آراء المعلمين في استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات ومعيقاتها
Teachers' views on the Animal-Assisted Learning and Therapy Strategy and its obstacles
خولة فضيلي 1، سائدة عفونة1*
1 الباحث المراسل: أ.د. سائدة عفونة ، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين
بريد الكتروني: s.affouneh@najah.edu
DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj66/1
المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/66/1
المجلد (6) العدد (6). الصفحات: 1 - 14
تاريخ الاستقبال: 2025-05-07 | تاريخ القبول: 2025-05-15 | تاريخ النشر: 2025-06-01
المستخلص: يهدفُ هذا البحثُ إلى معرفةِ آراءِ المعلمينَ في توظيفِ استراتيجيةِ التعلّمِ والعلاجِ بمساعدةِ الحيوانِ في تعليمِ وتعلُّمِ الأطفالِ وتأثيرِها على دافعيتهم للتعلّمِ. تمَّ اتباعُ المنهجِ النوعيِّ للإجابةِ على أسئلةِ البحثِ وذلك للحصولِ على إجاباتٍ معمَّقةٍ والتعرفِ على آراءِ المعلمينَ وتفسيراتهم والمعيقاتِ التي تواجههم في تطبيقِ الاستراتيجيةِ بناءً على آرائهم. تمَّ مقابلةُ 16 معلمينَ من تخصصاتٍ متعددةٍ في التربيةِ الخاصةِ والعلومِ واللغاتِ من مدارسَ مختلفةٍ تمَّ تطبيقُ الاستراتيجيةِ فيها. تبينَ من نتائجِ البحثِ أنَّ آراءَ المعلمينَ كانت إيجابيةً، وكانَ لمساعدةِ الحيوانِ مردودٌ إيجابيٌّ على تعلمِ الأطفالِ. أشارَ 10 معلمينَ إلى أنَّ دافعيةَ الطلبةِ للتعلّمِ قد زادت بشكلٍ ملحوظٍ، بينما اعتقدَ 6 معلمينَ أنَّ وجودَ الحيوانِ يُساهمُ في تشتُّتِ التركيزِ لدى الأطفالِ ويقللُ من قدرتهم على التفاعلِ الإيجابيِّ. وتبينَ أنَّ المعلمينَ بحاجةٍ إلى رفعِ درجةِ وعيهم بهذه الاستراتيجيةِ، وبحاجةٍ إلى عقدِ ورشٍ تدريبيةٍ لهم.
الكلمات المفتاحية: المعلمين، التعليم عن بعد، الحيوانات.
Abstract: This research aims to investigate the teachers' perspectives on employing animal assisted therapy and learning strategy in educating and learning children and its impact on their motivation to learn. A qualitive approach was conducted to answer the research questions to obtain in-depth answers as well as highlighting the teachers' opinions, interpretations, and obstacles Facing them. 16 teachers from various schools in diverse fields, specifically, special education, science, and language were interviewed in which the strategy was applied. The results illustrate that the teachers have positive attitudes and opinions towards this strategy, and the help of animals had a positive impact on children's learning. On one hand 10 teachers shared that the students' motivation to learn had significantly increased, on the other hand 6 teachers believed that the presence of animals lessened the children's ability to focus and also reduced their ability to cooperate positively with their surroundings. This research recommend that teachers should raise their awareness about this strategy through participating in training workshops.
Keywords: Teachers, distance learning, animals.
المقدّمة
تتنوع استراتيجيات التعليم تبعا لعدة عوامل متعلقة بالبيئة الصفية والمعلم والمتعلمين وطبيعة المحتوى التعليمي. ومن المؤكد أن استخدام أكثر من استراتيجية يساهم بتحفيز التعلم وزيادة الدافعية للمتعلمين ويؤثر أأيضا على قدرة المعلم على الاستجابة لأنماط التعلم المختلفة لدى المتعلمين. إن استراتيجية التعلّم والعلاج بمساعدة الحيوان هي طريقة مبتكرة تعتمد على المساعدة من الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط والأرانب وحيوانات المزرعة كالخيول وتفاعلها مع الطلبة. بدأت هذه الطرق العلاجية بالظهور في أواخر عام 1800، عندما قامت فلورنس نايتينغيل، وهي ممرضة بريطانية تلقب بـحاملة المصباح وتُعرف برائدة التمريض الحديث، بملاحظة وتدوين كيف تساعد الحيوانات الأليفة في تقليل التوتر لدى الأطفال والكبار في مستشفيات الأمراض العقلية. بدأ استخدام هذه الطريقة العلاجية في بدايات عام 1900، وثُبت أن لها عدة مكاسب علاجية ومنافع للصحة الجسدية والنفسية والعاطفية ولتحسين المهارات. تُستخدم هذه الطريقة في يومنا هذا في عدة مراكز ومستشفيات وحتى في المنازل حسب حاجة الشخص للعلاج، وخدمة الإنسان أو لتقديم الوعي والتعليم، وتُعتبر طريقة آمنة وما من آثار جانبية لها عادةً، إذا تمَّ استخدامها بطريقة صحيحة على يد مختصين (العوضي، 2024. 02).
ويمكن أن نطور علاقةً خاصة مع الحيوانات، لأن الحيوان يتقبل الإنسان كما هو، بدون حكم أو شرط، ودمج الحيوان مع الطلبة قد يساعد في تطور مستوى الإدراك والفهم. (Cusack,2003)
حيث تمتلك الحيوانات الأليفة قوة غير عادية على الإحساس بمشاعرنا وتوفير الحب والدعم بشكل كبير. وفي أوقات الضغط العصبي أو القلق أو الوحدة، يمكن أن يمثل وجود حيوانات أليفة مصدرًا للراحة لدى البشر، خاصةً وأن رفقتهم تساعد في تقليل مشاعر العزلة وتعزز الانتماء والرفاه العاطفي. فالحيوانات والإنسان يعيشون بشكل متقارب أكثر من وقت مضى بسبب النمو السكاني والتوسع الحضاري وإزالة الغابات وتغير المناخ. ومن المهم أن نحترم الحيوانات ككائنات حية ذات روح تشعر، وتتألم، وتشاركنا جانبًا كبيرًا من تفاصيل حياتنا على الكوكب، وكذا نعمل على أن تكون بصحةٍ جيدةٍ لمنع تفشي الأمراض والجوائح بين البشر، وكذلك الحد من العوامل التي تؤدي لانقراضها وإلحاق الأذى بها واستغلالها سواءً اقتصاديًا أو علميًا أو من أجل الترفيه (كاتيه، 2024).
