم يذهبون إلى أن

” الكاف قلبت أولا إلى ” تش ” ثم إلى ما يشبه ” تس ” بدليل أن بعض المحدثين سمع – رجلا في نجد يقول في (عسكري) عستري” .([127])

ويرى الدكتور/ عبد الغفار هلال ” أن هذا غير صحيح؛ لأننا لم نسمع به مطلقا على طريقة النطق والكتابة، ولم يرد في كتب القدماء، وإن شاع ذلك في بعض النطق الحديث بالجزيرة العربية، ولا يفسر القديم بالحديث للخلل الواقع في النطق الحديث بما أبعده عن الفصيح، ولا يحتج به فقد تغير نطق بعض الأصوات وشوه تشويها خطيرا، فقد تحول – مثلا – في نطق أهل الرياض صوت الكاف أول الكلمة إلى (تس) مثل كيف حالك (تسيف حالك)، وفى وسط الكلمة كذلك، فكلمة (باكر) تنطق هناك (باتسر) فلا يعول على هذا النطق المحرف لتفسير الفصيح من كلام العرب.

ويرى بعضهم أن الكسكسة والكشكشة حدثتا نتيجة للتطور في مرحلتين:

الأولى: انتقال الكاف إلى الصوتين المزدوجين: تس وتش.

وأما الثانية: فتطور الصوتين المزدوجين إلى السين الخالصة تارة والشين الخالصة تارة أخرى، وهذا الكلام لا يسنده الدليل العلمي أو التاريخي.([128])

نسبة الظاهرة: عزا كثير من العلماء الكسكسة إلى هوازن ([129]وعزاها بعضهم لبكر بن وائل ([130]وعزيت إلى ربيعة ([131]وعزيت إلى بنى تميم([132]) أما الذين جعلوا الكسكسة إبدال كاف المذكر سينا فعزوها إلى ربيعة ومضر.([133])

والروايات التي ذكرها العلماء تجمع على أن الكسكسة خاصة بكاف المؤنثة المخاطبة، ” ومن ثم فلسنا مع الفراء والسيوطي في تفسيرهما هذه الظاهرة بأنها تقع في خطاب المذكر، كما أننا نجد أن القبائل التى عزيت إليها هذه الظاهرة هى: ربيعة، وبكر بن وائل، وهوازن، وتميم، ويبدو أن هذه الظاهرة كانت في بكر بن وائل من ربيعة، ثم انتقلت إلى باقي القبائل المضرية كهوازن وتميم، لما كان بين هذه القبائل من صلات الجوار، وما كان بينها من حروب”.([134])

الظاهرة في العامية المعاصرة: يذكر الدكتور/ ضاحي عبد الباقي أن هذه الظاهرة لا زالت موجودة في وسط الجزيرة وتنطق “تس” وهذا موجود الآن في بريدة وعنيزة وزميقة وشقراء؛ لكنها ليست مقصورة على كاف المؤنث، فيقولون مثلا: تسيف حالك في كيف حالك ([135]وكذلك في نجد يقولون ” على تسم ” أى على كم؟.([136])

الكشكشة:

اختلف العلماء في تعريف الكشكشة، على النحو الآتي:

  1. يرى الفريق الأول أن الكشكشة هي إبدال كاف المخاطبة شينا مطلقا – أى وصلا ووقفا – يقول ابن سيده: ” والكشكشة لغة لربيعة، يجعلون الشين مكان الكاف، وذلك في المؤنث خاصة، فيقولون: (عليش) و (منش) و (بش) وينشدون:
فعيناش عيناها وجيدش جيدها *** ولكن عظم الساق منش دقيق ([137])

فالشاهد الشعري هنا جاء في حالة الوصل، يقول ابن جنى: ” ومنهم من يجري الوصل مجرى الوقف فيبدل فيه أيضا”.([138])

  1. أما الفريق الثاني فيعرف الكشكشة بأنها زيادة شين بعد كاف المخاطبة في الوقف خاصة.([139])
  2. ويرى الفريق الثالث أن الكشكشة هي إبدال كاف المؤنثة شينا في الوقف فقط، قال المبرد: ” والتي يدرجونها يدعونها كافا، والتي يقفون عليها يبدلونها شينا”.([140])

والرأي الذي ترجحه الدراسة هو الأول القائل بأن الكشكشة هي إبدال كاف المخاطبة شينا مطلقا، ربما كان في بداية الأمر هذا الإبدال خاصا بحال الوقف؛ ولكنه عمم بعد ذلك، وهذا يتضح بجلاء في الأمثلة التى أبدلت فيها الكاف شينا في حال الوصل.

كما ذكر الثعالبي مثالا من القراءات القرآنية أبدلت فيه الكاف شينا حالة الوصل، وذلك في قوله تعالى: ” قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ” قرئ قد جعل ربش تحتش سريا.([141])

رأى علماء اللغة المحدثين في هذه الظاهرة:

كان لعلماء اللغة المحدثين رأي سديد له وجاهته؛ حيث إنه يساير القوانين الصوتية وكان أول القائلين بهذا الرأى الدكتور/ إبراهيم أنيس، وملخص ما ذكره في ذلك: أن المراد بالكشكشة نطق كاف المؤنثة صوتاً بين الجيم والشين، وهذا الصوت هو نفس ما سمعه القدماء في تلك الظاهرة، كذلك فهو نفس الصوت الذى لا نزال نسمعه في بعض اللهجات الحديثة بمصر، والذي يبرر قلب الكاف إلى هذا الصوت أن يليها صوت لين أمامي (كسرة أو فتحة مرققة) يجتذب مخرجها إلى وسط الحنك، فالذين رووا هذه الظاهرة بين اللهجات العربية القديمة وقصروها على قلب كاف المؤنثة إلى (شين) كانوا أقرب الجميع إلى الصواب؛ لأن الكثرة في كاف المؤنث هي العامل الأساسي في هذا الانقلاب. أما جعلها في آخر الكلمة وقصرها على كاف الخطاب في حالة الوقف، فليس له ما يبرره من الناحية الصوتية.

