حق العبادة لأهل الكتاب في القرآن الكريم

محمد الطيار1

1 جامعة يالوفا، تركيا.

بريد الكتروني: mmhmd5169@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(7); https://doi.org/10.53796/hnsj473

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/07/2023م تاريخ القبول: 17/06/2023م

المستخلص

جاء الإسلام بالحق والهداية لجميع الخلق، وكانت من مقاصده تحقيق مصالح الناس بما ينفعهم، وبيان ما عليهم من واجبات، ونظم العلاقة ضمن المجتمع المسلم بكل فئاته، وكان من هؤلاء القاطنين ضمن المجتمع أهل الكتاب من يهود ونصارى، وكانت عليهم واجبات، ولهم كذلك حقوق عديدة، منها حق العبادة حسب معتقدهم، فتناول الباحث هذا الجانب، من خلال حصر الآيات التي تكلمت عن هذا الحق، وتفسيرها بشكل موجز، وبيان مقاصد هذه الحقوق، ثم يخلص البحث لنتائج وصل إليها، مستخدما المنهج الوصفي والتحليلي في كتابة البحث.

الكلمات المفتاحية: القرآن الكريم-حق – العبادة – أهل الكتاب- الإكراه.

Research title

The right of worship for the People of the Book in the Holy Quran

Muhammad Al-Tayyar1

1 Yalova University, Türkiye.

Email: mmhmd5169@gmail.com

HNSJ, 2023, 4(7); https://doi.org/10.53796/hnsj473

Published at 01/07/2023 Accepted at 17/06/2023

Abstract

Islam brought truth and guidance to all creation, and one of its purposes was to achieve the interests of people by what would benefit them, and to clarify their duties, and regulate the relationship within the Muslim community with all its groups, and among those living within the community were the People of the Book, both Jews and Christians, and they had duties, and they also had many rights , including the right to worship according to their belief, so the researcher dealt with this aspect, by limiting the verses that spoke about this right, and interpreting them briefly, and stating the purposes of these rights, then the research concludes with the results he reached, using the descriptive and analytical approach in writing the research.

Key Words: Quran -Right- Worship – People of the Book- Coercion

المقدمة

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

فإن الله عز وجل أنزل كتابه، وأرسل رسله، بقصد هداية الناس جميعاً لدين الإسلام، من خلال المعجزات، وبيان الحجج والبراهين، والأدلة السمعية والعقلية، فانقسم البشر إلى قسمين، الأول: مؤمن برسالة الإسلام وتوحيد الرب عز وجل، والثاني: أصر على ما هو عليه من معتقدات باطلة كالشرك وعبادة الأصنام والأوثان، أو بقي على ديانته السماوية التي كانت قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتعرضت لتحريف والتبديل، ومن عظمة الإسلام وكمال تشريعاته، أنه نظم الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وكل ما يتصل بحياة الناس لكل فئات المجتمع المسلم، وكان من بين فئات المجتمع المسلم، غير المسلمين كأهل الكتاب، فجاءت آياتٌ من كتاب الله عز وجل، تبين حقوق أهل الكتاب وواجباتهم، وتوضح للمسلمين كيفية التعامل معهم، وشرعت لهم حقوق في مجال العبادة بشكل خاص، وفي هذا البحث سنتعرض أهم الحقوق التي شرعت لغير المسلمين من أهل الكتاب في المجال التعبدي، فيما يتعلق بممارساتهم الدينية واعتقاداتهم، راجين من الله التوفيق والسداد وحسن الشرح والبيان.

مشكلة البحث:

تمثلت إشكالية البحث حول بيان الحقوق الخاصة بالعبادة لأهل الكتاب ويمكن تلخيصها بالتساؤلات التالية:

ما الحقوق التي أقرها الإسلام في مجال العبادة لأهل الكتاب؟

هل كانت هذه الحقوق تحقق لهم حرية العبادة ضمن المجتمع الإسلامي؟

حدود البحث:

تتمثل حدود البحث الموضوعية بدراسة حق العبادة لأهل الكتاب من خلال آيات القرآن الكريم التي تضمنت هذا الحق بشكل خاص.

أهداف البحث:

  1. جمع كامل الآيات القرآنية المتعلقة ببيان حق العبادة لأهل الكتاب، وتفسيرها من مصادر التفسير المعتمدة.
  2. بيان وسطية الخطاب القرآني في تقرير الأحكام لجميع الناس.

منهج البحث:

اعتمدت المنهج الوصفي والتحليلي في كتابة هذا البحث.

الدراسات السابقة:

  1. حقوق غير المسلمين في الدولة الإسلامية، علي بن عبد الرحمن الطيار، دراسة في العلاقات الدولية حول الحرب والسلم، ط2/ 1427 – 2006.
  2. حقوق غير المسلمين في بلاد الإسلام، صالح بن حسين العايد، الأوقاف السعودية ط 4. ت 2008.

