تاريخ الأمير مادبو على عبدالحميد احد امراء الثورة المهدية

الدكتور/ سعد صديق حامد1

1 عميد كلية التربية جامعة الضعين، السودان.

بريد الكتروني: elssadigali165@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3233

تنزيل الملف

تاريخ النشر: 01/02/2022م تاريخ القبول: 25/01/2022م

المستخلص

ألقت الدراسة الضوء علي شخصية الأمير مادبو علي احد امراء الثورة المهدية و زعيم الرزيقات ثم وقوفه مع الثورة المهدية و أول من أشعل نارها بجنوب دارفور ودوره في انهيار الحكم التركي المصري، ثم الخروج و التمرد ضد سلطة الخليفة عبد الله و الذي انتهي بمقتل مادبو علي ـ ثم تهجير ابنه موسي مادبو وقبيلته إلي أمدرمان عاصمة المهدية.

أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:

1/ الأمير مادبو بعد هجرته الي قدير عاد أميراً علي دارفور وقد ساعد في تقويض النظام التركي المصري.

2/ تمرد مادبو بالرزيقات وبعض القبائل العربية من أصعب التحديات التي واجهت الخليفة عبدالله في غرب السودان بعد وفاة المهدي .

3/ نجح الخليفة عبدالله في إستعداء القبائل ضد مادبو وخاصة القبائل العربية.

Research title

The history of Prince Madbo Ali Abdel Hamid, one of the princes of the Mahdia revolution

Dr. Saad Siddiq Hamed 1

1 Dean of the Faculty of Education, El Daein University, Sudan.

Email: elssadigali165@gmail.com

HNSJ, 2022, 3(2); https://doi.org/10.53796/hnsj3233

Published at 01/02/2022 Accepted at 25/01/2021

Abstract

The study’s primary purpose was to investigate the character of Prince Madibo Ali Rizeigat leader, then he stood with thee Mahdist revolution is the first to set fire to South Darfur and his role in the collapse of the Turkish – Egyptian rule, and then go out and rebel against the authority of the Caliph Sudan. Abdullah, which ended with the killing of Madibo who ended in the displacement of his son and his tribe to the city of Omdurman the capital of Mahdia. In this research, historical and descriptive method was employed. The study reached the following results: after his emigration to Kadeer, Madibo returned as a prince to Darfur. Madibo rebellion with rizigat and some Arab tribes of the most difficult challenges faced by Caliph Abdullah after the death of the Mahdi in western Sudan. Seeking to antagonize the tribes against Madibo, especially the Arab tribes. As a result, researchers are recommended to undertake similar research of Prince Madibo Ali Rizeigat leader at the national level and develop all-embracing and superior findings.

المقدمة:

تقع دار الرزيقات في أقصى الجنوب الشرقي لولايات دارفور في منطقة تحد شرقاً بقبيلة حمر والبؤتي ، ومن الغرب بدار الهبانية ومن الشمال بالبرقد ومن جهة الجنوب بقبائل الدينكا ببحر الغزال بجنوب السودان

قبيلة الرزيقات من أكبر القبائل العربية التي تقطن إقليم دارفور هي تنحدر من رزيق بن عطية بن حارث بن عمرو بن الحارث ، وقد كان عطية جد رزيقات في نفس القافلة التي تفرعت منها قبيلة البني هلبة وتحت نفسي الرئيس الذي يدعي جمعان وهو كان رئيساً لعطية وبني هلبة عندما دخلت القافلة العربية دار برقو ثم بعد ذلك توجهت نحو دارفور .

الرزيقات أبرز القبائل في السودان في الصفات الحربية بل ومن أكثر القبائل نزوعاً الي الحرب ، وقد ساعد حكم نزعتهم الحربية علي تأسيس أوطانهم في البلاد الجديدة التي دخلوها كما مكنتهم من الدفاع عن هذه الديار .

تاريخ دخول الرزيقات عطية يكتنفه الغموض وقد تعارضت الآراء حول دخولهم لدرافور، ولكن يكاد يتفق المؤرخون علي أن طوائف ضخمة من العرب و الذين كان بينهم عطية جد الرزيقات ،لابد أن تكون قد سلكت الطريق المؤدي من صعيد مصر الي شمال كردفان و دارفور ، متابعين النيل او محازيين له .