وأشار (Verhoeven et al, 2023) إلى أن التفاعلات بين الإنسان والحيوان كالتدخلات في مواضيع بمساعدة الحيوانات لها آثار عديدة على الانسان وصحته الشمولية. ومع أن هذا مجال جديد وناشئ نسبيًا، حيث نوهت الجمعية الدولية لمنظمات التفاعل بين الإنسان والحيوان (IAHAIO) إلى المكاسب العلاجية والتعليمية، وأشارت إلى أن المفاهيم والأطر لشرح آثار وآليات التفاعلات بين الإنسان والحيوان لا تزال قيد التطوير. أما الفكرة الأساسية للنموذج فهي في فهم المبادئ النظرية التي تؤثر على التناغم المتبادل بين الأنظمة الحية. وقد أشار أيضا إلى أن بعض الطلبة يواجهون صعوبات في التعامل مع بعض المواد التعليمية والحضور إلى المدرسة، وأن البرامج التي يتم فيها التعلّم بمساعدة الحيوانات هي البرامج الأكثر رغبة من قبل الطلبة، خاصةً بوجود مساعدة الكلاب، حيث ذلك يؤدي إلى شعورهم بالراحة. كما تبين أن وجود الكلاب في الصف يؤثر بشكل إيجابي على برامج التعليم والتطور العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال، وأن جودة التعليم أصبحت أعلى مع وجودهم، وذلك بسبب العلاقة الخاصة بين الطالب والحيوان، والتي توفّر التركيز وتزيد من الدافعية للتعلم.
ويعتمد التفاعل بينهم على إشارات بصرية واجتماعية. ومن هذا التفاعل، زادت الدافعية والإنجاز القرائي، بالإضافة إلى تقليل التوتر خلال الامتحانات عند طلبة الصفوف الابتدائية. ولقد تم تطبيق البحث على أطفال يتراوح أعمارهم بين 8 و13 عامًا، وتبين عندهم تطور من ناحية الثقة بالنفس، بالإضافة إلى وعي أكبر بكيفية التعامل من ناحية اجتماعية وسلوكية وعاطفية، بالإضافة لتحسن في التعبير (Verhoeven et al, 2023).
أكد بولبي، موبيرج ومانين (1958) على رغبة الطفل في البقاء قريبًا جسديًا وعاطفيًا من مقدم الرعاية، بما في ذلك البيئات التعليمية، حيث يظهر الطفل رغبة مستمرة في البقاء على مقربة من مقدم الرعاية سواءً من خلال التواجد الجسدي القريب أو من خلال التواصل المستمر. في الآونة الأخيرة، تم منع التلامس الجسدي، وبالذات بعد فترة كورونا، وأدى ذلك إلى زيادة الصعوبات عند الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى دعم عاطفي واجتماعي من خلال حضن الطالب أو لمسة بهدف توفير شعور بالتقبل والانتماء. فهذا النوع من التدخل بمساعدة الحيوانات ساعد جميع الفئات وخاصةً ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير الوظائف الأكاديمية والاجتماعية والإدراكية فاللعب والتعلم بمساعدة الحيوانات يحتوي على اتصال جسدي متبادل بطريقة طبيعية.
لقد تم البحث في كيفية تحفيز الطلبة للتعلم، والدوام على حضورهم للمدرسة بهدف إكسابهم المهارات التعليمية. وقد جدت بعض الدراسات التأثير الإيجابي لوجود الحيوان معهم خلال الدوام المدرسي Verhoeven et al, 2023)).
أجرتNakajim (2017) بحثًا في تأثير تحديد الأساليب الفعالة للمساعدة في الحيوانات من خلال التعليم وتسليط الضوء على فوائد الحيوانات في التعليم والتربية في اليابان، وتم مراجعة نقدية للدراسات التجريبية حول تعليم تربية الحيوانات في اليابان والتعليم الياباني. وعلى الرغم من الاختلافات في الأساليب التعليمية، فقد وُجد أنه يساعد الأطفال بشكل عام على التكيف مع المدرسة، بالإضافة إلى فعاليته في تعزيز القدرة المعرفية والرياضية للطلبة وتعزيز المهارات الاجتماعية، في حين عزز تعليم تربية الحيوانات المعرفة والمهارات الأكاديمية وزرع التعاطف مع الحيوانات والأشخاص الآخرين. وأيضًا فقد أثبتت أن تربية الحيوانات تؤثر على نمو الأطفال لفترة طويلة حتى بعد توقف الأطفال عن تربية الحيوانات.
قسَّمت المنظمة الدولية التي تضم جمعيات تهتم بالتفاعل بين الإنسان والحيوان The International Association of Human-Animal Interaction Organizations (IAHAIO) التدخل بمساعدة الحيوانات من ثلاث مجالات. أولها العلاج بمساعدة الحيوان AAT، والذي يتكون من تدخلات علاجية منظمة يتم تطبيقها عبر مجموعة من التخصصات ويشمل علماء النفس المهنيين والعاملين الاجتماعيين والمعلمين. وهناك أيضًا من الناحية التعليمية موضوع AAA الذي يهدف إلى فوائد ترفيهية من خلال الأنشطة بمساعدة الحيوان. وAAE وهو التعلم بمساعدة الحيوان وهو نهج مبتكر يتضمن مشاركة الحيوانات في البيئات التعليمية لتعزيز التعلم والتنمية بين الطلبة.
فعلى العكس من البشر، فإن الحيوان هو مخلوق يساعد في تطوير علاقة ثقة وأمان معه دون الحكم أو التأثر في القدرات العقلية، ويتقبل الجميع كما هم، ويساعد في خلق جو هادئ يساعد الطلبة في تقبل التغيير في تصور المعايير والحدود للسلوك والتفكير، وهذه نتيجة لوجود شيء خاص ومميز في العلاقة بين الطلبة والحيوانات، ووجود الحيوان كوسيط بين الطالب والمعلم ((Verhoeven et al, 2023. وقد أكد أيضا على أن الأطفال في المدارس الابتدائية أصبحوا أكثر مشاركة في المشاعر، مما ساعد في تطور التعاطف وتحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية، بالإضافة إلى تحسن القراءة من خلال التحفيز الذهني مع وجود الحيوان والتغلب على عسر القراءة وتحسن الإدراك واستعادة مهارات اللغة. وفقًا لبيتز وآخرين (2013)، وجدوا أن وجود الحيوان يساعد كوسيط بين المعلم والطالب الذي لديه صعوبات في التواصل والانسجام مع البالغين.
وذكر (Verhoeven et al, 2023) في البحث بأن هناك تفاعلًا واضحًا بين النمو الاجتماعي والعاطفي والنواحي الأخرى، فإذا كانت هناك صعوبات في النواحي الاجتماعية والعاطفية، فإن ذلك يؤثر سلبًا على عملية التعليم. تدخل استراتيجية التعلم بمساعدة الكلاب ساعدت في التطور الاجتماعي العاطفي مما ساعد على المهارات التعليمية. لقد أكد البحث بأن هناك علاقة بين الثقة بالنفس وإدراك الطالب لصعوباته، منها: ثقة الطالب بقدراته على أداء أي مهمة تُطلب منه من خلال تقبله لأي انتقاد.