سبب اختيار البحث:

  1. وجود حملة تشويه مقصودة للشريعة الإسلامية وأحكامها وخاصة فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين.
  2. الامتثال لواجب المسلم في الدعوة إلى أحكام الشريعة الإسلامية من خلال إظهار وسطية وصلاحية هذه الأحكام.

خطة البحث

المقدمة وتتضمن:

ملخص البحث، الكلمات المفتاحية.، مشكلة البحث، حدود البحث، أهداف البحث، منهج البحث -الدراسات السابقة، – سبب اختيار البحث.

الفصل الأول: أهل الكتاب: ويتضمن ذكر أهل الكتاب واعتقاداتهم، ويتضمن:

المبحث الأول: تعريف أهل الكتاب لغة واصطلاحاً.

المبحث الثاني: أهل الكتاب واعتقاداتهم.

الفصل الثاني: حق العبادة، ويتضمن:

المبحث الأول: حرية الاعتقاد.

المبحث الثاني: حرية ممارسة العبادة والحفاظ على دورها.

  • الخاتمة: وتتضمن النتائج.

المصادر والمراجع.

الفصل الأول: أهل الكتاب: ويتضمن ذكر أهل الكتاب واعتقاداتهم

المبحث الأول: تعريف أهل الكتاب لغة واصطلاحاً.

أولا: التعريف بأهل الكتاب لغةً واصطلاحاً:

أهل الكتاب لغةً: لفظ أهل الكتاب مركب من كلمتين: أهل – الكتاب ، فمعنى أهل: أي أصحابه، فأهل الشيء أصحابه كأهل الدار ونحوها [1]، وبحسب الكلمة المضافة للأهل يكتمل المعنى، فإذا أضيفت إلى كلمة أخرى دلّت على رابط بين الكلمتين؛ فأهل الرجل عشيرته وقرابته وزوجته وأهل الأمر ولاته، وأهل البيت سكّانه[2]، والكتاب من الكَتْب وهو : ضمُّ أديم إلى أديم بالخياطة وفي التعارف ضمّ الحروف بعضها إلى بعض بالخطّ ، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه[3]، وحينما تضم كلمة ”أهل ” إلى كلمة ”كتاب” فيراد هنا بالكتاب التوراة والإنجيل وإيّاهما جميعا[4].

أمّا في الاصطلاح: فقد اختلف أهل العلم فيمن يدخل ضمن هذا المصطلح القرآني بين موسّع يُدخل فيه كل من كان له كتاب أو شبهة كتاب، وبين مضيّق يحصر مفهوم أهل الكتاب في ملتين فقط هما اليهود والنصارى، فذهب الحنفية إلى أن المراد بهم: كل من يؤمن بنبي ويقر بكتاب، ويدخل في ذلك اليهود والنصارى، ومن آمن بزبور داود – عليه السلام – وصحف إبراهيم – عليه السلام -, وذلك لأنهم يعتقدون دينًا سماويًا منزلًا بكتاب, وذهب جمهور الفقهاء إلى أن المراد بهم: اليهود والنصارى بجميع فرقهم المختلفة دون غيرهم ممن لا يؤمن إلا بصحف إبراهيم وزبور داود, واستدلوا لذلك بقوله تعالى: ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ [الأنعام: 156]، فالطائفتان اللتان أنزل عليهما الكتاب من قبلنا هما اليهود والنصارى, كما قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وغيرهم من المفسرين، وأما صحف إبراهيم وداود فقد كانت مواعظ وأمثالًا لا أحكام فيها، فلم يثبت لها حكم الكتب المشتملة على أحكام, قال الشهرستاني: أهل الكتاب: الخارجون عن الملة الحنيفية والشريعة الإسلامية، ممن يقول بشريعة وأحكام وحدود وأعلام، وما كان ينزل على إبراهيم وغيره من الأنبياء عليهم السلام ما كان يسمى كتابًا بل صحفاً [5].

المبحث الثاني: أهل الكتاب واعتقاداتهم.

أولاً: المعتقدات الخاصة باليهود:

1- مصادر اليهودية[6]:

– التوراة: يطلق عليه العهد القديم، وهو كتاب اليهودية الأساسي.

– التلمود: هو المصدر الثاني المقدس عند اليهود.

2- الشرك بالله:

الألوهية في بني إسرائيل لم تقم على الوحدانية الشاملة إذا رجعنا إلى توراتهم التي بين أيدينا، وإلى أسفارهم المقدسة قبل أسر بابل، وتوحيد بني إسرائيل حسبما تصوره التوراة ليس توحيداً صحيحا، وقام هذا التوحيد على الشرك، ولم يفارقه في كل عهود الرسل والأنبياء، وابتعدوا عن التوحيد إلا من عصم الله، وبخاصة بعد موت موسى عليه السلام[7].