نزحت قبيلة الرزيقات من شمال دارفور الي مواطنها الحالية بشرق دارفور ضمن القبائل العربية البدوية التي تحولت من سعاية الأبل الي سعاية الأبقار منذ القرن السادس عشر الميلادي وهم منتشرون علي طول الحزام الأوسط من جمهورية تشاد وعلى الجزء الغربي من السودان بكردفان ودارفور.

تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء علي شخصية الأمير مادبو علي زعيم الرزيقات وابراز دوره وحماسه لمؤازرة الثورة المهدية ثم خروجه متمرداً علي المهدية و دوره في إيواء الساخطين علي حكومة الخليفة عبدالله التعايشي .

أهداف الدراسة :ـ

التعرف علي شخصية الزعيم و الأمير مادبو علي ابراز دوره النضالي ضد ضيم المهدي ثم الخليفة عبدالله التعايشي .

التعرف علي الأثر الذي تركه تمرده ضد المهدية ودور علاقاته الشخصية مع زعماء القبائل العربية في جنوب دارفور

منهج الدراسة :

اعتمدت الدراسة علي المنهج التاريخي و الوصفي التحليلي الذي ينظر للظاهرة الاجتماعية علي أنها محصلة تفاعلات متعددة ، لإيجاد علاقة بين الماضي والحاضر مما يساعد علي تفسير الظواهر عبر الأزمنة ، ملتزماً للعمليات الأولية فيما توفر من وثائق ومراجع بدار الوثائق المركزية .

كانت قبائل دارفور من أوائل القبائل التي انضمت إلي الثورة المهدية و آزرتها ومن بين هذه القبائل قبيلة الرزيقات بقيادة زعيمها مادبو علي عبد الحميد الذي قام بتلبية الدعوة دون وجل أو خوف .

لقد كانت للرزيقات دوافعهم وراء الانخراط في المهدية أولها الحكم المركزي الذي كان مطبقاً في العهد التركي إذ خضع شيوخ القبائل لمديري المديريات ونوابهم بعد أن كانوا سادة بين قومهم ، كما أن محاربة الحكومة لتجارة الرقيق أفقدت القبائل العربية في تلك المناطق مصدراً مهما من مصادر الربح و الغنيمة خاصة أن أرض القبائل العربية بدارفور تتصل مباشرة بمصادر الرقيق في بحر الغزال 1 ، ومن هنا نشأ ارتباطهم بالإتجار فيه فكانوا يتخذون من زنوج تلك المنطقة عبيداً لرعي أبقارهم وخدمة بيوتهم2 ، إضافة الي الضرائب الباهظة التي ألزمت الحكومة التركية قبائل دارفور بدفعها ، كما ساعدت الظروف المعيشية علي امتهان الحرب وأعمال الفروسية فهم يغيرون حبا في القتال ، وقد وجدوا في جيرانهم من القبائل غير العربية فريسة سهلة يفترسونها متى ما ضاقت بهم ظروف العيش3 لاشك إن الدوافع الأساسية التي دفعت الرزيقات وحلفائهم من القبائل العربية لمناصرة المهدية وهو الرغبة الملحة في التحرر من الحكم التركي و استعادة ما فقدوه خلال ذلك العهد ، فلم يكن الدافع قوة الإيمان بالله ولا صفاء العقيدة ولا دوافع القومية السودانية بل الإعتقاد بإمكانية استرداد سيادتهم في كنف المهدية4 ، علي ضوء هذا الأمل و الدوافع البراقة استطاعت هذه القبائل أن تعقد لواء معارضة الحكم التركي ـ المصري في غرب السودان لمادبو علي زعيم الرزيقات الذي كان أول من أوقد نار الثورة في دارفور و هاجر إلي المهدي في قدير بعد أن ترامت إلي أسماعه إنتصارات الثورة في الجزيرة ابا ، فحضر معه واقعة ألشلالي5 التي أبلي فيها بلاء حسناً فعاد منها أميراً علي دارفور من قبل المهدي فرفع راية المهدية ، لقد تكبد مادبو المشاق في سبيل تحقيق الإمارة التي خلعها عليه المهدي

والتي ما كانت سوى أمل جعله مادبو بمجهوداته حقيقية واقعة بعد أن رفع راية الجهاد ضد التركية في دارفور لكي يحقق ذلك الامل5.