أشار (Gilshtrom, 2003) إلى أن وجود الحيوانات يدعم ويساعد الإنسان من عدة جوانب، منها: الناحية الفسيولوجية وقدرتها على التسريع في الشفاء من الأمراض الخطيرة. والناحية النفسية وتعتبر الحيوانات مصدرًا للحب والمودة والصداقة مقارنة بالعلاقات الشخصية التي قد تكون مرضية والحيوان دائمًا موجود ومستعد لتقديم الحب وتلقيه. والناحية الاجتماعية والتي تساعد الحيوانات في إنشاء علاقات اجتماعية بين الناس، سواء كانوا في بيئة مؤسسية أو في الشارع، فالحيوان يساعد في كسر الجمود وتسريع التواصل الاجتماعي.
وقد يكون خيار العلاج بمساعدة الحيوانات لبعض الأشخاص، خاصةً لأولئك الذين يحبون أو يتقبلون الحيوانات. وهنا قد تساعد الحيوانات في تقليل الملل، وتقليل الشعور بالوحدة، وزيادة التفاعل الاجتماعي، وتقليل مشاعر الخوف أو التوتر، وتحفيز التركيز، وطيف التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والصرع، والمهارات الحركية ولذوي الاحتياجات الخاصة Johnson, 2020)).
يتناول هذا البحث آراء المعلمين في توظيف استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات في تعليم الطلبة مع ربط الأهداف المحددة للتعليم بمساعدة الحيوانات وكيفية تفاعل الطلبة مع الحيوانات لتحقيق الهدف التعليمي وسبل تغلب المعلمين على التحديات المحتملة.
مشكلة البحث
تعمل الباحثة الأوى في مجال توظيف الحيوانات لمساعدة الطلبة ومعالجتهم وتسريع عملية تعلمهم وبالذات الذين يعانون من صعوبات التعلم أو من مشاكل متعلقة بالنمو العاطفي والاجتماعي لهم. فجاءت هذه الدراسة للاطلاع على آراء المعلمين في توظيف هذه الاستراتيجية في المدارس في الداخل الفلسطيني وللوقوف على أهم المعيقات والتحديات التي تواجه المعلمين باعتبارها استراتيجية قديمة حديثة. رغبة من الباحثات بنشر الوعي حول هذه الاستراتيجية وتحديد متطلبات تطبيقها ووضع أسس للتغلب على معيقاتها حتى يتم تحسين تعلم الأطفال وبالذات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الذين يعانون من صعوبة في التعلم.
أسئلة البحث
من خلال هذا البحث تم الإجابة على السؤالين التاليين:
- ما هو رأي المعلمين في استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات؟
- ما هي معيقات توظيف استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات؟
أهداف البحث
يهدف هذا البحث إلى:
- التعرف على آراء المعلمين في استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات.
- التعرف على معيقات توظيف هذه الاستراتيجية.
- وضع مجموعة من التوصيات لتحسين استخدامها.
الدراسات السابقة والإطار النظري
عند تفاعل الإنسان مع الحيوان يتم إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وهو هرمون ينظم وظائف فسيولوجية ونفسية وسلوكية مختلفة، ويعمل على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستوى هرمون التوتر مثل الكورتيزول، مما يساعد في تقدم القراءة عند الطلبة (Busch et al., 2016). وتم الإشارة أيضا إلى أن مداعبة الحيوان تحسن كل من الحركات الحركية الدقيقة والخشنة، وهذه المهارات غالبًا ما تضعف لدى أطفال التوحد والأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. إن العلاج بمساعدة الكلاب والخيل والقطط ملائم للعلاج لما لها من تأثير إيجابي على الاسترخاء وإدراك الجسم والتوازن. والقطط بشكل خاص ملائمة أكثر لأنها عادة ما تكون أقل تكلفة وتتطلب أقل رعاية من غيرها من الحيوانات. وكما أن أوصاف الوظائف مفيدة في تحديد المهارات والتعليم والمواقف اللازمة للمهن البشرية، فإن أوصاف وظائف الحيوانات يمكن أن تفصل القدرات اللازمة للتعليم بمساعدة الحيوان المحدد للهدف (Maclean, 2017) أما (SANDT, 2020) فنوه إلى التنفيذ الفعال لتدخلات التعليم بمساعدة الحيوانات في فصول التعليم الشامل في مرحلة الطفولة المبكرة ووجد أنه إذا تم بناء تخطيط مشترك يجمع بين المعرفة بالمحتوى بين المعلم ومدرب الكلاب، يساعد ذلك في تحسين تعلم الطلبة نحو تحقيق هدف الأداء الأكاديمي أو الوظيفي. كما يعد التعاون بين المهنيين أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق نتائج التعلم لدى الطلبة، والافتقار إلى التعاون يؤدي إلى ممارسات سيئة للتخطيط والتنفيذ، والتي لا تتوافق مع معايير التفاعل بين الإنسان والحيوان، مما يؤدي إلى عواقب سلبية على صحة وسلوك الطلبة والكلاب (SANDT, 2020).
وقد أشار Shani (2016) إلى أهمية العلاج بمساعدة الحيوانات للأطفال ذوي التأخر اللغوي وتأثير ذلك على العزلة الاجتماعية. وفي الحالة التي وردت حول طفلة في عمر ثلاثة سنوات تعاني من تأخر اللغة، وبعد مشاهدة الهامستر، وبناء علاقة بينها وبين الهامستر ووالد الطفلة، تبين أن والد الطفلة قد فهم صعوبات التعلم لدى ابنته وتغلبت على التأخر في اللغة. وكانت الكلمة التي نطقتها هي كلمة “هامستر”، لذا فإن وجود الحيوانات في المحيط تخلق جوًا حيًا مبنيًا على التقبل الذي يساعد في تطور الطفل من خلال التجارب الحسية والتفاعل مع الحيوان.
وفي دراسة أغبارية وخليل (2017) والتي ركزت على العلاقة بين المدرسة ورعاية الحيوانات لتبني برامج اجتماعية وتربوية واستشارية كوسيلة تربوية، وبهدف تنمية شعور الطلبة بالحماية والمشاركة والانتماء والعدل، والقدرة الذاتية، والاحترام والاهتمام. كما يعتبر التعامل مع الحيوانات وسيلة ناجعة لخلق مناخ تربوي أمثل وتطوير شعور الطالب بالانتماء والمشاركة وتنمية قدراته الذاتية، وذلك من خلال تشجيعه على الاهتمام بالحيوانات ورعايتها وحمايتها وتحمل المسؤولية والوعي لاحتياجاتها الخاصة. من هنا يتحول الطالب من خلال هذه البرامج إلى حلقة وصل بين المدرسة والحيوان. وهذا يدفع المعلم إلى استخدام أساليب متنوعة في التدريس.
هدفت دراسة Rogers ( 2021) إلى معرفة تأثير تدخل الحيوانات في تنمية ومعرفة القراءة والكتابة لدى الأطفال لمعالجة الافتقار إلى الفهم في هذا المجال مع تدخل الحيوانات مثل الكلاب في الفصول الدراسية. وأضافت الدراسة أنه تم ذكر في قسم علم النفس أن الحيوانات، وخاصة الكلاب، في السياقات التعليمية تقدم فوائد عديدة للأطفال. تعلم القراءة مهارة معقدة لإتقانها، والقراءة للكلاب بالنسبة لبعض الأطفال يمكن أن تخفف من الخوف المرتبط بالقراءة بصوت عالٍ، بحيث يمكن للطفل ممارسة القراءة وتطوير مهارات القراءة في بيئة آمنة ومأمونة.