3- موقف اليهود من مسألة الإيمان بالكتب:

آمن اليهود بالكتب التي تنزلت على أنبيائهم ورسلهم، ولكن كان دأبهم دائمًا الاستخفاف بها، تمثل بالاستخفاف بالوحي الإلهي والكتب الإلهية، مع تحريفها وتزييفها[8] .

4- موقف اليهود من مسألة الإيمان بالأنبياء:

آمن اليهود بالأنبياء الذين أرسلوا إليهم، إلا أنهم نسبوا إلى أنبيائهم ما لم يرتضه أي إنسان أن ينسب إليه، ولا يتصور صدوره إلا من سفلة الناس، وكفروا بعيسى عليه السلام، وكفروا بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولهم معه محاولات ومجادلات ومؤامرات[9].

5-إنكار اليهود اليوم الآخر :

التوراة التي بين أيدي اليهود اليوم خالية من ذكر البعث واليوم الأخر، لأن يهوه رب اليهود إله سريع الحساب والانتقام، وجزاؤه عاجل، المثوبة للمحسن في حياته والعقوبة للمسيء في دنياه[10].

ثانياً: المعتقدات الخاصة بالنصرانية:

1-مصادر النصرانية:

الكتاب المقدس ويشمل: العهد القديم ويقصد به التوراة، والعهد الجديد ويقصد به الإنجيل[11].

2-عقيدة التثليث:

قامت عقيدة النصارى على أساس التثليث في الإيمان بالله، والشرك المخالف للتوحيد الذي جاء به الإسلام، وطبيعة الله عند النصارى عبارة عن ثلاثة أقانيم متساوية هي: الله الأب، والله الابن، والله الروح القدس[12].

3-صلب المسيح والفداء:

إن صلب المسيح هو الركن الثاني من أسس العقيدة المسيحية، ويعود هذا الموضوع حسب تصور المسيحية إلى أن العدل والرحمة من صفات الله وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي ارتكبها أبوهم وطرد بها من الجنة، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر، ولم يكن هناك طريق للجمع بين صفتي العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله و وحيده، وقبوله أن يظهر في شكل إنسان وأن يعيش كما يعيش الإنسان ثم يصلب ظلما ليكفر عن خطيئة البشر[13]، وهذا كله خلاف عقيدة التوحيد في الإسلام.

4-موقف النصارى من مسألة الإيمان بالأنبياء:

لم يؤمن النصارى بجميع الأنبياء والرسل، بل آمنوا ببعضهم وكفروا ببعض وغلوا في بعض[14]، فكفروا بنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وغلو بنبي الله وعبده عيسى عليه السلام وجعلوه إله.

5-موقف النصارى من مسألة الإيمان باليوم الآخر:

بحسب نصوص العهد الجديد المتمثل بالإنجيل فإن مبدأ محاسبة الأموات موكل إلى الابن، حيث يرى المسيحيون أن الأب أعطى سلطان الحساب للابن يوم الدينونة[15].

الفصل الثاني: حق العبادة.

المبحث الأول: حرية الاعتقاد.

1- حرية الاعتقاد.

العقيدة لغة: (عقد) العين والقاف والدال أصل واحد يدل على شد وشدة وثوق، وإليه ترجع فروع الباب كلها[16].

العقيدة اصطلاحاً: هي ما يدين به الإنسان ربه وجمعها عقائد، والعقيدة الإسلامية مجموعة الأمور الدينية التي تجب على المسلم أن يصدق بها قلبه، وتطمئن إليها نفسه، وتكون يقينًا عنده لا يمازجه شك ولا يخالطه ريب، فإن كان فيها ريب أو شك كانت ظنًّا لا عقيدة[17].

مفهوم حرية العقيدة لغير المسلمين:

الإسلام هو الدين الذي أرسل الله عز وجل الأنبياء لأجل تبليغه، وأنزل الكتب، وشرع المعجزات، لدلالة على هذا الدين العظيم، وأمر به جميع الخلق من آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، ولن يُقبل من أحد أن يعتقد دينا غيره ، قال تعالى: ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ [آل عمران: 85]، وأيد هذ الدين بالأدلة والبراهين الحسية والعقلية، وأمر رسله بدعوة الناس لهذا الدين الخالد، والذي يوصل صاحبه لرضوان الله وجنته، ونهى إكراه غير المسلمين على اعتناق الإسلام، لوضوح الحق الذي جاء فيه، فمن اختاره دينا ومعتقداً وعملاً فاز برضوان الله عز وجل وجنته، ومن أبى واستكبر الدخول في الإسلام فقد خاب وخسر في الدنيا والآخرة.