عاد مادبو ألي دار الرزيقات وقد طلب منه سلاطين باشا مقابلته فرفض مادبو ومن هنا أيقن سلاطين أن جميع قبائل دارفور قد خرجت علي الحكومة و أنها تنوي الإنضمام للمهدي . عقد مادبو اجتماعات مع الرزيقات والمعاليا وفي أيام قليلة إستطاع مادبو علي من جمع المئات من قبيلتي الرزيقات والمعاليا وبعض أفراد من القبائل العربية الأخرى وهجم بهم علي حامية شكا التي كانت عليها يوسف أفندي قومنداناً وقد إستعصت في بادئ الأمر علي مادبو ولكن إستطاع هزيمتها6.

عند وصول الخبر إلي سلاطين باشا أسرع الي دارا7 فاخذ بعض العساكر وقصد مادبو الذي كان معسكراً بمنطقة الضعين ، فنزل بالقرب منه وأقام زريبة من الشوك وتحصن فيها ، وقد كان بين مادبو وسلاطين مودة قبل المهدية فكتب مادبو إليه ينصحه بالتسليم ويقول :” إن البلاد كلها أصبحت للمهدية و الأجدر بك أن تسلم فتسلم وإلا فلا بد لي من محاربتك و إن كنت صديقي8“. كما أن مادبو روى لسلاطين في خطابه اندحار جيش الشلالي وتظاهر سلاطين بعدم الإهتمام لما جاء في خطاب مادبو ولكنه أحس أن الأرض تهتز من تحت قدميه فقرر التراجع الي دارا خوفاً من إغارة مادبو عليه وليس معه من الجنود و السلاح ما يمكنه من ملاقاته في ساحة الحرب وقد أرسل مائة وخمسون من جنوده وكمية من الذخيرة كإمداد لحماية شكا9

إستطاع الثوار بقيادة مادبو تحقيق النصر المبين حيث تمكن مادبو بالظفر بثلاثمائة بندقية وقدر من الذخيرة فازداد مادبو قوة وجرأة بينما اتضح للناس ضعف الحكومة ، فأنضم إلي صفوفه أناس أخافتهم في السابق سطوة الحكومة وجبروتها10.

تراجع سلاطين بقواته إلي دارا حيث أيقن أنه لا يستطيع مقاومة مادبو أو الانتصار عليه ، وقد كان الأنصار يقومون بهجمات مستمرة ولكن دون أن ينالوا منه ، وأخيراً

إستطاع سلاطين من الوصول إلي دارا ومن هناك أخذ يعد العدة لتجهيز حملة يستطيع بها دحر مادبو ويعيد هيبة الدولة وسلطتها ، فطلب نجدة من الخرطوم .

كانت أنباء هزيمة سلاطين سبقته الي دارا وقد تبين له أثر الأنباء علي وجوه أهلها وذلك من خلال الوجل والخوف الذي تجلي ، وقد إنتشرت سحابة الخوف و الشك في قدرة الحكومة في معالجة الموقف المتأزم ، فأهل دارا يعرفون ما صنعه مادبو بجنود سلاطين ، كما أنهم يتابعون إنتصارات المهدية في كردفان وحصار مدينة الأبيض ، كما أن أخبار إنتشار الثورة في دارفور تأتيهم أولا بأول11 . بدأت الأحداث تتوالي علي سلاطين خاصة عندما تنكر له محمد احمد أبو سلامة زعيم المعاليا ووقف في صف مادبو بعد أن قويت شوكته و تأكد أن أبوسلامة كان يقف مع سلاطين في بداية الأمر بسبب خوفه من بطش الحكومة و حرصه علي منصبه ، وقد أعجبته إنتصارات مادبو علي ورأي في وقوفه مع المهدية و مناصرتها فرصة أكبر للزعامة و المجد ، وبالتالي لا مجال لوقوفه لمساندة دولة آيلة للسقوط 12.

لقد زاد غم سلاطين بعد انسحاب منصور حلمي أحد ضباطه من شكا الذي كان تعليله لذلك الانسحاب بعدم وصول نجدة سريعة له في شكا13 ونتيجة لهذا الانسحاب تمت السيطرة الكاملة لمادبو على إقليم شكا ، مما زاد من تفاقم الصعوبات التي واجهت سلاطين14 .