كشفت تجربة Wolf ( (2011من خلال تطبيق درس حي في حديقة الحيوانات أن الدرس كان أكثر من مجرد استكشاف أنواع مختلفة من الحيوانات؛ بل طورت بعض البرامج التعليمية الديناميكية والتفاعلية كمواضيع الرياضيات والعلوم، التي أصبحت مصدرًا للإثارة والاستلهام عند الطلبة، بالإضافة لاستخدام الهواتف المزودة بشاشات التي تساعد في كشف الحجم الطبيعي للحيوانات وـاثيرها على الإنسان.
التحليل النفسي ونظرية التعليم
تعتبر الحيوانات الأليفة مهمة بالنسبة لصاحبها لأنها تمثل الجزء الخاص عندهم الذي يربطهم مع الطبيعة. ولأن الحيوانات ترمز إلى الجزء البدائي عند الإنسان، الذي يتم التعبير عنه في أحلام الإنسان أو مخيلته وفي علاقته العفوية التي تتحرك فيها هذه العلاقات. فإن لدى الإنسان القدرة على التراجع إلى مستوى آخر في العاطفة والعفوية الطبيعية والحرية والثقافة. ومن خلال علاقة الإنسان بالحيوان، يتمكن من أن يصبح جزءًا من الطبيعة مرة أخرى، وبالتالي شفاء جزء كبير من الجروح في أرواحنا، التي كان جزء منها نتيجة لأسلوب حياتنا الثقافي أو التربوي. وأحلام الإنسان مليئة بالحيوانات، رغم أن المحللين النفسيين الأوائل لم يعيروا اهتمامهم لظاهرة اقتناء الحيوانات الأليفة، إلا أنهم لم يتجاهلوا الرموز من عالم الحيوان التي تظهر في الحلم. لا شك أن زيغموند فرويد، المؤسس للتحليل النفسي الحديث، قد أدرك الجزء المهم للرموز من العالم الحي في النفس البشرية. فالقطط، والثعابين، تمثل بالنسبة لفرويد الأنا الجنسية للذكر، بينما كانت الحيوانات الصغيرة والزواحف ترمز إلى الأطفال.، وهكذا كتب فرويد عن موقف الأطفال من الحيوانات.
أما علاقة الطفل بالحيوان فهي مليئة بالخيال وتشبه إلى حد كبير علاقة الإنسان البدائي بالحيوان. فلا يوجد عند الطفل الغرور الذي يساعد في الفصل بين طبيعة الإنسان والسمات الوحشية. وبدون أي شك، ينسب الحيوان له بكل شغف ودون أي قيد، ويرى نفسه من خلال تلبية احتياجاته للحيوان.
وقسم من الحيوانات يظهر بشكل خاص في أحلام الأطفال. وفي كتاب استخدام السحر ادعى برونو بتالهايم بأن الأطفال يتعاطفون مع الحيوانات الموجودة في القصص، وهذا يساعدهم في حل الكثير من المشاكل النفسية خلال فترة التطور والمراهقة (Cusack, 2003) .
العلاج السلوكي المعرفي الإدراكي
في السنوات الأخيرة، نلاحظ الكثير من العلاجات المختلفة التي تدمج الحيوان في العلاج أو العملية التعليمية، وتبين تأثيرًا إيجابيًا على العلاج أو التعلم، لأن العلاج أو التعلم بمساعدة الحيوان يتضمن الشعور بالرفاهية، بالإضافة إلى أنها طريقة ملموسة وسهلة توصيل الهدف من خلالها.
فحسب العلاج السلوكي المعرفي الإدراكي، الذي هو جزء لا يتجزأ من العلاج العاطفي، من خلاله يرى الطالب أو المعالج ردّة فعل السلوك الجيدة عند الحيوان، مما يجعل الطالب أو المعالج يتعامل مع الحيوان في سلوكه بالإضافة إلى التعبير اللفظي. (Cusack, 2003) (2)
اشارت Moncia et al. 2013) ) الى فعالية العلاج السلوكي المعرفي في إدارة التوتر بين المشاركين. شملت الدراسة العلاج بمساعدة الحيوانات (AAT) مجموعتين: واحدة تتلقى العلاج السلوكي المعرفي التقليدي، والأخرى تضم الكلاب العلاجية في الجلسات. بينت النتائج أن كلا التدخلين أسهما في تقليل كبير في مستويات التوتر والأعراض. كما لوحظت تخفيضات أكبر في الأعراض النفس جسدية المبلغ عنها ذاتيًا. ومع ذلك، أظهرت مجموعة الكلاب العلاجية انخفاضًا في مستويات التوتر وحافظت على حضور أعلى طوال الجلسات. سلطت الدراسة الضوء على الفوائد المحتملة للعلاج بمساعدة الحيوانات في تعزيز الالتزام بالعلاج وفاعليته في إدارة التوتر، مما يشير إلى أن وجود الكلاب العلاجية يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في البيئات العلاجية. بشكل عام، تشير الأبحاث إلى أن كلا العلاجين فعالان، وقد يقدم العلاج بمساعدة الحيوانات مزايا إضافية من حيث مشاركة ورضا المشاركينMonia et al. 2013) (
تطبيق عملية التعليم أو العلاج بمساعدة الحيوانات
وضح (Verhoeve et al. ,2023) أن من أساسيات اللقاء العلاجي أو الحصة التعليمية أنه يجب التأكد من بناء علاقة وطيدة بين المعلم أو المعالج، على أن يكون لديه المعرفة والأدوات لإنجاح العلاج أو الخطة التعليمية مع الطالب أو المتعالج الذي يحتاج لدعم نفسي أو سلوكي أو تعليمي، بالإضافة إلى الحيوان. كما يتعين النظر إلى ثلاث نقاط مهمة توضح الاختلافات في دمج الحيوان في البيئة التدريسية:
- التعلم بمساعدة الحيوان :(Animal Assisted Education) يجب أن يكون لدى المعلم معرفة تامة من الناحية العلمية والتعليمية حول الحيوانات، وخاصة تلك الموجودة في الدرس. فقط في حالة واحدة يسمح للمعلم بعدم الإلمام بمعلومات عن الحيوان إذا كان هناك موجه أو متخصص في الحيوان المرافق للدرس.
- الفعاليات بمساعدة الحيوانات :(Animal Assisted Activities) تقام فعاليات مختلفة بهدف رفاهية الطلبة، مثل مشاهدة الحيوانات، ملاطفتها، اللعب معها، أو الألعاب الإبداعية، على أن تكون لها علاقة مع الحيوان الموجود مع الأطفال.
- العلاج بمساعدة الحيوانات :(Animal Assisted Therapy) يمكن تطبيق العلاج من خلال عدة طرق، مثل المحادثة، وانعكاس المشاعر والتوجيه، واكتساب مهارات مختلفة خلال اللقاء، ومشاهدة تجارب، أو عمل فعاليات وألعاب.