1- النهي عن إكراه غير المسلمين لدخول الإسلام.

قال تعالى: ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﭼ [البقرة: 256].

نزلت هذه الآية في قوم من الأنصار، أو في رجل منهم ، كان لهم أولاد قد هودوهم أو نصروهم، فلما جاء الله بالإسلام أرادوا إكراههم عليه، فنهاهم الله عن ذلك، حتى يكونوا هم يختارون الدخول في الإسلام[18]، و قيل أنها نزلت في أهل الكتاب خاصة إذا قبلوا الجزية، لأن العرب كانوا أمة أمية لم يكن لهم كتاب فلم يقبل منهم إلا الإسلام، فلما أسلموا طوعا أو كرها أنزل الله تعالى: ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ ﰃ، فأمر بقتال أهل الكتاب إلى أن يسلموا أو يقروا بالجزية، فمن أعطى منهم الجزية لم يكره على الإسلام[19] ، وجاء في معنى الإكراه المقصود في الآية هو أن يقول المسلم للكافر: إن آمنت وإلا قتلتك فقال تعالى: ﭽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ [20]، ونفي الإكراه خبر في معنى النهي، والمراد نفي أسباب الإكراه في حكم الإسلام، أي لا تكرهوا أحدا على اتباع الإسلام قسرا، وجيء بنفي الجنس لقصد العموم نصا وهذا دليل واضح على إبطال الإكراه على الدين بسائر أنواعه، لأن أمر الإيمان يجري على الاستدلال، والتمكين من النظر، وبالاختيار[21].

2- بعد بيان الحق في اتباع الإسلام يترك الاختيار للإنسان.

جاء في موضع آخر من كتاب الله عز وجل ما يقرر موضوع الاختيار للإيمان وعدم الإكراه عليه، وترك ذلك لما يختاره الإنسان بعد بيان طريق الهدى والنجاة، وطريق الضلال والهلاك، قال تعالى: ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭼ [الكهف: 29]، يقول تعالى ذِكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم، الحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإليه التوفيق والحذلان، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فيكفر، ليس إلي من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للحقّ متبعا، وبالله وبما أنزل علي مؤمنا، فإن شئتم فآمنوا، وإن شئتم فاكفروا، فإنكم إن كفرتم فقد أعد لكم ربكم على كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته[22]، و يقصد بالحق المذكور: أي ما ذكرناه من الإيمان والقرآن، ومعنى قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، هذا على طريق التهديد والوعيد[23] كقوله: ﭽ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﭼ [فصلت: 40].

3- لماذا لا يكره أحد على الإسلام مع أنه دين حق ويجب على الجميع اتباعه؟:

-لأن الإسلام واضح جلي دلائله وبراهينه، لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا[24].

-كما أنه لا توجد حاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة آثاره، أو أمر في غاية الكراهة للنفوس، وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول، وظهرت طرقه، وتبين أمره، وعرف الرشد من الغي[25].

4- معنى التخيير في الآية:

قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ظاهر هذه الآية الكريمة بحسب الوضع اللغوي التخيير بين الكفر والإيمان، ولكن المراد من الآية الكريمة ليس هو التخيير، وإنما المراد بها التهديد والتخويف. والتهديد بمثل هذه الصيغة التي ظاهرها التخيير أسلوب من أساليب اللغة العربية[26].

5-الدعوة إلى الدين تكون بالتذكير والإرشاد إلى طريق الهداية.

أكدت النصوص الشرعية على المقصد العام في الدعوة إلى الدين وعدم الإكراه على دخوله، فقال المولى عزوجل في كتابه مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم: ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ [الغاشية: 21، 22]، التذكير يكون بالأدلة والبراهين، بالآيات والحجج، بالموعظة والحكمة ، والواجب هو التذكير في بلاغ الرسالة وأدائها، وقوله:(ﯤ ﯥ ﯦ ) هذا توجيه وتوضيح من المولى الرحيم لنبيه الكريم بأن لا يكون مسيطراً عليهم، ومكرهاً لهم، وجباراً بإلزامهم بما يريد[27]، هذا المنهج الرباني في الدعوة إلى الله أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأمر به جميع الدعاة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فالإسلام وأحكامه خالدة وباقية إلى يوم القيامة ، والمطلوب من المسلمين الدعوة إليها والتذكير بها في كل زمان ومكان، بالأدلة والبراهين لا بالإكراه والتنفير، لأن الله تعالى لما بين الدلائل على صحة التوحيد والمعاد، قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: فذكر إنما أنت مذكر وتذكير الرسول إنما يكون بذكر هذه الأدلة وأمثالها والبعث على النظر فيها والتحذير من ترك تلك، وذلك بعث منه تعالى للرسول على التذكير والصبر على كل عارض معه، وبيان أنه إنما بعث لذلك دون غيره[28].