والدليل على أن هذا الإبدال عام في كل كاف يليها صوت لين أمامي أيا كان موضعها من الكلمة ورود ذلك في غير كاف المؤنثة كقوله: (حتى تنقي كنقيق الديش)، كما أن الدليل الأساسي في ظاهرة الكشكشة هو وجود صوت اللين الأمامي (الكسرة أو الفتحة المرققة) بعد الكاف، أننا لا نسمع صوت (تش)، ولا يعقل أنها كانت قديما (شين) ثم تطورت عنها في اللهجات الحديثة إلى (تش)؛ لعدم وجود ما يبرر ذلك من ناحية التطور الصوتي.([142])

التفسير الصوتي: هذا الإبدال له مسوغ قوي، وهو قرب المخرج، فالكاف تخرج من أقصى اللسان من أسفل من موضع القاف قليلا، ومما يليه من الحنك الأعلى، أما الشين فتخرج من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى. ([143])، كذلك فالصوتان مهموسان، لكن الكاف صوت شديد، أما الشين فصوت رخو. ([144])

وقد جعل علماؤنا القدامى العلة في هذا الإبدال هى البيان والوضوح؛ لخفاء كسرة الكاف حال الوقف قال ابن سيده:” وإنما هذا لتبين كسرة الكاف فيؤكد التأنيث، وذلك لأن الكسرة الدالة على التأنيث فيها تخفى في الوقف فاحتاطوا للبيان بأن أبدلوها شينا، فإذا وصلوا حذفوا لبيان الحركة ” ([145])

أما علماء اللغة المحدثون فيرجعون ذلك إلى قانون الأصوات الحنكية، وملخصه: أن أصوات أقصى الحنك، كالكاف والجيم الخالية من التعطيش تميل بمخرجها إلى نظائرها من أصوات أمامية، حين يليها صوت لين أمامي كالكسرة؛ لأن صوت اللين الأمامي يجتذب أصوات أقصى الحنك إلى الأمام قليلا، فتنقلب إلى مماثلها من أصوات وسط الحنك، ومن ثم تكون قد تحولت الكاف إلى حرف مركب من “التاء والشين” “تش”، وهذا الصوت قد يخيل إلى بعض السامعين أنه مكون من صوتين؛ لكنه في الحقيقة صوتا واحدا، يتكون من عنصرين: أولهما ينتمي إلى الأصوات الشديدة، وهو ما يشبه التاء، وثانيهما: ينتمي إلى الأصوات الرخوة وهو ما يشبه الشين، وهذا هو الصوت الذى سمعه القدماء فظنوه شينا، وقد عبر عنه القدماء تارة بالشين، وتارة بالكاف والشين لعدم وجود رمز كتابي يدل عليه.

يقول ابن دريد: ” وإذا اضطر الذى هذه لغته، قال (جيدش وغلامش) بين الجيم والشين، إذا لم يتهيأ له أن يفرده”.([146])

ويرى المحدثون أن تقييد هذا الإبدال بالوقف وبكاف المؤنثة ليس له مبرر صوتي، ويستدلون على ذلك بالشواهد الكثيرة التي ساقها اللغويون لهذه الظاهرة في حالة الوصل.([147])

وقد اعترض الدكتور/ عيد الطيب على العلة التي ذكرها القدماء- البيان- وحجته في ذلك: أن الموقف موقف خطاب، وهل بعد مواجهة المتكلم للمخاطب وحديثه معه يحتاج الأمر إلى بيان؟! ثم إن كانت العلة حقا هي البيان كان ينبغى أن تكون في قريش، فهي أولى بالبيان، ومن ثم فهذه الدعوى يوهنها الموقف والمقام.([148])

كما أن ما ذكره علماء اللغة المحدثون لقى نقدا شديدا؛ لأنه لا يثبت أمام البحث العلمي، فلو كان هذا الصوت “تش” نشأ بسبب قانون الأصوات الحنكية، فما السبب الذي جعل هذا الإبدال يقتصر على كاف المخاطبة المؤنثة؟ ولمَ لمْ يشمل كل الكافات المكسورة؟ لا سيما وأن القوانين الصوتية شأنها الاطراد والشمول.([149])

وبعد هذا العرض نخلص إلى أن هذه الظاهرة بقية من العربية الجنوبية القديمة ظلت موجودة عند عرب الجنوب الذين اتخذوا من عربية الشمال لسانا لهم فيما بعد، سواء ظلوا في أماكنهم أم هاجروا إلى مناطق الشمال، فهذا ليس إبدالا لكنه عادة لغوية ظلت في نطق أصحابها بعد استعرابهم، يقول المسعودي: “وأهل الشحر أناس من قضاعة…… ولغتهم بخلاف لغة العرب وذلك أنهم يجعلون الشين – في لهجتهم – بدلا من الكاف في اللغة العربية المشتركة، ومن ثم فنحن لسنا أمام تحول الكاف إلى صوت آخر ” تش ” أو ” الشين ” وإنما أمام بقاء استعمال لغوي قديم، هو استعمال الشين للتعبير عن ضمير المخاطبة المؤنثة.([150])

نسبة الظاهرة: عزا جمع من العلماء هذه الظاهرة لربيعة ([151])، وعزيت أيضا لتميم وأسد، ومضر، وبكر بن وائل، وبنى أسد.([152])

والمتأمل يجد أنه لا تناقض ولا تضارب بين هذه الآراء ” فربيعة قبيلة عظيمة منها (أسد) و (بكر) بن وائل، و (مضر) قبيلة عظيمة منها (تميم). وتميم وأسد وبكر بن وائل من القبائل النجدية ” ([153])

ومن ثم فمساكن هذه القبائل التي عزيت إليها الكشكشة متجاورة، كذلك لما استعرت نيران الحرب بين تميم وبكر، أدى ذلك بدوره إلى وجود صلة بينهما، وهذا بدوره أدى إلى التأثير والتأثر – وهذا بلا شك – تجيزه القوانين الصوتية الحديثة.([154])

الظاهرة في القراءات القرآنية: ذكر الثعالبي أن قوله تعالى: ” قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا “([155]) قرئ ” قد جعل ربش تحتش سريا “([156]). وكذا قوله تعالى ” اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ” ([157]). قرئ ” اصطفاش وطهرش “([158]) وهذه القراءة أعتقد أنها من الشواذ؛ بل إنني لم أعثر عليها في كتب القراءات الشاذة ولا في كتب التفسير.