في كل لقاء علاجي يجب توفير علاقة أمان متبادلة بين المعالج والمريض والحيوان، مبنية على تعلم واكتساب مهارات ومعرفة وفقًا للهدف العلاجي. ومن أهم الأهداف العلاجية وهي أيضا أهداف تعليمية ووجدانية تطوير القدرة العاطفية على التعبير، والتعامل مع المخاوف، والمرور في تجارب نجاح، واكتساب مهارات تفكيرية، واكتساب مهارات تعليمية ، واكتساب مهارات حركية، واكتساب مهارات اجتماعية كالعمل على بناء الشخصية، والثقة بالنفس والقدرة على إدارة المشاعر، والقدرة على المشاركة، والإحساس بالآخر، ومعرفة الذات، وزراعة قيم تقبل القوانين، والنظافة، والصبر، والسيطرة على النفس. (Verhoeven etal. ,2023)
المنهجية
تم استخدام المنهج النوعي وهو جمع وتحليل وتفسير البيانات بشكل سردي ومنطقي لفهم ظاهرة اجتماعية محددة. ويركز المنهج النوعي على الفهم العميق للظاهرة في البيئة الاجتماعية المختلفة، ويتم فهم الظاهرة عن طريق مشاركة الباحث الفعالة في الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها المشاركون الحقيقيون.
تم استخدام المقابلة الشخصية شبة المنظمة لجمع البيانات المتعلقة بالإجابة على أسئلة البحث حيث انها الأنسب لمثل هذا البحث الذي يحتاج لفهم معمق للاستراتيجية. فكانت المقابلة هي أداة جمع البيانات.
عينة الدراسة
تم اعتماد العينة المتيسرة أو المتاحة كنوع من أنواع العينات من أبدوا رغبتهم بالمشاركة بالبحث بعد أن اطلعوا على أهدافه. تم عقد لقاءات ومقابلة مع 16 معلمًا من تخصصات مختلفة ومدارس متعددة ابتدائية، موزعين كما يلي: معلمة علوم، و11 معلمة من التربية الخاصة، منهن 6 معلمات يعملن مع طلبة يعانون من التوحد، و5 معلمات يعملن مع طلبة من ذوي عسر تعلم ومشاكل سلوكية، ومعلمة لغة عبرية، ومعلمة لغة عربية، ومعلمة رياضيات، ومعلم لغة إنجليزية. المعلمات من أربع مدارس هي مدرسة أجيال ومدرسة المستقبل في مدينة جلجولية العربية، ومدرسة الغزالية في مدينة الطيبة ومدرسة النجاح في مدينة الطيرة في فلسطين الداخل.
أسئلة المقابلة وبروتوكول عقدها
تم كتابة أسئلة المقابلة المرتبطة بأسئلة الدراسة ومن ثم تحكيمها وتجريبها مع معلمة من خارج إطار العينة المبحوثة. ومن ثم تم التواصل مع أفراد العينة وعددهم 16 لتحديد مواعيد إجراء المقابلات وطلب إمكانية التسجيل للمقابلات بعد توضيح الأغراض من وراء المقابلة والتأكيد على سرية البيانات وخصوصيتها. أما أسئلة المقابلة فكانت كما يلي:
- هل كانت لك تجربة في تربية الحيوانات؟ وما هي إن وجدت؟
- حسب رأيك، هل يساعد وجود الحيوان في الصف على تحسين المهارات التعليمية، خاصة مهارات القراءة؟
- حسب رأيك، هل هناك علاقة بين التوازن العاطفي، والحركي، والاجتماعي والإدراكي ووجود حيوان في الصف سواء من خلال صورة، أو فيديو، أو قصص أو حيوان خاص في الصف؟
- ما رأيك في استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات؟
- ما هي معيقات تطبيق استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات؟
- هل من مقترح لتحسين تطبيق عملية التعلم بمساعدة الحيوانات؟
- هل يساعد التعلم بمساعدة الحيوانات في رفع الدافعية للتعلم عند الطالب؟ وضح.
تحليل البيانات
تم عقد 16 مقابلة، كل مقابلة استمرت لمدة 25-40 دقيقة، وقد تم تسجيل المقابلات ومن ثم تفريغها يدويًا. بعد تفريغ المقابلات، تم قراءتها عدة مرات واستخراج مجموعة من المحاور المتعلقة بالنتائج، مما يعني أن التحليل كان تحليلًا محوريًا. ومن ثم تم تبويب الاستجابات تبعا للمحاور وتم تدعيم المحاور بالاقتباسات من أقوالهم. وقد تم تقسيم النتائج تبعًا لثلاث مواضيع رئيسية وهي آراء المعلمين حول استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوان، ومعيقات استخدام استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات، توصيات لتطبيق استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات.
النتائج
سيتم عرض نتائج البحث ضمن المحاور الرئيسية الثلاث التي ظهرت من تحليل البيانات وهي كما وردت أعلاه.
المحور الأول: آراء المعلمين حول استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوان
أبدى معظم المعلمين المشاركين اهتمامًا كبيرًا في استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات، وذلك بسبب قرب الحيوان من الطلبة وتقبله لهم دون أي شرط. حيث أجمع المعلمون على نفس الرأي في جمل مختلفة أعطت نفس المعنى مثل “الحيوان موجود في خيال الطلبة” و”ينجذب الطلبة للحيوان” و “الدرس بوجود الحيوان يكون الفهم والتذويت أكثر” و “وجود الحيوان يجعل التعلم أكثر تعاونًا ومشاركة” و “وجود الحيوان يساعد في تقوية مهارات التواصل” و “وجود الحيوان يزيد من إبداع الطلبة في التعبير” و”يظهر عند الطلبة معرفة واسعة في علم الحيوان”.
وفي المقابل ظهرت نظرات ساخرة للوهلة الأولى في المقابلات، التي سرعان ما بينت عدم وعيهم ومعرفتهم بالاستراتيجية ومدى مردودها الإيجابي على مهارات التعلم والتواصل عند طلبة التربية الخاصة. ولكن سرعان ما ظهر اهتمام كبير عند المعلمين في استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات، وذلك لأن الحيوانات قريبة من عالم وخيال الطلبة، وهناك علاقة خاصة تبنى بين الطلبة والحيوان، وصفت بأنها “علاقة كالسحر في سرعة اندماجهم مع بعض”. وفي إحدى المقابلات أشارت معلمة والتي تخاف من الحيوان، حيث قالت: “يا أنا يا الحيوان في الصف” ورفضت التغلب على الخوف الذي يتحول إلى اشمئزاز: “لمس القطة شيء غير مقبول وصعب”
كما أوضحت انه “لا بد من غرفة خاصة لتطبيق الاستراتيجية.”