لعبت الخلافات القبلية دوراً كبيراً في تكييف الأحداث بدارفور ، لأن غالبية قوات سلاطين كانت من القبائل غير العربية الذين عرفوا غارات القبائل العربية و البقارة علي وجه الخصوص ، وقد تخوفوا من سيطرة الأنصار علي أراضيهم في حالة نجاح الثورة المهدية15 .

أدي ترامي الأخبار إلي دارفور عن إنتصار الأنصار علي حملة هكس و إبادتها في معركة شيكان إلي دعم موقف مادبو فرفع الأهالي رؤوسهم إلي الثورة مما دفعهم. للمجاهرة بالعداء وخلع طاعة الحكومة ، فاجتمع جيش كبير من الثوار وحاصروا سلاطين في دارا مما دفعه لجمع ضباطه وسائر الموظفين الذين رأوا عجزهم عن التصدي لتلك الجموع المتدفقة من الثوار، وأنهم إذا قدر لهم أن يدفعوا فإن الحكومة لا تستطيع إيصال نجدة لهم وفك حصارهم خاصة بعد هلاك حملة هكس ، فتقلص نفوذ الإدارة التركية ، فكتب سلاطين باشا إلي المهدي عرض فيه التسليم على شرط أن يكون الموظفين آمنين علي أرواحهم و أموالهم16

إستدعي المهدي محمد خالد زقل الذي كان نائباً لسلاطين وأنضم للمهدي فكتب له منشوراً بالولاية علي دارفور من قبله وأوصاه بمصادرة أموال الموظفين عدا سلاطين الذي أوصاه بإكرامه17 .

تراجع حماس مادبو عن المهدية:

بعد معركة شيكان مباشرة تغير الموقف حيث بدأ مادبو في التراجع عن الحماس الدافق الذي بدأ به مسيرته مع المهدية ولعل ذلك يعود إلي أن المهدي عين محمد خالد زقل ابن عمه الدنقلاوي أميراً عاما علي دارفور18 تجاهلا لمكانة مادبو و مجهوداته الجبارة التي بذلها حتى تُوجهت باستسلام سلاطين و إنهيار نظام الحكم التركي ، بل أصبحت دارفور بأكملها نصيراً وحليفاً للثورة المهدية .

هذا التجاوز والتخطي غير الموقف وغير المناسب حز في نفس مادبو وأضعف حماسه تجاه المهدية فهل كان المهدي مصيباً في اتخاذ ذلك القرار ؟ ربما هدف المهدي الاستفادة من خبرة محمد خالد زقل الإدارية أو لصلة القرابة التي تربطه بالمهدي وربما أن مادبو في نظر المهدي لا يعدو ان يكون شيخ قبيلة ظاعنة لا يملك ما يملكه زقل من خبرات واسعة وقدرات إدارية إكتسبها إبان عمله مع الحكومة التركية مديراً لدارفور بالإنابة . لهذا ربما فضل المهدي بتعيينه ولم يهتم بالنتائج المترتبة علي ذلك في المستقبل البعيد ، أما مادبو فانه آثر الإنزواء مبتعداً عن مسرح الأحداث 19 .