الظاهرة في العامية المعاصرة: لا تزال الكشكشة بصوريتها (الإبدال والإلحاق) باقية إلى يومنا هذا، فنسمع في لهجات أبناء الخليج، والمنطقة الشرقية والشمالية من المملكة العربية السعودية وبادية الأردن من ينطق الكاف بصوت ممزوج من التاء والشين= تش، وهذا امتداد لتلك الصورة من الكشكشة عند القدامى، كما أن ما نسمعه اليوم في لهجة أهل عسير من نطق للكاف شينا (أبوش) ونحوها هو امتداد – أيضا – لما جاء في بيت المجنون.([159])

كذلك توجد هذه اللهجة ” في منطقة الخليج فهي موجودة في الكويت وموجودة في البحرين وفي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وقد سمعتها أيضا في مصر من أحد الطلاب الصغار من قرية الزنلكون بمحافظة الشرقية، ونطقها في الزنلكون كنطق أبناء دول الخليج لها، أي لا تقلب الكاف شينا خالصة، بل هى (تش).([160])

الوتم:

هو: قلب السين تاء عند أهل اليمن فيقولون: النات في: الناس.([161])

وهذا الإبدال عام فهو غير مختص بآخر الكلمة بدليل وروده في أول الكلمة نحو الكرم من سوسه وتوسه، كما جاء في وسط الكلمة نحو:(حفيسأ وحفيتأ).

كما أنه يشمل السين المخففة كالأمثلة السابقة، وكذا المشددة أو المضعفة كقوله: أخس الله حظه وأخته، وكذا الطست في الطسّ.([162])

ومن ذلك قول الشاعر:

يا قاتل الله بني السعلات *** عمرو بن منصور شرار النات

ليسوا ألباء ولا أكيات

فأبدل التاء مكان السين في الأكياس كما أبدلها في الناس وهى لغة”.([163])

وقالوا:” الكرم من سوسه، وتوسه أي من خليقته، ويقال أَخَسَّ الله حظه وأخته فهو خسيس وختيت”.([164])

التفسير الصوتى: الصوتان متجاوران مخرجا؛ إذ تخرج التاء من بين طرف اللسان وأصول الثنايا، وتخرج السين من بين طرف اللسان وفويق الثنايا ([165]). فالمخرج قريب جدا بل إنهما متحدان في طرف اللسان، كما يتفق الصوتان في بعض الصفات كالهمس، لكن السين رخوة احتكاكية، والتاء شديدة انفجارية، ومن ثم آثر البدو الشديد على الرخو، وقلبوا الاحتكاكي إلى الانفجاري؛ ليتواءم وطبيعتهم، فالتاء لهجة البدو ومن جاورهم، والسين لهجة الحضر ومن جاورهم.([166])

كما يؤكد هذا الكلام ما ذكره الدكتور/ إبراهيم أنيس من أن الصوتين يكادان يكونان متماثلين في المخرج، كما أن كلا منهما صوت مهموس، ولم يبق إذن إلا أن يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا التقاء محكما فإذا افترقا سمعنا التاء، وإذا لم يكن الالتقاء محكما فهي السين.([167])

نسبة الظاهرة: عزيت التلتلة إلى حمير([168])، وجعلها بعضهم لغة أهل اليمن ([169])، وعزيت أيضا لقضاعة([170])

أما السين المضعفة فعزي إبدالها تاء إلى طيء ([171])، وخثعم وزبيد.([172])، وقد وصف العلماء هذه اللغة بكثير من الصفات كالشذوذ، والندرة، وأنها من قبيح البدل أو من قبيح الضرورة.([173])

الظاهرة في القراءات القرآنية: قريء قوله تعالى: ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”([174]) قرئ بإبدال السين. ([175])

الوكم:

هو: كسر الكاف من ضمير المخاطبين المتصل(كم) إذا سبق بكسرة أو ياء نحو بِكِم وعليكِم في بكُم وعليكُم. ([176])

التفسير الصوتي: ذكر سيبويه أن العلة في هذا الإبدال هي الإتباع فقال: “وقال ناسٌ من بكر بن وائل: من أحلامِكِم، وبِكِم، شبهها بالهاء لأنها علم إضمار،ٍ وقد وقعت بعد الكسرة، فأتبع الكسرة الكسرة حيث كانت حرف إضمار، وكان أخف عليهم من أن يضم بعد أن يكسر. وهي رديئة جدا…، قال الحطيئة: وإنْ قال مَوْلاهمْ عَلَى جُلِّ حادثٍ … مِن الدّهْرِ رُدُّوا فَضْلَ أَحْلامِكِمْ رَدُّوا”.

أما المبرد فيرى أن هذا غلط فاحش، حيث قال:” وناس من بكر بن وَائِل يُجْرون الْكَاف مُجْرَى الهاءِ إِذ كَانَت مهموسة مثلهَا وَكَانَت عَلامَة إِضمار كالهاءِ وَذَلِكَ غلط مِنْهُم فَاحش لأَنَّها لم تشبهها فِي الخفاءِ الَّذِي من أَجله جَازَ ذَلِك فِي الهاءِ وإِنَّما يَنْبَغِي أَن يجْرِي الْحَرْف مجْرى غَيره إِذا أَشبهه فِي علَّته فَيَقُولُونَ مَرَرْت بكِم.