6-الأمر الإلهي بعدم الإكراه على الايمان.

ومن سنن الله عز وجل في خلقه أن يكون منهم المؤمن ومنهم الكافر، و ولو شاء الله تبارك وتعالى أن يكون كل الخلق مؤمنين لكان ذلك بلا ريب، لكن حكمة الله اقتضت خلاف ذلك، ونهى الله عز وجل عباده من الرسل والمؤمنين أن يكرهوا غيرهم على الإسلام، فقال تعالى: ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ [يونس: 99]،وقوله: ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ يقولُ جل ثناؤه لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: إنه لن يصدقك يا محمد، ولن يتبعك ويقرّ بما جئت به إلا من شاء ربك أن يصدّقك، لا بإكراهك إياه، ولا بحرصك على ذلك ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ يقول له جل ثناؤه: فاصدَعْ بما تؤْمر، وأعرض عن المشركين الذين حقَّت عليهم كلمة ربّك أنَّهم لا يؤمنون[29].

7- مشيئة الله اقتضت اختلاف الناس في الدين الصحيح.

يقول تعالى: {ولو شاء ربك} -يا محمد -لأذن لأهل الأرض كلهم في الإيمان بما جئتهم به، فآمنوا كلهم، ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى كما قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ [هود: 118، 119] ، وقال تعالى: ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﭼ [الرعد: 31] ؛ ولهذا قال تعالى: {أفأنت تكره الناس} أي: تلزمهم وتلجئهم {حتى يكونوا مؤمنين} أي: ليس ذلك عليك ولا إليك، بل إلى الله[30] ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﭼ [فاطر: 8] .

8-لماذا جاء الإكراه بصيغة الاستفهام الإنكاري؟

لأنه لما تقرر أن الله لم تتعلق مشيئته باتفاق الناس على الإيمان بالله تفرع على ذلك إنكار ما هو كالمحاولة لتحصيل إيمانهم جميعا، والاستفهام في أفأنت تكره الناس إنكاري، فكان النبي صلى الله عليه حريصاً اشد الحرص على إيمان جميع أهل مكة، ومن يدعوهم، واستعمال كل الوسائل الصالحة لذلك، فكأنه يحاول إكراههم على الإيمان فترتب على ذلك إنكاره عليه، ولأجل كون هذا الحرص الشديد هو محل التنزيل ومصب الإنكار وقع تقديم المسند إليه على المسند الفعلي، فقيل: أفأنت تكره الناس دون أن يقال: أفتكره الناس، أو أفأنت مكره الناس، لأن تقديم المسند إليه على مثل هذا المسند يفيد تقوي الحكم فيفيد تقوية صدور الإكراه من النبيء صلى الله عليه وسلم لتكون تلك التقوية محل الإنكار. وهذا تعريض بالثناء على النبي، ومعذرة له على عدم استجابتهم إياه، ومن بلغ المجهود حق له العذر[31].

المبحث الثاني: حرية ممارسة العبادة والحفاظ على دورها.

العبادة لغة: (عبد) العين والباء والدال أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، والأول من ذينك الأصلين يدل على لين وذل، والآخر على شدة وغلظ[32].

العبادة اصطلاحاً: ما كان طاعة لله تعالى، أو قربة إليه، أو امتثالا لأمره، ولا فرق بين أن يكون فعلا أو تركًا[33].

مفهوم ممارسة العبادة ودورها.

لكل أهل اعتقاد عبادات معينة يمارسونها ويتقربون بها لمعبودهم حسب زعمهم، وهي شعائر وطقوس تمارس بشكل فردي أو جماعي ضمن المجتمع، فمنها ما يكون في بيوتهم ومع عوائلهم، ومنها ما يكون في أماكن مخصص للعبادة عندهم كالكنائس والمعبد، ولقد حدد الإسلام منهج التعامل مع هذه العبادات، وأمر المسلمين بتطبيقها في تعاملهم مع غير المسلمين، وتمثلت هذه الأوامر بآيات بينات واضحات في كتاب ربنا العزيز.

1-النهي عن سب آلهة غير المسلمين.

قال تعالى: ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ [الأنعام: 108]، يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين به: ولا تسبُّوا الذين يدعو المشركون من دون الله من الآلهة والأنداد، فيسبَّ المشركون اللهَ جهلا منهم بربهم، واعتداءً بغير علم[34]، قال ابن عباس: لما نزلت: ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ [الأنبياء: 98] ، قال المشركون: يا محمد لتنتهين عن سب آلهتنا أو لنهجون ربك، فنهاهم الله تعالى أن يسبوا أوثانهم، وقال قتادة: كان المسلمون يسبون أصنام الكفار، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك، لئلا يسبوا الله فإنهم قوم جهلة[35].