وفي مجموعة من المشاركين أشاروا إلى موضوع الإحساس بالإهانة عند الاستعانة بالحيوان مما يجعل الانتقادات قريبة من الإهانة. فخوف الطاقم واشمئزازهم من المعلم صاحب الحيوان يؤدي إلى عدم مشاركتهم في أي معلومات قد تساعد في التقدم من ناحية المهارات التعليمية عند الطلبة. وفي المقابل، عندما يستصعب المعلم في الوصول إلى طالب معين، يتوجه بأسلوب مهين للمعلم والطالب معًا، مثل “خذه عندك يمكن يفهم من الحيوان” أو “خذه يمكن الحيوان يفهم والطالب ما يفهم”، مما ينمي شعورًا بالإحباط لدى المعلم أو المعالج. والأصعب من ذلك، رغم نجاح الاستراتيجية ورؤية النتائج، فإن نظرة الأغلبية للحيوان كشيء قذر ونظرة الاشمئزاز للمعلم او المعالج صاحب الحيوان تعتبر مهينة جدًا.
أغلبية المعلمين قد سمعوا عن الاستراتيجية ومردودها الإيجابي على تطور المهارات التعليمية والإدراكية والاجتماعية للطلبة، ولكنهم لم يعرفوا كيفية الربط بين وجود الحيوان والتقدم لدى الطلبة ولم يجربوا الاستراتيجية. فقد أشار البعض إلى أن الطلبة يركزوا أكثر “بكل تركيزهم بيكونوا مع نص بحكي عن الحيوان”، وقال البعض إن التعبير يكون أقوى عندما يكون الدرس عن الحيوانات: “بصيروا نابغين”، حيث يظهر الكم الهائل من المعلومات التي يمتلكها الطلبة عن الحيوانات.
رغم كل المعلومات التي جمعها المعلمون حول المردود الإيجابي للاستراتيجية، إلا أنهم أظهروا صعوبة شديدة في تطبيقها: “على قد ما سمعت قديش الحيوان مليح لتربية الأولاد، جبت بسه وكانت شهر في البيت، بعدها ما تحملت لمسها وسقوط فروها وطلعتها”. هناك من أبدوا اهتمامًا بالاستراتيجية، ولكن بشرط أن يكون شخص مختص مسؤول عن الحيوان في الصف: “بتحملش إشي يتحرك جنبي”. وهناك من أبدوا اهتمامًا وإرادة قوية لتطبيق الاستراتيجية، حيث قالوا: “وجود الحيوان مريح لنفسية المعلم والطالب”.
ظهر عند 8 معلمات ومعلم واحد تجربة مع الحيوانات في البيت أو في المدرسة، واتفقوا على أن هناك مردودًا إيجابيًا لوجود الحيوان في الصف وله تأثير على الناحية العاطفية والاجتماعية بشكل خاص. حيث ذكروا أن “لمس الحيوان يعطي شعورًا بالدفء”، وأشاروا إلى أن ملاطفة الحيوان واللعب معه ولمسه يساعد على الهدوء والتوازن العاطفي ويخفف من الخوف. ومن الناحية الاجتماعية، يزيد التواصل والعمل التعاوني والمشاركة بين الطلبة، حيث “إدراك الطالب لنفسه من خلال معاملته مع الحيوان وردة فعل الحيوان”.
أما الـ 8 معلمات الأخريات اللواتي لم يكن معهن تجربة في تربية الحيوانات، فقد أشرن إلى عدم معرفتهن إذا كان هناك علاقة من الناحية العاطفية والاجتماعية لوجود الحيوان في الصف على الطلبة، حيث تساءلوا عن العلاقة بين الانسان والحيوان والتعلم. لكنهن ذكرن أنه عند الاستعانة في صور الحيوانات أو ذكر الحيوانات في الصف، يكون تفاعل ومشاركة الطلبة أكبر، بالإضافة إلى العمل التعاوني، لأن كل طالب يحاول المشاركة في تجاربه الخاصة مع الحيوانات، “فرحة كبيرة في وجه الطالب”.
اشترك الجميع بأن للحيوان مردودًا إيجابيًا في وجوده داخل الصف، حيث “كسر روتين” لأن الحيوان يأتي من العالم الداخلي “يرى نفسه من خلال الحيوان”، وهو جزء خاص للطالب، بالإضافة إلى حب وتقرب الطالب من الحيوان. وبالمقابل، اختلفوا في نقطة واحدة وهي وجود الحيوان والتشتت، حيث ذكر 9 معلمات ومعلم أن الحيوان يزيد من التركيز والانضباط: “بيستنوا لحتى ييجي دورهم لملاطفة الحيوان”، بينما ذكرت 7 معلمات أن الحيوان يزيد من التشتت عند الطلبة. ومن ناحية إدراكية وتطور الإدراك ومعرفة الطالب لصعوباته الخاصة، أجمع الجميع على أنها ممكن أن تتم من خلال توجيه المعلم للطالب عبر انعكاس مشاعر وتفكير الطالب على الحيوان.
لقد أعجبوا وأبدوا رأيهم في أن الاستراتيجية ممتازة “مختلفة ومميزة عن كل شيء قاموا بتجربته من قبل” وملائمة للطلبة لأنها من عالمهم الخاص “بحسوا في الأمان”. كما أشاروا إلى أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تحسن مهارات التعلم وتخفف من الخوف من خلال الانكشاف للحيوان، مما يساعد في رفع الثقة بالنفس. لكنهم في المقابل لم يعرفوا كيفية تطبيق الاستراتيجية، وكل الإجابات كانت توقعات وحسب ما سمعوا من آخرين.
باستثناء معلمتين من التربية الخاصة اللتين تعملان مع ذوي العسر التعلمي والمشاكل السلوكية، فقد شاركتا تجربتهن بوجود حيوان في الصف. المعلمة الأولى قدّمت درسًا في اللغة العربية من خلال نص عن الحيوانات البحرية، وقامت بتوزيع سمكة لكل طالب، وذكرت: “كل يوم بسألوني متى في كمان درس مع الحيوانات”. أما المعلمة الثانية، فمررت قطعة فهم مقروء عن القطط، وأحضر أحد الطلب قطته إلى الدرس. وقد أشارت المعلمتان إلى أن التفاعل والمشاركة والإبداع في التعبير والانضباط والعمل التعاوني كان أكبر بكثير مقارنةً بأي حصة بدون حيوانات، حيث قالتا: “كانت طاقتهم عالية ودافعيتهم أعلى”.
المحور الثاني: معيقات تطبيق الاستراتيجية كما ذكرها المشاركون
ظهر لدى غالبية المشاركين خوف منذ الطفولة من الحيوانات لأسباب مختلفة، منها عدم توجيه الأهل لأهمية تربية الحيوانات، وعدم تقبل الحيوانات في البيت من قبل الأهل، وتعرض المعلمة نفسها أو أحد أفراد أسرتها لهجوم مفاجئ من الحيوان، ووجود حساسية من الحيوانات، والخوف من فراق الحيوان بعد التعود عليه، وعدم وجود مؤهلات لإقامة غرفة خاصة في المدرسة، وعدم اعتراف وزارة التربية والتعليم بالاستراتيجية. مما جعل المعلمات بعيدات عن عالم الحيوان ولديهم صعوبة في تقبل تطبيق الاستراتيجية. فكان الجانب النفسي والتجربة الشخصية من أكثر المعيقات ترددا من قبل المبحوثين. فقد أشارت إحداهن إلى “بقرف ومشمئز من شوفته أما أخرى فقالت “يا أنا يا الحيوان في الصف”. “أنا بقدرش أكون مع الحيوان لحالي في الصف”.