أما علماء اللغة المحدثون فيخضعون هذه الظاهرة لقانون المماثلة بين الأصوات المتجاورة، حيث تأثرت ضمة الكاف بما قبلها من كسرة أو ياء فقلبت كسرة؛ لتنسجم مع ما قبلها. وقد سبقهم بذلك سيبويه، فذكر أن علة ذلك هي الإتباع والتخفيف.

نسبة الظاهرة: عزيت هذه الظاهرة لربيعة وناس من بكر بن وائل، وهي لغة رديئة جدا.

الوهم: هو كسر الهاء من ضمير الغائبين المتصل، وإن لم يكن قبل الهاء ياءٌ ولا كسرة.، نحو منهِم، وعنهِم في منهُم وعنهُم؛ لكن اللغة الفصحى لا تكسر هذه الضمائر إلا إذا سبقت بكسرة أو ياء، نحو: من كتابِهِم، وناديهِم ، وعلة هذا الكسر هو قانون المماثلة بين الحركات، فهم يجرون على قانون المماثلة، رغم عدم تحقق شرطه.

وأما الحجازيون فلا يطبقون هذا القانون، بل يقولون عليهُ مال، ومرررت بهُو من قبل، ويقرأون “فخسفنا بهو وبدارهو الأرض”.

نسبة الظاهرة: عزيت هذه اللغة إلى كلب، وربيعة.

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، سبحانه بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعـــــــــــد،

فيطيب لي في نهاية تلك الرحلة العلمية أن أسجل أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:

أولا: أول من لقب اللهجات العربية هو ذلكم الرجل الجرمي؛ لكنه لم يذكر جميع الصفات اللغوية، بل ذكر أهمها، وجاء ذكر بقية اللهجات العربية الملقبة في كتب اللغويين والنحاة.

ثانيا: أكدت الدراسة أن العلاقة الصوتية القوية الموجودة في جل الكلمات التي حدث فيها الإبدال بين اللهجات هي التي سوّغت هذا الإبدال.

ثالثا: أكدت الدراسة أن الإبدال نشأ من اختلاف اللهجات، سواء وجدت الكلمتان في بيئتين مختلفتين أو في بيئة واحدة، كما قال أبو الطيب اللغوي: ” ليس المراد بالإبدال أن العرب تتعمد تعويض حرف من حرف، وإنما هى لغات مختلفة لمعان متفقة، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد، حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد. قال: والدليل على ذلك أن قبيلة واحدة لا تتكلم بكلمة طورا مهموزة وطورا غير مهموزة ولا بالصاد مرة وبالسين أخرى…..، لا تشترك العرب في شيء من ذلك، إنما يقول هذا قوم وذاك آخرون “

رابعا: وضع بعض علماء العربية هذه اللهجات تحت باب (اللغات المذمومة) وحينا تحت باب (معرفة الرديء المذموم من اللغات)، والأمر ليس على إطلاقه فبعض اللهجات فصيحة ووردت في الحديث النبوي، والقراءات القرآنية.

خامسا: جاء في خبر الجرمي أن الغمغمة لغة لقضاعة ولم نعثر على أمثلة لها، وورد أيضا أن العجعجة لغة لقضاعة أيضا، فلعل الغمغمة هي العجعجة عينها، وقد أصابها التحريف ومن ثم رأى العلماء حذف الغمغمة من ألقاب اللهجات العربية.

سادسا: الصفات التي خلعها العلماء على بعض اللهجات الملقبة كلغة رديئة، أو من قبيح البدل، أو تسميتها باللهجات المذمومة، والرديء إنما هو خاص بتلك الصفة اللغوية التي لحقت بهذه اللهجة أو تلك، وليس اللهجة كلها، لأن بعض هذه القبائل فصيحة أخذت عنها العربية، بل ونزل ببعضها بعض القرآن الكريم

سابعا: لا يزال صدى بعض هذه اللهجات موجودا في العاميات العربية الحديثة.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فهرس المصادر والمراجع

– الإبدال لابن السكيت، تحقيق/ حسين محمد شرف، الهيئة العامة لمطابع الشئون الأميرية 1398هـ / 1978م

– الإبدال لأبى الطيب اللغوى، تحقيق/ عزالدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي دمشق 1379هـ / 1960م

– الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1974 م – إحياء النحو، إبراهيم مصطفي، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، الطبعة الأولى: 1959

– ارتشاف الضرب من لسان العرب، أبو حيان الأندلسي، تحقيق، رجب عثمان، الخانجي الطبعة الأولى، 1998

– أصوات اللغة العربية، د/ عبد الغفار حامد هلال، مطبعة وهبة، الطبعة الثالثة: 1996م

– الأصوات اللغوية، د/ إبراهيم أنيس، مطبعة ومكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة الأولى: 1995م

– إعراب القرآن للنحاس، تحقيق، زهير غازي، طبعة: عالم الكتب: الطبعة الأولى: 1985م.

– إيضاح الوقف والابتداء، للأنباري تحقيق / محيي الدين عبد الرحمن مجمع اللغة العربية بدمشق: 1971م

– البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي، مطبعة دار الفكر بيروت 1412هـ / 1992م.

– بحوث ومقالات في اللغة، د/ رمضان عبد التواب، مطبعة ومكتبة الخانجي، الطبعة الثالثة، 1995

– تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت لبنان، بدون تاريخ.

– تثقيف اللسان وتلقيح الجنان، لابن مكي الصقلي، تحقيق د/ عبد العزيز مطر، ط، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1415هـ/1995م.