بعد أن سلمت دارا و الفاشر عاد مادبو الي باديته في شكا ، خاطب الخليفة عبد الله مادبو الحضور بقبيلته تلبية لدعوة الجهاد في سبيل الله المتمثل في احتلال الخرطوم بعد محاصرتها ،فلم يعر مادبو الأمر إهتماما فأرسل إليه الخليفة خطابا حمله فيه مسؤوليته عدم هجرة الرزيقات20. أما محمد خالد زقل فإنه بعد استسلام الفاشر بدأ في ترتيب إدارة دارفور وتنظيمها و أخذ ينشر رسالة المهدي بين الأهالي وقد مكنته خبراته الإدارية ، مستفيدا من معرفته وعلاقاته عندما كان تاجراً وموظفاً بدارفور ، كما انه كان ملماً بعادات وطبائع السكان وقد اتبع زقل في بسط نفوذ المهدية أساليب إختلفت بإختلاف الأشخاص الذين خاطبهم أو القبائل التي أراد إدخالها في طاعة المهدية ، وقد استهل زقل عهده بارسال الكتب الي القبائل والسلاطين ، يدعوهم فيها لقبول المهدية والهجرة اليه ، وقد بشرهم بالعدل والرحمة فأتته الوفود مبايعة21 . بعد إنتقال مركز حركة المهدية إلي ام درمان ووفات المهدي بها ، لم يعد للعامل الديني نفس الحماس الذي اتخذه في بداية الثورة و قبل وفاة المهدي ، كما أن قوة الإندلاع قد تراجعت عن تلك الجموع التي أيدت حركة المهدية ووقفت معها . عاد عدد كبير من تلك القبائل إلي ديارهم و أوطانهم وخاصة قبائل البقارة22 . جدد الخليفة عبدالله طلبه لمادبو علي للحضور بقبيلته مهاجراً الي أمدرمان أما إذا لم تستطيع قبيلته الهجرة فعليه أن يهاجر بنفسه الي امدرمان 23.ربما كان هدف الخليفة فصل مادبو عن قبيلته غير أن مادبو علي اتخذ جانب من الخداع فأظهر عزمه علي الهجرة غير أنه أبدى بعض الأعزار مثل عدم وجود المياه بجهة (دينقا)* كما انه طلب من الخليفة السماح له بالتوجه عبر بحر العرب ، اذا كان سوف يهاجر بمفرده ، اما اذا كان طلب الخليفة يشمل القبيلة بكاملها فلابد من انتظار موسم الخريف حتي تتوفر المياه لهم . يعود اهتمام الخليفة عبدالله لتهجير قبائل البقاره إلي عدة أسباب :

أولاً : لم يكن مطمئناً إلي قبائل أولاد البلد وكان حريصاً علي ترحيل قبائل البقارة لتعزيز موقفه 24

ثانياً : لقد اشترك هؤلاء بنصيب وافر من معارك المهدية الأولي ولم تكن لهم ارتباطات سابقة بالطرق الصوفية قد تؤثر في اعتقادهم بالمهدية25 .

ثالثاً : كان تصميمه علي ترحيل القبائل العربية من ديارهم البعيدة بجنوب دارفور الي أمدرمان ، لتأمين مركزه وحماية سلطاته من مؤامرات الأشراف وغدر سكان النيل بجانب إشتراكهم في الجهاد .

رابعاً : السيطرة علي الزعامات القبلية وعلي قبائل بعينها .وقد كان الخليفة يعلم أن كثيراً من زعماء القبائل اجبروا علي اتباع المهدية عندما لم يجدوا مهرباً من الانقياد و التسليم لها وقد وفي بقائهم في ديارهم خطرا علي دولته ، وخاصة أنهم مازالوا يحنون الي الجاه و السلطان الذي فقدوه26 .

كتب محمد خالد زقل خطابا الي الخليفة عبدالله وضع فيه أن طلب زعماء الرزيقات و المعاليا بتأجيل الهجرة ما هو الا حيلة ورغبة منهم في عدم مغادرة ديارهم ، كما أوضح للخليفة ان انسب الأوقات هي تلك الأيام لا اعتدال الطقس وتوفر المياه والأعشاب التي تضمن لهم وأبقارهم سهولة السفر27 . ولكن الحقيقة ان هؤلاء المراد تهجيرهم لا يرغبون في مغادرة ديارهم ومراعيهم حيث ان العصبية القبلية بدأت في الظهور بعد موت المهدي ، فرجعت القبائل الي نمط الحياة السائدة قبل المهدية لحكمها القوانين والأعراف الأهلية 28 ، فقبيلة الرزيقات أكبر عدد من قبيلة التعايشة ، و”مادبو علي” يعتبر نفسه أرفع مكانة من الخليفة عبدالله ، وقد استخدم الرزيقات عبدالله تورشين في حربهم ضد الزبير ود رحمة ا ليقرأ لهم في خلوته عليها تقبض سلاح جنود الزبير فلا تطلق نارها في ساحة الوغى وقد تعهدوا أن

يدفعوا له بقرة من كل (مراح) *، وما ذلك الفقيه إلا الخليفة عبدالله فكيف تخضع له قبيلة مثل الرزيقات 29