ومن المعيقات الأخرى عدم وجود سياسات واضحة من وزارة التربية والتعليم لاستخدام مثل هذه الاستراتيجية وبالتالي عدم توفير بنية تحتية لازمة لها ليستطيع المعلمون تطبيقها: كما أشير إلى عدم وجود مؤهلات خاصة لتخصيص غرفة للحيوانات في المدرسة، وذكرت إحدى المعلمات: “بالأول وزارة التربية والتعليم لازم تعترف بالاستراتيجية”. وأيضا عدم توفير ساعات من قبل وزارة التربية والتعليم للاستراتيجية: “لا يهمهم ما المناسب للطالب”.
بالإضافة إلى عدم وجود وعي بأهمية الاستراتيجية وكيفية العمل بها: “بسمع انهن الحيوانات ملاح للولاد بس بعرفش كيف بساعدهم”. كما أجمع المشاركون على أن عدم مواكبة المعلمين للتجديدات في سلك التعليم يعد من المعيقات حيث تساءل المشاركون “كيف يعني بتطور مهارات التعليم عند الطلبة؟”. و عدم وجود طاقم مختص في الاستراتيجية.
أما بعض المشاركات فكان لهم تحفظات حول فعالية هذه الاستراتيجية فأشاروا إلى أن الحيوان قد يشتت الطلبة خلال الدرس: “بظل راسهم في الحيوان”. وعدم توفر المواد اللازمة: “أحيانًا لا يوفرون ورق للطباعة فكيف سيوفرون مساحة للحيوان ومتطلبات الاستراتيجية”.
المحور الثالث: توصيات لتطبيق استراتيجية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات
أشار أغلب المشاركين إلى أهمية الاستعانة بصور حيوانات أو أفلام حيوانات أو نصوص عن الحيوانات، والعديد من الطرق المختلفة خلال الدروس. وقالوا عن الاستراتيجية: “لو تم تطبيقها، ستكون لها سحر خاص في العلاقة بين الطالب والحيوان.” و”العلاقة بين الحيوان والطلبة تبدأ في الانفعال وتنتهي في الشغف.” ومن هنا، أعطوا عدة اقتراحات لتساعد في تطبيق الاستراتيجية:
- إقامة ورشات توعية وتدريبية وللمعلمين والمدراء.
- استكمالات للمعلمين في الموضوع.
- تأهيل طاقم مختص وملائم للاستراتيجية.
- توفير مؤهلات مادية للمدارس.
- العمل على عقد دورات تدريبية وتوعوية لأولياء أمور الطلبة
- توثيق بعض المنشورات ودمجها في النظام التعليمي.
- استكمالات للمعلمين في الموضوع.
- توفير ساعات من قبل الوزارة.
- تخصيص ساعة أسبوعية لكل معلم مع الحيوانات.
- تعاون الطلبة في الاهتمام بالحيوانات.
- دمج الاستراتيجية ضمن برنامج التعلم النشط.
مناقشة النتائج
تعد استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات موضوع واسع وجديد، وتحتاج إلى نشر الوعي وتوعية المعلمين بأهمية تطبيقها، فضلاً عن الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث من أجل التوسع في هذا المجال والوصول إلى رؤية شاملة للاستراتيجية.
أظهرت دراسة (Busch et al. 2016) أن العلاج بمساعدة الكلاب والخيل والقطط يعد مناسبًا لأنه يؤثر بشكل إيجابي على الاسترخاء وإدراك الجسم والتوازن. القطط بشكل خاص تعتبر أكثر ملاءمة لأنها عادة ما تكون أقل تكلفة وتتطلب رعاية أقل مقارنة بالحيوانات الأخرى. وأظهرت الدراسة أيضًا أن المعلمين الذين تم سؤالهم عن وجود الحيوانات في الصف أفادوا بأن هناك تأثيرًا إيجابيًا عاطفيًا، حيث إن ملمس الحيوانات وملاطفتها يساعد على تهدئة الطلاب. وأضاف أحد المعلمين أنه بعد تواجد الطلاب في حصة مع الحيوانات، أصبح الطلبة أكثر هدوءً.
وفي دراسة (Gilshtrom ,2003) تناولت الناحية الاجتماعية، حيث أشارت إلى أن الحيوانات تساعد في إنشاء علاقات اجتماعية بين الأفراد، سواء في بيئات مؤسسية أو في الشارع. الحيوانات تساعد في كسر الجمود وتسريع التواصل الاجتماعي. كما ذكر بعض المعلمين أنه من خلال استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات، وجدوا أن هناك تواصلًا وتعلمًا تعاونيًا وتعبيرًا أكبر من خلال وجود الحيوان أو حتى ذكره في صورة أو نص.
كما وضح (Verhoeven et al. 2023) أن هناك ثلاثة أنواع من تدخلات الحيوانات، مما يبين الاختلافات في دمج الحيوانات في البيئة التدريسية: يتطلب التعلم بمساعدة الحيوان من المعلم أن يكون لديه معرفة تامة من الناحية العلمية والتعليمية عن الحيوانات، خاصة تلك الموجودة في الدرس. وفي بعض الحالات، يُسمح للمعلم بعدم الإلمام الكامل بمعلومات عن الحيوان إذا كان هناك متخصص مع المعلم في الدرس. أما الفعاليات بمساعدة الحيوانات تشمل أنشطة تهدف إلى رفاهية الطلبة، مثل مشاهدة الحيوانات أو ملاطفتها أو اللعب معها. يجب أن تكون هذه الأنشطة مرتبطة بالحيوانات الموجودة مع الأطفال. وفيما يتعلق بالعلاج بمساعدة الحيوانات يتم من خلال عدة طرق مثل المحادثة، انعكاس المشاعر والتوجيه، تعليم مهارات مختلفة خلال اللقاءات، بما في ذلك المشاهدة والتجارب والأنشطة. في كل لقاء علاجي يجب أن يتم توفير علاقة أمان متبادلة بين المعالج والمعالج والحيوان، مبنية على تعلم واكتساب مهارات ومعرفة وفقًا للهدف العلاجي.
تتراوح الأهداف العلاجية أو التعليمية لهذه الاستراتيجيات بين تطوير القدرة العاطفية على التعبير، التعامل مع المخاوف، المرور بتجارب نجاح، اكتساب مهارات تفكير وتعليمية وحركية، وكذلك بناء المهارات الاجتماعية مثل تعزيز الشخصية، والثقة بالنفس، والقدرة على إدارة المشاعر، والقدرة على المشاركة، والإحساس بالآخر، وزيادة الوعي الذاتي. تشمل أيضًا غرس قيم مثل تقبل القوانين، عادات النظافة، الصبر والسيطرة على النفس.