– التصريح على التوضيح، خالد الأزهري، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى 1985م

– التطور اللغوى مظاهره وعلله وقوانينه د/ رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجى: 1418هـ/1997م

– التطور النحوي للغة العربية، برجستراسر، ترجمة د/ رمضان عبد التواب، الخانجي، الثالثة 1417هـ/ 1997م.

– تهذيب اللغة، للأزهري تحقيق ، عبد السلام هارون، ومحمد على النجار، ط، دار القومية للطباعة والنشر، القاهرة 1384هـ/1994م

– التيسير في القراءات السبع للداني، تصحيح أوتويرتزل، ط: دار الكتب العلمية بيروت: 1416هـ/1996م

– الجانب الصوتي للوقف في العربية ولهجاتها، أحمد طه سلطان، مطبعة الأمانة، الطبعة الأولى: 1991م

– الحجة في القراءات السبع، لابن خالويه، تحقيق د/ عبد العال سالم مكرم، ط، مؤسسة الرسالة، 1417هـ/1996م

– الحركات العربية في ضوء علم اللغة الحديث د/ الموافي الرفاعي، مطبعة التركي طنطا، 1412هـ/1992م

– خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي، ط: دار صادر بيروت، من دون تاريخ

– الخصائص لابن جنى، تحقيق: محمد على النجار، ط، المكتبة العلمية بيروت من دون تاريخ.

– الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي، تحقيق الشيخ/ على محمد معوض وآخرين، دار الكتب العلمية بيروت: الطبعة الأولى 1414هـ/1994م

– درة الغواص في أوهام الخواص للحريري، تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم ط: دار الفكر العربي، من دون تاريخ

– شرح المشكل من شعر المتنبي لابن سيده، تحقيق / مصطفى السقا، الهيئة العامة المصرية للكتاب، 1976 م

– شرح شافية ابن الحاجب للرضي، تحقيق / محمد نور الحسن، دار الكتب العلمية، بيروت 1982 م

– شرح المفصل لابن يعيش، أبو البقاء يعيش ابن أبي السرايا محمد، مطبعة عالم الكتب، بدون تاريخ

– ظاهرة التخفيف في النحو العربي د/ أحمد عفيفي، الناشر، الدار المصرية اللبنانية، الأولى 1417هـ/1996م

– العين، للخليل بن أحمد، تحقيق د/ مهدى المخزومي، د/ إبراهيم السامرائي ط، دار الحرية للطباعة بغداد 1406هـ/1985م

– فقه اللغة مناهله ومسائله، د/ محمد أسعد النادري، ط: المكتبة العصرية، بيروت: الأولى: 2004م

– فقه اللغة وسر العربية للثعالبي، تحقيق د/ ياسين الأيوبى، ط: المكتبة العصرية: الطبعة الأولى 1419هـ/1999م

– في اللهجات العربية د/ أنيس، إبراهيم، مطبعة ومكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة التاسعة 1995م

– قراءة يحيى بن وثاب في ضوء علم التشكيل الصوتي د/ أحمد طه سلطان، مكتبة وهبة، 1425هـ/2004م

– الكتاب لسيبويه، تحقيق/عبد السلام محمد هارون، ط: الخانجي، القاهرة، الثانية 1402هـ/1982م

– الكشاف للزمخشري، ط: دار المعرفة الجامعية بيروت لبنان، من دون تاريخ.

– الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، مكي القيسي، تحقيق د/ رمضان عبد التواب، ط: مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1407هـ/1987م

– لسان العرب، ابن منظور، تحقيق /عبد الله على الكبير وآخرين، ط: دار المعارف، القاهرة، بدون تاريخ

– لغة تميم، د/ ضاحي عبد الباقي، مطبعة: الهيئة العامة للمطابع الأميرية، الطبعة الأولى: 1985م

– اللغة العربية معناها ومبناها، تمام حسان، ط: عالم الكتب، الطبعة الثالثة، 1998م

– لهجات العرب وامتدادها إلى العصر الحاضر د/ عيد محمد الطيب، ط، المطبعة الإسلامية، القاهرة 1994م

– اللهجات العربية في التراث، د/ أحمد علم الدين الجندي، ط: الدار العربية للكتاب 1983م

– اللهجات العربية في القراءات القرآنية د/عبده الراجحي، ط، دار المعرفة الجامعية 1999م

– اللهجات العربية نشأة وتطورا د/عبد الغفار حامد هلال، ط: مكتبة وهبة، 1414هـ/1993م

– اللهجات في الكتاب لسيبويه أصواتا وبنية، د/ صالحة راشد، ط: دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع بالسعودية، الأولى 1405هـ/1985م

– لهجات العرب، أحمد تيمور باشا، ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1393هـ / 1973م

– اللهجات العربية والقراءات القرآنية دراسة في البحر المحيط د/محمد خان، ط: دار الفجر، القاهرة 2002م

– ليس في كلام العرب لابن خالويه، تحقيق / أحمد عبد الغفور، الثانية، مكة المكرمة، 1399هـ

– المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جنى، تحقيق /على النجدي وآخرىن، ط: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة 1420هـ/1999م

– المحرر الوجيز لابن عطيه الأندلسي، تحقيق /عبد السلام عبد الشافي، ط: دار الكتب العلمية، 1413هـ/1993م.

– المحكم والمحيط الأعظم، لابن سيده، ط، معهد المخطوطات بالقاهرة، تحقيق/ مصطفي السقا، وآخرون، الأولى 1377هـ/1958م

– المخصص، لابن سيده، تقديم د/ خليل إبراهيم جفال، ط، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الأولى 1417هـ/1996م

– المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي، تح/ محمد أحمد جاد المولى وآخرىن، ط: عيسى الحلبى، الثالثة، بدون

– معاني القرآن للأخفش، تحقيق د/عبد الأمير محمد أمين، ط: عالم الكتب 1405هـ/1985م

– معاني القرآن وإعرابه، للزجاج، تحقيق د/عبد الجليل عبده شلبي، ط، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1408هـ/1988م.