2- عدم سب آلهة غير المسلمين لاستدراجهم للهداية والابتعاد عما ينفرهم.

نهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يسبوا أوثانهم، لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا[36] ، وقد يحملهم على ذلك انتصارهم لآلهتهم وشدة غيظهم لأجلها، فيخرجون عن الاعتدال إلى ما ينافي العقل كما يقع من بعض المسلمين إذا اشتد غضبه وانحرف فإنه قد يلفظ بما يؤدي إلى الكفر نعوذ بالله من ذلك[37].

3-لماذا نهى الله عز وجل سب آلهة غير المسلمين مع أنه في الأصل هي معبودات باطلة؟

-نهى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، لما يترتب على ذلك مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين[38].

– في هذا النهي تعليم لجميع المسلمين على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فمعبود الكفار باطل يقينا، وإهانته وتحقيره أمر مشروع من حيث الأصل، لكن قد يقابله من الطرف الآخر سفه وفجور وتعدي على المعبود الحق للمسلمين، فيكون ذلك سببا وذريعة لأهل الكفر في سب وشتم المسلمين وربهم عز وجل، فنهى الله المؤمنين عن أمر كان جائزا، بل مشروعا في الأصل[39].

– لما كان هذا السب طريقا إلى سب المشركين لرب العالمين، الذي يجب تنزيه جنابه العظيم عن كل عيب، وآفة، وسب، وقدح نهى الله عن سب آلهة المشركين[40].

4-النهي عن سب آلهة غير المسلمين ليس معناه بيان صحة هذه المعبودات الباطلة.

وهذا لا يعني الامتناع عن الدعوة إلى الدين وبيان زيف وبطلان معبودات الكفار، بل هو التدرج والحكمة وتقديم المصلحة في الترغيب بالدعوة الحق، ويحقق ما قلناه أن ليس المقصود من الإعراض ترك الدعوة، بل المقصود الإغضاء عن سبابهم وبذيء أقوالهم مع الدوام على متابعة الدعوة بالقرآن، فإن النهي عن سب أصنامهم يؤذن بالاسترسال على دعوتهم وإبطال معتقداتهم مع تجنب المسلمين سب ما يدعونهم من دون الله[41].

5-دور العبادة المخصصة لغير المسلمين.

تطرقت النصوص الشرعية لموضوع دور العبادة لغير المسلمين، الموجودة في المجتمع الإسلامي، وبالرغم من أن هذه الدور مخصصة لعبادة غير الله، ولا يحبها الله عز وجل، إلا أن الله عز و جل ذكر في القرآن الكريم هذه الدور ، وأشار إلى التعامل معها فقال تعالى: ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [الحج: 40] ، تطرق المفسرون إلى هذه الآية بالكشف والبيان عن معانيها، وتعدد أوجه التفسير لها، وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: لهدِّمت صوامع الرهبان وبِيَع النصارى، وصلوات اليهود، وهي كنائسهم، ومساجد المسلمين التي يذكر فيها اسم الله كثيرا[42]، ومعنى الآية ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض بالمجاهدة وإقامة شرائع كل ملة لهدم في شريعة كل نبي مكان صلاتهم، لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى البيع والصوامع، وفي زمن محمد صلى الله عليه وسلم المساجد. وقال ابن زيد: أراد بالصلوات صلوات أهل الإسلام فإنها لا تنقطع إذا دخل العدو عليهم. ولينصرن الله من ينصره، يعني: ينصر دينه ونبيه، إن الله لقوي عزيز[43].

6-أضاف الله الدفاع إليه.

هو إذنه لأهل دينه بمجاهدة الكفار فكأنه قال تعالى: ولولا دفاع الله أهل الشرك بالمؤمنين، من حيث يأذن لهم في جهادهم وينصرهم على أعدائهم لاستولى أهل الشرك على أهل الأديان وعطلوا ما يبنونه من مواضع العبادة، ولكنه دفع عن هؤلاء بأن أمر بقتال أعداء الدين ليتفرغ أهل الدين للعبادة وبناء البيوت لها[44].

7-جمع الله بين مواضع عبادات اليهود والنصارى وبين مواضع عبادة المسلمين.

قيل أن المراد بهذه المواضع أجمع مواضع المؤمنين، وإن اختلفت العبارات عنها، وقيل: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدم في شرع كل نبي المكان الذي يصلى فيه، فلولا ذلك الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس التي كانوا يصلون فيها في شرعه، وفي زمن عيسى الصوامع، وفي زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المساجد فعلى هذا إنما دفع عنهم حين كانوا على الحق قبل التحريف وقبل النسخ[45].

8- المنع من هدم كنائس أهل الذمة.

تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة وبيعهم وبيوت نيرانهم، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها[46].

9-دور العبادة قائمة على ذكر الله عز وجل.

{يُذْكَرَ فِيهَا} أي: في هذه المعابد {اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} تقام فيها الصلوات، وتتلى فيها كتب الله، ويذكر فيها اسم الله بأنواع الذكر، فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لاستولى الكفار على المسلمين، فخربوا معابدهم، وفتنوهم عن دينهم، فدل هذا أن الجهاد مشروع، لأجل دفع الصائل والمؤذي، ومقصود لغيره، ودل ذلك على أن البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله، وعمرت مساجدها، وأقيمت فيها شعائر الدين كلها، من فضائل المجاهدين وببركتهم، دفع الله عنها الكافرين، قال الله تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}[47].

10-دفاع المسلمين عن دور العبادة هو دفاع عن جميع ما خصص للعبادة.

أذن الله للمسلمين بقتال ودفع المشركين عنهم، ثم أتبع ذلك ببيان الحكمة في هذا الإذن بالدفاع، بأنه دفاع عن الحق والدين ينتفع به جميع أهل أديان التوحيد من اليهود والنصارى والمسلمين، وليس هو دفاعا لنفع المسلمين خاصة، فلولا دفاع الناس عن مواضع عبادة المسلمين لتعدى المشركون ولتجاوزوا فيه المسلمين إلى الاعتداء على ما يجاور بلادهم من أهل الملل الأخرى، وهدموا معابدهم من صوامع، وبيع، وصلوات، ومساجد، يذكر فيها اسم الله كثيرا، قصدا منهم لمحو دعوة التوحيد ومحقا للأديان المخالفة للشرك[48].

الخاتمة:

النتائج.

بعد ختام البحث بفضل الله وتوفيقه، نلخص نتائج البحث بالنقاط التالية:

1- كانت الآيات القرآنية التي نصت على حقوق غير المسلمين في غاية الوضوح من حيث اللفظ والدلالة، دون اللجوء لتأويلات أو تفسيرات لغوية مختلف عليه، أو ذات دلالات متعددة.

2 – اهل الكتاب هم من ينتسبون من حيث الأصل إلى كتاب سماوي وأرسل لهم أنبياء ورسل، وتبقى منهم اليوم اليهود والنصارى.

3-إقرار حرية الاعتقاد لغير المسلمين بمعنى عدم إكراههم على دخول الإسلام بالقوة والإجبار، وليس بمعنى التخيير والتزكية.

4- دين الإسلام هو الدين الوحيد الذي أرسل الله الرسل لأجل تبليغه، وهو دعوة جميع الأنبياء، ولن يقبل من أحد اعتقاد دين آخر سماوي أو من وضع بشر، والدعوة إليه قائمة لقيام الساعة بالحجج والبراهين، والشواهد السمعية، والحسية، والعقلية.

5- سمح الإسلام لأهل الكتاب بممارسة شعائرهم دون التعرض لها، إذا انقادوا للحكم الإسلامي بشكل عام.

6- حفظ الإسلام لغير المسلمين دور العبادة الخاصة بهم، ولم يتعرض لها بأذى.

المصادر والمراجع:

1- القرآن الكريم.

2-ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط: الثانية، 1420هـ /1990 م.

3-القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين ، الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية ،القاهرة، ط: الثانية، 1384هـ /1964 م.

4-الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي أبو جعفر ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري )، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر، ط : الأولى، 1422 هـ / 2001 م.

5- السعدي، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله ، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: الأولى، 1420هـ /2000 م.

6- عمر، أحمد مختار عبد الحميد ، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، ط : الأولى، 1429/2008.

7-مجمع اللغة العربية ، المعجم الوسيط، دار الدعوة، القاهرة.

8- الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب ، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، دمشق، ط: الأولى، 1412 ه.

9- وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية، دار الصفوة، مصر، ط: الأولى، 1404 / 1427 هـ.

10-مناهج جامعة المدينة العالمية، الأديان والمذاهب، جامعة المدينة العالمية.

11- أحمد عبد الغفور عطايا، الديانات والعقائد في مختلف العصور، مكة المكرمة، ط : الأولى، 1401 هـ/1981.

12–السعدي، طارق ، مقارنة الأديان/ دراسة في عقائد ومصادر الأديان السماوية والأديان الوضعية، دار العلوم العربية، بيروت، ط: الأولى، 1425هـ/ 2005م.

13-الصلابي، علي، الوسطية في القرآن الكريم، مكتبة الصحابة، الشارقة، ط: الأولى، 1422هـ/ 2001م.

14– ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، 1399هـ / 1979م.