أدرك الخليفة أهمية كسب الرزيقات سلمياً ، فصار يتودد إلي زعمائهم وخاصة مادبو علي ولكن كل هذا لم يجد مع الرزيقات فقد أعلنوا اعتراضهم عن المهدية ، فأخذوا يغيرون علي القبائل الموالية للمهدية ، فقطعوا الطريق ، واسمروا في شن الغارات 30، مع كل هذه التصرفات من الرزيقات و مادبو لم ييأس الخليفة في هدايتهم واستدراجهم للهجرة ، فقد كتب مخاطبا مادبو بالحبيب المكرم ، عامل المهدية يطلب منه الهجرة و أبنه موسي مادبو وزعماء الرزيقات حتى يتثني لهم القيام و مرافقته بعضهم البعض31 .

في هذا الوقت كان مادبو يكثف من اتصالاته بالقبائل المجاورة بغرض تحريضها علي سلطة الخليفة عبدالله ، كما أنه أصبح علي اتصال بمصر ، ونظم مخابرات دورية علي الطريق الصحراوي32 . هذا هو الذي أخاف الخليفة عبدالله ، وأصبح في وجل ورعب من هذه الاتصالات مما جعل يركز علي اهتمامه علي حراسة طرق الصحراء والتحقيق الكامل من المارة ، كما أنه قام بتحذير الهبانية و المساليت الذين يقطنون منطقة قريضة جنوب دارفور في خطاب صريح من مغبة التعاون مع مادبو33 .

في هذا الوقت اتسعت دائرة عصيان مادبو وازدادت خطورة عصيانه ، فأصبح زعيماً للخارجين عن سلطة الخليفة وأصبحت منطقة الرزيقات مأوي للنافرين من الهجرة التي يطالب بها الخليفة عبدالله ، وقد هددت سلطة المهدية في جنوب دارفور ، بل ان مادبو سعي للتعاون مع جهادية الأبيض الذين فروا إلي جبال النوبة ولكن فشل ذلك التعاون نتيجة لقمعهم بواسطة حمدان أبي عنجة34

كان تمرد مادبو بالرزيقات وبعض القبائل من أصعب التحديات و المشاكل الداخلية التي واجهت الخليفة عبدالله بعد وفاة المهدي في غرب السودان وقد كان أغلب الظن أن موقف القبائل الثائرة ضد الخليفة ما هو إلا صورة من صور القبلية التي امتدت جذورها الي أغوار بعيدة في المجتمع السوداني ، فالشعور بالقومية الذي كان ثمرة طيبة من ثمار الثورة المهدية لم يلبث أن أصابه الوهن فانتكست بعض القبائل ورجعت القهقري تنشد استقلالها35 .

تمرد مادبو ضد الخليفة عبدالله :

بعد تلك المراسلات التي تمت بين الخليفة عبدالله ومادبو بصدد حضور مادبو مهاجراً وزائراً لضريح المهدي بأمدرمان ، قام مادبو بجمع الجيوش من أهل قبيلته وحلفاءه المعاليا وبعض القبائل الأخري كالهبانية و البني هلبة36 . وصل مخطط مادبو إلي مسامع الخليفة عبدالله ، فطلب من مادبو الحضور الي امدرمان لتجديد البيعة ثم أمره بالمجيء لزيارة قبر المهدي أو حضور العيد معه ، ولكن كل تلك المحاولات لم تؤت أكلها ، فطن مادبو علي أن الوقت قد حان لنقض عمل الاثنتي عشر عاماً الماضية بحيث لو أمكن التخلص من الأنصار وزعيمهم الدنقلاوي بدارفور فان الرزيقات سيستعيدون سيطرتهم علي الحدود بين دارفور وبحر الغزال في الوقت الذي يحكم فيه الفاشر أحد سلالة ملوك الفور مرة أخرى37. في هذا الوقت قام مادبو بإعداد جيش من الرزيقات وأعلن عصيانه الصريح ، فبدأت الأخبار عن قلاقل واضطرابات في 1886م ،وقد كان الموقف حرجاً بالنسبة للخليفة حيث أنه رغب في الإبقاء علي غرب السودان هادئاً .