– مغنى اللبيب لابن هشام، تحقيق/محمد محيى الدين عبد الحميد، ط: المكتبة العصرية بيروت 1992م.

– مقاييس اللغة لابن فارس، تحقيق /عبد السلام هارون، ط، دار الجيل بيروت، الطبعة الأولى 1991م.

– المنصف لابن جنى، تحقيق/ إبراهيم مصطفي ط: وزارة المعارف، الطبعة الأولى 1954م.

– النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير المكتبة العلمية، تحقيق/ طاهر الزاوي، و محمود الطناحي، بيروت، 1979م

– النوادر فى اللغة لأبى زيد الأنصارى، تحقيق د/محمد عبد القادر أحمد، ط: دار الشروق، من دون تاريخ.

Margins:

  1. ( ) البيان والتبيين: 3/ 145
  2. ( ) الكامل في اللغة والأدب (2/ 165)، وينظر: العقد الفريد: 2/ 305
  3. ( ) ينظر: فقه اللغة مسائله ومناهله: 229، 230
  4. ( ) ينظر: فقه اللغة مناهله ومسائله: 227
  5. ( ) ينظر: المزهر:1/222
  6. ( ) ينظر: ديوان الأعشى:1/135، والإبدال لأبي الطيب اللغوي: 2/318
  7. ( ) ينظر: فقه اللغة مناهل ومسائله: 231
  8. ( ) دراسات في فقه اللغة :217
  9. ( ) ينظر: فقه اللغة مناهله ومسائله: 232
  10. ( ) ينظر: الخصائص 2/11،والمحكم (ت ل ل) 10/160، واللسان (ت ل ل) 1/ 442 .
  11. ( ) ينظر: اللهجات العربية في شرح المفصل 1/142 .
  12. ( ) ينظر: الكتاب4/110 والمخصص14/216 وشرح الشافية 1/141 وشرح المفصل 3/61.
  13. ( ) ينظر: الكتاب4/110 والمخصص14/216 وشرح الشافية 1/141 وشرح المفصل 3/61.
  14. ( ) ينظر: شرح الشافية للرضى 1/ 141 .
  15. ( ) ينظر: خزانة الأدب 4/7 .
  16. ( ) المخصص: 14/215 .
  17. ( ) الكتاب: 4/111 .
  18. ( ) فصول في فقه العربية : 125 .
  19. ( ) اللهجات العربية نشأة وتطورا : 295 .
  20. ( ) ينظر: فصول في فقه العربية: 125 .
  21. ( ) لغة تميم 210 .
  22. ( ) ينظر: لغة تميم 211 .
  23. ( ) المخصص: 14/216 .
  24. ( ) قراءة يحيى بن وثاب: 90 .
  25. ( ) ينظر: الكتاب 4/110، وشرح الشافية 1/141، واللسان (و ق ى) 6/4902
  26. ( ) ينظر: الصاحبي 34، وإعراب القرآن للنحاس 1/ 173 والبحر 1/617، واللسان (و ق ى) 6/4902 .
  27. ( ) ينظر: الصاحبي 34، والبحر 1/617، واللسان (و ق ى) 6/ 4902 وتاج العروس (ى ء س) 9/49 .
  28. ( ) ينظر: إعراب القرآن للنحاس 1/ 173، والبحر 1/617، واللسان (و ق ى) 6/4902
  29. ( ) ينظر: تاج العروس (ى ء س) 9/49 .
  30. ( ) ينظر: سر الصناعة 1/230 والخصائص 2/11، ومجالس ثعلب 1/81، والمحكم (ت ل ل) 10/160 .
  31. ( ) لغة تميم 206 .
  32. ( ) ينظر: البحر المحيط 1/ 42 .
  33. ( ) ينظر: لهجات العرب وامتدادها إلى العصر الحاضر 185 .
  34. () من الآية (126) سورة البقرة، والقراءة في: إعراب القرآن للنحاس 1/ 260 ، والكشاف 1/ 93 .
  35. ( ) من الآية (50) سورة سبأ ينظر: البحر 8/ 564
  36. ( ) من الآية (5) الفاتحة ينظر: إعراب القرآن للنحاس 1/ 173 والبحر 1/ 42 .
  37. ( ) من الآية (35) سورة البقرة، والقراءة في البحر 1/ 256 .
  38. ( ) ينظر: المحرر الوجيز 3/ 119، والدر المصون 4/31 .
  39. ( ) من الآية (35) سورة يونس، ينظر: السبعة 326، والنشر 2/212 والإتحاف 312 .
  40. ( ) من الآية (49) سورة يس، ينظر: الدر المصون 5/487 .
  41. ( ) لغة هذيل: 39، 40 .
  42. ( ) قراءة يحيى بن وثاب: 82 .
  43. ( ) ينظر: المزهر:1/176
  44. ( ) ينظر: فقه اللغة مسائله ومناهله: 235
  45. ( ) ينظر: المزهر:1/176
  46. ( ) اللسان : (ط م م) 4 / 2706
  47. ( ) ينظر: فقه اللغة للثعالبي : 152، والمزهر : 1 / 223 .
  48. ( ) ينظر: اللهجات العربية في التراث : 1 / 399 .
  49. ( ) ينظر: المزهر : 1 / 174 .
  50. ( ) ينظر: مغنى اللبيب عن كتاب الأعاريب: 1 / 59، 60 .
  51. ( ) ينظر: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد: 2 / 92.
  52. ( ) الاشتقاق : 54 .
  53. ( ) ينظر: شرح المفصل: 9 / 20 .
  54. ( ) ينظر: المحكم (ب ر ر): 11/ 213 .
  55. ( ) لهجات العرب وامتدادها إلى العصر الحاضر : 205 .
  56. ( ) ينظر: سر الصناعة: 1 / 47 .
  57. ( ) ينظر: سر الصناعة :1 / 47 .
  58. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 434، 436 ، وسر الصناعة: 1 / 60، 61 .