15- ملكاوي ، محمد أحمد محمد عبد القادر خليل ، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، مكتبة دار الزمان، ط: الأولى، 1405 / 1985.

16- البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي، معالم التنزيل في تفسير القرآن ، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي ، بيروت، ط:الأولى ، 1420 هـ.

17- أبو حيان، محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، البحر المحيط في التفسير ، تحقيق: صدقي محمد جميل ، دار الفكر، بيروت، 1420هـ.

18– ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، الدار التونسية للنشر، تونس، 1984م.

19- الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي ، بيروت، ط الثالثة، 1420 هـ..

20- الشنقيطي، محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، دار الفكر بيروت، 1415 هـ / 1995.

21- القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، العدة في أصول الفقه، ت: د أحمد بن علي بن سير المباركي، ط2 1410 – 1990،

الهوامش:

  1. ينظر: عمر، أحمد مختار عبد الحميد، معجم اللغة العربية المعاصرة، (عالم الكتب، 1429/2008) الطبعة 1، 1/ 135؛ ينظر: مجمع اللغة العربية بمصر، المعجم الوسيط، (دار الدعوة)، 1 /31.
  2. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، 1 / 31.
  3. الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، (دمشق: دار القلم، 1412)،الطبعة 1، ص 699.
  4. الأصفهاني، المفردات، ص 699؛ مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط، 2 / 775.
  5. الكويت، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، (مصر: دار الصفوة، 1404 – 1427 هـ)، 15 / 166-167.
  6. يُنظر: جامعة المدينة، الأديان والمذاهب ، 106- 120
  7. عطايا، أحمد عبد الغفور ، الديانات والعقائد في مختلف العصور، (مكة المكرمة، 1401ه/1981م) الطبعة1، 2 / 201.
  8. جامعة المدينة، الأديان والمذاهب، 165.
  9. جامعة المدينة، الأديان والمذاهب، 181.
  10. المصدر السابق، 2 /240.
  11. طارق السعدي، مقارنة الأديان، 190.
  12. طارق السعدي، مقارنة الأديان، 176.
  13. طارق السعدي، مقارنة الأديان، 181-182.
  14. الصلابي، علي الصلابي، الوسطية في القرآن الكريم، (الشارقة: مكتبة الصحابة، 1422هـ/ 2001م)، 286.
  15. طارق السعدي، مقارنة الأديان، 189.
  16. ينظر: ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون (دار الفكر: 1399هـ /1979م)، 4/ 86.
  17. ملكاوي، محمد أحمد محمد عبد القادر خليل، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، (مكتبة دار الزمان، 1405 /1985)، الطبعة 1 ، 20.
  18. الطبري، جامع البيان ، 5/ 407.
  19. ينظر: البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء الشافعي، معالم التنزيل في تفسير القرآن ، تحقيق: عبد الرزاق المهدي ( بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1420 هـ )، الطبعة: 1، 1 /350.
  20. يُنظر: الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، (بيروت: دار إحياء التراث العربي،1420 هـ)، الطبعة 3، 7 /15.
  21. ابن عاشور، محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، (تونس: الدار التونسية للنشر،1984م)، 3 / 26.
  22. الطبري، جامع البيان، 18 / 9-10.
  23. البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن،3 /189.
  24. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 1 / 682.
  25. السعدي، تيسير الكريم الرحمن، 111.
  26. الشنقيطي، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، 3 / 266.
  27. ينظر: الطبري، جامع البيان ، 24 / 389.
  28. الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، 31 / 146.
  29. الطبري ، جامع البيان ، 15 / 213.
  30. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4 / 298.
  31. ينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير، 11 / 293.
  32. ابن فارس ، مقاييس اللغة، 4 / 205.
  33. القاضي أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء، العدة في أصول الفقه، تحقيق: د أحمد بن علي بن سير المباركي، ( 1410/1990) الطبعة2 ، 1/ 163.
  34. الطبري، جامع البيان ، ج12 ص 33.
  35. البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، 2 / 150.
  36. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 7 /61.
  37. أبو حيان، البحر المحيط في التفسير، 4 / 611.
  38. ينظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 3 / 314.
  39. ينظر: السعدي، تيسير الكريم الرحمن، 268.
  40. السعدي، تيسير الكريم الرحمن، 268.
  41. ابن عاشور، التحرير والتنوير، 7 / 427-428.
  42. الطبري، جامع البيان ، 18 /650.
  43. البغوي، معالم التنزيل في تفسير القرآن، 3 / 343.
  44. ينظر: الرازي، مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ، 23 / 229.
  45. المصدر السابق ، 23 / 229.
  46. ينظر: القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 12 ص 70 .
  47. السعدي ، تيسير الكريم الرحمن، 539.
  48. يُنظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير ، 17 / 276.