كانت هناك شخصيتان يمكن استدعاؤهما لمجابهة مادبو منها الدنقلاوي كرم الله كركساوي ويوسف بن السلطان ابراهيم الذي قتلة الزبير في معركة منواشي 1874م ، ولكن لم يكن أي من الأثنين يحمل وداً للخليفة38 . سعي مادبو لضم القبائل لحركته فاستجاب الهبانية للدعوة رغم ما بينه وبينهم من خلافات قديمة في مسألة الزعامة بقادة برار أجبر ، كما انضمت اليه مجموعة من المعاليا بقيادة صافي النور.

الذي تحرك بصحبة إبنه وبكثير من الخيول و الرجال ، واشتركوا في أوائل معاركه مع الأنصار . تمكن مادبو بفضل المساعدات التي قدمها له الرزيقات وبعض القبائل من إخضاع كافة القبائل التي كانت تقطن مابين شكا وبحر الغزال ، ولكن لم ينعم مادبو وحلفاؤه بهذا النصر طويلاً39 .

سلك مادبو خطط الرزيقات التقليدية في الضرب السريع ثم الانسحاب بعيدا وتحاشي الدخول في معركة مكشوفة كبيرة وقد لجأ الخليفة من جانبه الي الدبلوماسية واحيانا الي التهديد ، فمارس الدبلوماسية عندما قام بإرسال الرسائل الي القبائل والزعماء حتي يبتعدوا عن مناصرة مادبو علي ومساندته في ثورته ومارس التهديد إذ قام بإرسال الخطابات الي مادبو وحلفاءه يعدهم بالويل والحرب 40.

رغم هذا بذل الخليفة جهداً جباراً لإرجاع مادبو إلي جادة الطريق ولكن مادبو لم يرعوِ ، جمع الخليفة الجيوش وشجع محمد كركساوي علي مجاهدة مادبو ، كما أمر كرم الله كركساوي بالتوجه الي شكا حتي يشترك في قمع ثورة مادبو بجنوده ، كما حث الخليفة البشاري خليل ويوسف ابراهيم عاملي دارا والفاشر علي معاونة محمد كركساوي بالقبض علي مادبو وقتله إذا رفض التسليم وحتى يزيد حماس يوسف إبراهيم ضد مادبو ذكره بأن مادبو أغار علي منطقة نفوذه ، وهذا أمر قطعاً لا يرضاه يوسف إبراهيم الذي عمل علي استعادة مجد الفور وإبعاد الطامعين من أراضيهم41.

كما أن الخليفة قام بمخاطبة مؤيدي مادبو من الرزيقات و المعاليا طالباً منهم الانفضاض من حول مادبو لأنه ضل طريق المهدية السوي كما زف إليهم خبر عزل مادبو من عمالة المهدية ، وحذرهم من مغبة الاستمرار في مساعدته وتقديم العون له ، كما أن الخليفة رمي لفض الشراكة بين مادبو ومحمد أبي سلامة ، فقد طلب من أبي سلامة الانفضاض عن حليفه و استنفره لمرضاة الله ورسوله و المهدي و خليفته والتوقف عن أزر مادبو .

سعى الخليفة أيضاً لاستعداء القبائل ضد مادبو ووجه البني هلبة بمنع الخارجين من الرزيقات من دخول ديارهم وبذلك يكسبون رضاه42 .

قاد احمد الجابري الذي أرسله الخليفة لهداية مادبو جيشاً من الأنصار وتتبع مادبو حتي ضيق عليه الخناق ، فسعي مادبو إلي الهدنة حيث أن هدفه كان كسب الوقت حتى يستطيع تنظيم صفوف قواته ويعيد الهجوم علي الأنصار ، فأظهر لأحمد الجابري رغبته في التسليم ووعده بالهجرة كما يرغب الخليفة ، ولكن مادبو سرعان ما نكث بوعده بعد تجميع قواته ، وقد خرج جيش آخر بقيادة محمد كركساوي وحمل علي مادبو فانهزم مما دعاه إلي الهروب إلي دار بني هلبة 43.

خشي الخليفة من مؤازرة بني هلبة44 . ووقوفها مع مادبو سيما أن قوة بني هلبه لا يستهان بها ، فناشد زعماء البني هلبه بعدم إيواء مادبو وطلب منهم ضبطه وتسليمه إلي كركساوي وإذا هرب فعليهم بمطاردته 45.