  59. ( ) في اللهجات العربية : 142 .
  60. ( ) ينظر: درة الغواص 1 / 151، واللسان (ط م م) 4 / 2706، مغنى اللبيب 1 / 59 .
  61. ( ) ينظر: معانى القرآن للأخفش: 1 / 35 ، وشرح المفصل : 9 / 20 .
  62. ( ) ينظر: شرح المفصل 10 / 34 ، وشرح الشافية 3 / 215، ومغنى اللبيب 1 / 59.
  63. ( ) ينظر: مجالس ثعلب 1 / 58 .
  64. ( ) ينظر: معانى الحروف للرماني: 71 .
  65. ( ) ينظر: سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي 4 / 176، والسنن الكبرى للإمام أبى بكر أحمد بن الحسين البيهقي : 4/408 والحديث فيهما ” ليس من البر الصيام في السفر” .
  66. ( ) ينظر: لهجات العرب / أحمد تيمور 108، ولهجات العرب د / عيد الطيب 204 .
  67. ( ) ينظر: فصول في فقه العربية : 130 .
  68. ( ) ينظر: الظواهر اللهجية في ارتشاف الضرب: 44: 46 .
  69. ( ) ينظر: الظواهر اللهجية في ارتشاف الضرب: 46 .
  70. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 182 وشرح المفصل 9 / 10، 50، 74، وشرح الشافية 2 / 287.
  71. ( ) المحكم : (ش ج ر) 7 / 172 .
  72. ( ) ينظر: الأصوات اللغوية: 79، وأصوات اللغة العربية: 154 .
  73. ( ) ينظر: سر الصناعة: 1 / 61 .
  74. ( ) أصوات اللغة العربية: 155 .
  75. ( ) ينظر: اللهجات العربية في شرح المفصل: 1 / 87 .
  76. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 182 ، المحكم (ش ج ر) 7 / 172 ،اللسان (ش ج ر) 4 / 2198 .
  77. ( ) ينظر: شرح شافية ابن الحاجب للرضى : 2/ 287 .
  78. ( ) ينظر: الإبدال لأبى الطيب 1 / 258، 260 .
  79. ( ) ينظر: النوادر في اللغة لأبى زيد الأنصاري : 455 .
  80. ( ) ينظر: الارتشاف: 1 / 329، 330 .
  81. ( ) ينظر: المزهر: 1 / 221 .
  82. ( ) ينظر: اللهجات العربية في التراث: 1 / 376 .
  83. ( ) المحكم (ع ن): 1 / 49 .
  84. ( ) في اللهجات العربية: 110.
  85. ( ) المخصص: 13 / 274.
  86. ( ) المحكم (ع ن): 1 / 49 .
  87. ( ) السابق (ك ع ن): 1 / 169، (ك أ ف) 7 / 73.
  88. ( ) فصول في فقه العربية: 136، 137 .
  89. ( ) الجمهرة: (ع ن ع ن): 1 / 160
  90. ( ) الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جنى: 138، وينظر: الظواهر اللغوية في أدب الكاتب:112.
  91. ( ) ينظر: الكتاب: 4 / 433، وسر الصناعة: 1 / 46، 47 .
  92. ( ) ينظر: علم اللغة العام(الأصوات العربية):112، واللغة العربية معناها ومبناها: 79.
  93. ( ) رؤية لغوية جديدة للإبدال في ضوء الحروف الصامتة د / عبد الغفار هلال: 217.
  94. ( ) في اللهجات العربية: 110، 111.
  95. ( ) الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جنى: 138.
  96. ( ) الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جنى: 138.
  97. ( ) العين (ع ن): 1 / 91 ، تهذيب اللغة (ع ن ن)1 / 111، والمحكم(ع ن)1 / 49، واللسان(ع ن ن)4 /3143.
  98. ( ) ينظر: تهذيب اللغة (ع ن ن) 1 / 111، 112، وتاج العروس (ع ن ن) 18 / 390
  99. () اللسان: ( غ م م ) 5/ 3304.
  100. () القاموس المحيط: ( غ م م ) 4/ 222.
  101. () المخصص: 2/ 139 ، والبيت لعنترة ، ينظر شرح ديوان عنترة : 125.
  102. () الجمهرة: ( غ م غ م ) 1/ 161.
  103. () فصول في فقه العربية: 138
  104. ( ) ينظر: الارتشاف: 4/ 1756، والمزهر: 1/ 222
  105. ( ) اللهجات العربية د/ إبراهيم نجا: 82
  106. ( ) المحكم: (ع ت و) 2 / 240 .
  107. ( ) السابق: (ح ت ت) 2 / 358.
  108. ( ) السابق: (ض ب ع) 1 / 357.
  109. ( ) ينظر: اللسان (ن أ ج) 6 / 4312، (هـ ي ف) 6 / 4738.
  110. ( ) المحكم: (ص و ع) 2 / 217 والبيت في الديوان بلفظ (صوح) بالحاء، (قرها) بالميم، ينظر: الديوان:14.
  111. ( ) من الآية (44) سورة الأعراف .
  112. ( ) الآية (9) سورة العاديات .
  113. ( ) ينظر: اللهجات العربية في التراث: 1/ 372، 373
  114. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 434
  115. ( ) لغة هذيل: 121
  116. ( ) ينظر: المحكم (ع ث و) 2، 240، والبحر المحيط 6/ 274 وتاج العروس (ف ح ح) 4/ 151
  117. ( ) الفائق في غريب الحديث للزمخشري 2/330 (عتى)، ينظر: اللسان (ج ل ل)1 /663، (ص د ر) 4/ 2413 ، إعراب القرآن للنحاس 1/ 253