أشارت الباحثتان إلى أن هناك بعض المعلمين الذين لم يكونوا واضحين في فهم الفرق بين الأنواع الثلاثة من التدخلات، مما أدى إلى دمج بعضها بشكل غير صحيح، وبالتالي تقليل فعالية التعلم والعلاج بمساعدة الحيوانات. كما جعل بعض المعلمين الاستراتيجية تبدو أكثر تجارية، وتحولت إلى فعاليات بمساعدة الحيوانات دون أن تستفيد من العناصر التعليمية أو العلاجية التي تقدمها.
الخلاصة
أظهرت الدراسة أن وجود الحيوان يعزز التواصل والعمل التعاوني بين الطلبة، مما يساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية داخل الصف، وتساعد الطلبة على تحقيق توازن عاطفي وتحسين سلوكياتهم، كما وجد أن التفاعل مع الحيوانات يزيد من دافعية الطلبة للتعلم، ويخلق بيئة صفية أكثر نشاطًا وحيوية. في المقابل، هناك آراء تقول إن الحيوان قد يسبب التشتت في بعض الحالات، مما يعكس التنوع في التوجهات والآراء حول تطبيق الاستراتيجية. وهناك تحديات تتعلق بتقبل المعلمين والحيوانات في بيئة الصف. كما أن بعض المعلمين أبدوا صعوبة في دمج الاستراتيجية بسبب تجاربهم الشخصية أو الخوف من الحيوانات. وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها المعلمون في تطبيق استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات، الآ أن هنالك فرصة كبيرة لهذه الاستراتيجية لتحسين المهارات التعليمية، العاطفية والاجتماعية لدى الطلبة في حال توفير بيئة داعمة وموارد إضافية لتنفيذ هذه الاستراتيجية بفعالية.
توصيات البحث
- عمل مزيد من الأبحاث والتوثيق لهذه الاستراتيجية: يجب على الباحثين مواصلة دراسة تأثير استراتيجية التعلم بمساعدة الحيوانات على الطلاب، مع التركيز على الفئات المختلفة من الطلاب مثل الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من صعوبات تعليمية.
- تدريب المعلمين ومدراس المدارس وتوعيتهم: من المهم تدريب المعلمين ومدراء المدارس على كيفية استخدام هذه الاستراتيجية بشكل فعال، بما في ذلك كيفية التعرف على احتياجات الطلبة المختلفة وكيفية توفير الدعم المناسب لهم باستخدام الحيوانات كأداة تعليمية وعلاجية. والتعرف على خصائص الحيوانات وكيفية تدريبهم على المساعدة.
- تطبيق تجريبي في المدارس: يُوصى بتطبيق الاستراتيجية بشكل تجريبي في مجموعة من المدارس المختلفة مع تقييم مستمر للنتائج. وهذا سيساعد في تحديد أفضل الطرق لاستخدامها وتوضيح الفوائد المرجوة منها.
- التعاون مع مختصين: يجب التعاون مع مختصين في مجال العلاج بمساعدة الحيوانات والتعليم التخصصي لتطوير مواد تعليمية تناسب البيئة المدرسية، مع توفير ساعات تدريب خاصة للمعلمين لتحسين مهاراتهم في تطبيق الاستراتيجية.
- إنشاء بيئة آمنة: يجب العمل على إنشاء بيئة مدرسية آمنة ومناسبة للطلبة والحيوانات على حد سواء، من خلال بناء زاوية خاصة أو غرفة مخصصة للحيوانات، وتأهيل المعلمين والطلبة للتفاعل معها بطريقة آمنة ومفيدة.
- دعم من وزارة التربية والتعليم: من الضروري أن تتبنى وزارة التربية والتعليم الاستراتيجية رسميًا وتقدم الدعم المادي والمعنوي، مثل تخصيص ساعات معينة لتدريب المعلمين وتوفير المواد اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية.
المراجع
- Busch, C., Tucha, L., Talarovicova, A., Fuermaier, A. B., Lewis-Evans, B., & Tucha, O. (2016). Animal-assisted interventions for children with attention deficit/hyperactivity disorder: A theoretical review and consideration of future research directions. Psychological Reports, 118(1), 292-331.
- Cusack, O. (2003). Pets and Mental Health. Kiryat Bialik: ACH Ltd.
- Sandt, D. D. (2020). Effective implementation of animal assisted education interventions in the inclusive early childhood education classroom. Early childhood education journal, 48(1), 103-115.
- Euronews. (2011, 10 28). Animal Assisted Education. Euronews. https://www.euronews.com/2011/10/28/talk-and-walk-and-learn-with-the-animals (accessed on 30 December 2024).
- Gilshrum, R. (2003). Special Pets for the Special Needs Population. Kiryat Bialik: ACH Ltd.
- González-Ramírez, M. T., Ortiz-Jiménez, X. A., & Landero-Hernández, R. (2013). Cognitive–behavioral therapy and animal-assisted therapy: Stress management for adults. Alternative and Complementary Therapies, 19(5), 270-275.
- Johnson, J. (2020). What to Know About Animal Therapy. Medical News Today. https://www.medicalnewstoday.com/articles/animal-therapy#how-it-works (accessed on 30 December 2024).
- Kazdin, A. E. (2017). Strategies to improve the evidence base of animal-assisted interventions. Applied developmental science, 21(2), 150-164.
- MacNamara, M., & MacLean, E. (2017). Selecting animals for education environments. In How animals help students learn. Routledge, 1, 182-196.
- Nakajima, Y. (2017). Comparing the effect of animal-rearing education in Japan with conventional animal-assisted education. Frontiers in veterinary science, 4, 85.
- Rogers, D. (2021). Study investigating the role of animals in educational settings to enhance learning and wellbeing. Nottingham Trent University. https://www.ntu.ac.uk/about-us/news/news-articles/2021/03/study-investigating-the-roles-of-animals-in-educational-settings-to-enhance-learning-and-wellbeing (accessed on 30 December 2024).
- S Shani, L. (2017). Animal-assisted dyadic therapy: A therapy model promoting development of the reflective function in the parent–child bond. Clinical child psychology and psychiatry, 22(1), 46-58.
- Verhoeven, R., Butter, R., Martens, R., & Enders-Slegers, M. J. (2023). Animal-assisted education: Exploratory research on the positive impact of dogs on behavioral and emotional outcomes of elementary school students. Children, 10(8), 1316.
- العوضي, س. (2024). العلاج بمساعده الحيوانات والعلاج الطبيعي والوظيفي. مجلة المنال. https://almanalmagazine.com (accessed on 30 December 2024).
- بومغار, ك. (2024). حمايه الحيوان في القانون الجزائري. رساله دكتوراه https://dspace.ummto.dz/handle/ummto/24249 (accessed on 30 December 2024).
- جبارين اغباريه, س., & حليحل, م. (2017). تطوير مهارات القيادة والمشاركة الاجتماعية للحفاظ على الحياه بواسطة الحيوانات. طلاب من اجل الحياة. https://meyda.education.gov.il/files/shefi/alon_baalei_haim_november_2017/yeladim_lemaan_hachaim.pdf (accessed on 30 December 2024).