  118. ( ) لغة هذيل د/ عبد الجواد الطيب: 110
  119. ( ) من الآية (35) يوسف، ينظر: القراءة في مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه: 68 .
  120. ( ) ينظر: لغة تميم د/ ضاحي عبد الباقي: 124 .
  121. ( ) ينظر: لهجات العرب دراسة تحليلية: 229 .
  122. ( ) ينظر: الكتاب: 4/ 199 ، الارتشاف 2/ 823، شرح الأشموني 4/282 .
  123. ( ) ينظر: شرح الأشموني 4/ 282 .
  124. ( ) ينظر: المزهر 1/ 221 .
  125. ( ) سر الصناعة : 1/ 202، 203 .
  126. ( ) ينظر: في اللهجات العربية: 125، وفصول في فقه العربية 145: 147 .
  127. ( ) ينظر: في اللهجات العربية 125، واللهجات العربية في التراث: 1/ 364 .
  128. ( ) اللهجات العربية نشأة وتطورا: 166 .
  129. ( ) ينظر: سر الصناعة 1/ 229، ومجالس ثعلب: 81، واللسان (ك س س) 5 / 3875 .
  130. ( ) شرح المفصل 9/ 48، وفقه اللغة للثعالبي: 51، وأساس البلاغة (ك س ك س) 2/ 134، ودرة الغواص: 151 .
  131. ( ) ينظر: الصاحبي: 36 .
  132. ( ) ينظر: القاموس المحيط للفيروزآبادى (ك س س) 2/ 246 .
  133. ( ) ينظر: الاقتراح في علم أصول النحو للسيوطي: 113 ، والمزهر : 1/ 221 .
  134. ( ) لهجة ربيعة دراسة لغوية في ضوء علم اللغة الحديث: 57، 58.
  135. ( ) ينظر: لغة تميم: 77 .
  136. ( ) ينظر: التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه :134 .
  137. ( ) المحكم (ك ش ك ش) 6 / 397، 398 ، والبيت في ديوان مجنون ليلى من دون إبدال ، ينظر: الديوان : 163
  138. ( ) وسر الصناعة: 1 / 206 .
  139. ( ) المحكم: (ك ش ك ش) 6 / 397 .
  140. ( ) الكامل في اللغة والأدب للمبرد: 1 / 371 .
  141. ( ) ينظر: فقه اللغة وسر العربية: 151 .
  142. ( ) ينظر: في اللهجات العربية 123: 125 .
  143. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 433، وسر الصناعة 1 / 47 .
  144. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 434، وسر الصناعة 1 / 61 .
  145. ( ) المحكم: (ك ش ك ش) 6 / 397، 398 ، وينظر: الكتاب: 4 / 199، شرح المفصل: 9 / 48
  146. ( ) جمهرة اللغة 1 / 5
  147. ( ) ينظر: في اللهجات العربية: 123، 124، وفصول في فقه العربية: 145: 147
  148. ( ) ينظر: لهجات العرب وامتدادها إلى العصر الحاضر: 101، 102
  149. ( ) ينظر: مقدمة في قراءات القرآن الكريم ولهجات العرب في عصر النبوة د / عبد الفتاح عبد العليم البركاوى 131.
  150. ( ) ينظر: مقدمة في قراءات القرآن الكريم ولهجات العرب في عصر النبوة: 133 .
  151. ( ) ينظر: العين (ك ش) 5 / 269، والاشتقاق لابن دريد : 257، وسر الصناعة : 1/ 230
  152. ( ) ينظر: أساس البلاغة (ك س س) 2 / 308، والصاحبي :34، 35، المزهر: 1/ 221 ، الكتاب :4 / 199 .
  153. ( ) اللهجات في الكتاب لسيبويه، د/ صالحة راشد آل غنيم : 257، 258
  154. ( ) ينظر: اللهجات العربية في التراث: 1 / 360 .
  155. ( ) من الآية (24) سورة مريم .
  156. ( ) ينظر: فقه اللغة : 151 .
  157. ( ) من الآية (42) سورة آل عمران .
  158. ( ) ينظر: كتاب ألف باء للبلوى: 2 / 431، وشرح المفصل : 9 / 48، ولهجات العرب أحمد تيمور باشا : 69 .
  159. ( ) ينظر: اللهجات في الكتاب: 256 .
  160. ( ) المقتضب في لهجات العرب: 134، 135 .
  161. ( ) المزهر: 1/ 222.
  162. ( ) ينظر: اللسان (ط س ت) 4 / 2670، والمصباح المنير (ط س ت) 2 / 372 .
  163. ( ) المخصص: 3/ 26 .
  164. ( ) المخصص: 13/ 283
  165. ( ) ينظر: الكتاب 4 / 433.
  166. ( ) ينظر: في التطور اللغوي 70 .
  167. ( ) ينظر: في اللهجات العربية :105 .
  168. ( ) ينظر: تهذيب اللغة (ب أس) 13/ 109، 110 واللسان (ب أ س) 1/ 199،
  169. ( ) ينظر: المزهر: 1/ 222.
  170. ( ) ينظر: مختصر في شواذ القرآن: 184 .
  171. ( ) ينظر: اللسان (ط س ت) 4 / 2670، والمصباح المنير: (ط س ت) 2 / 372 .
  172. ( ) ينظر: في اللهجات العربية: 105
  173. ( ) ينظر: اللسان (ط س ت) 4/ 2670، وشرح الشافية للرضى3/ 221. النوادر في اللغة:345.
  174. ( ) الآية (1) سورة الناس.
  175. ( ) ينظر: مختصر في شواذ القرآن: 184.
  176. ( ) ينظر: الكتاب لسيبويه :4/197، والمزهر:1/222