ولما اشتدت وطأة الخليفة علي مادبو قام أبوسلامة يترك ابنه يوسف علي رأس المعاليا ليواصلوا الحرب مع مادبو46 ضد سلطة الخليفة . ومرة أخري قام الخليفة باستنفار يوسف إبراهيم مجاهدة قادة الفتنة فأمره باعتقال محمد أبي سلامة و إرساله الي كركساوي في شكا ، كما ناشد بسد الطريق علي مادبو حتي لايفلت من يد مطارديه47 . وقد كان فرار محمد أبي سلامة إيذانا بنهاية مادبو علي ، إذ خسر رجلاً من أقوي أنصاره ، ثم تخلي عنه البنو هلبه وقاموا بإبعاده من ديارهم ، كان هذا كفيل بأن يسري الوهن ويعم صفوف رجال مادبو الخوف الشديد من الأنصار الذين تكاثروا عليهم بعد أن أمدهم كرم الله كركساوي بالسلاح والبازنقير ، لذا قام كركساوي بإنتهاز فرصة إنهيار مادبو فالح في طلبه حتى سلم جمع غفير من الرزيقات . أما مادبو فإنه هام علي وجهه طريداً فتعقبه النقيب محمد كتمبور احد أعوان كرم الله ، واستولي علي ثلاثين من جياده ، ولكنه مع ذلك أستطاع أن يفلت منه وفر مع خمسة من رجاله نحو الفاشر عله يجد الحماية عند يوسف ابراهيم كصاحبه محمد أبي سلامة48 .

أرسل الخليفة خطاباً ليوسف إبراهيم بغرض تسليم كل من مادبو علي ومحمد أبي سلامة وغيرهم من الهاربين من سلطات المهدية لجماعة الأنصار49 . ظل كرم الله يتعقب مادبو من قرية إلي أخري ألي أن تمكن فريق موكل بهذه المهمة من قبل كركساوي من القاء القبض علي مادبو بجهة الدور50. أرسل مادبو وكاتبه وشقيقه يونس إلي شكا ، ثم أرسل مادبو إلي امدرمان تنفيذاً لأمر الخليفة51 ، وقد اتفق مرور مادبو بالأبيض وجود حمدان أبو عنجة منشغلاً في ترحيل جيشه إلي أمدرمان وكان لأبي عنجه ثأر عليه قبل المهدية لأن مادبو سخره حينئذن في حمله صندوق الذخيرة علي رأسه مسافة طويلة ولما تشكي جلده وأهانه ، علم مادبو انه لن يلق رحمة منه قال له : (أني لا اطلب رحمة منك بل أطلب عدلا أني ما كنت أود محاربة المهدية ولكن مظالم كركساي اضطرتني إلي محاربتها) ثم قال لأبي عنجه : (لست أنت الذي يقتلني أيها العبد الذميم بل الله سبحانه وتعالي يقتلني إذا شاء وأنا ما سألتك الرحمة بل العدل ولكن عبداً مثلك لا يحتاج له أن يكون شريفاً فإن قتلي يبرئ غليلك ويبرئ (الدبرة) (الندبة) التي في راسك ولكن اعلم أنه كيف جاني الموت يجدني رجلاً صنديداً ثابت الجأش قوي الجنان فأني أنا المادبو وكل القبائل تعرفني)52 . فأنتهره حمدان وأمر بإرساله إلي السجن وفي اليوم التالي أمر بقتله وقطعوا رأسه فأرسله إلي الخليفة في امدرمان فعلقه في الجامع من صلاة الصبح إلي صلاة الظهر53.

بعد مقتل مادبو علي قام كركساوي بتتبع ابنه موسي مادبو ، بعد أن وردت له أخبار تؤكد هروبه إلي امدرمان ، ولكن الخليفة نفي ذلك وطلب من كركساوي ترحيل عوائل مادبو علي ومحمد أبي سلامة إلي امدرمان54، أما أعوان مادبو أنهم بعد أسره ، وقع بعض زعمائهم في قبضة الأنصار . وهرب آخرون إلي بحر العرب جنوب شكا.

خوفا من بطش الأنصار وقد كان محمد أبوسلامة أكثر أعوان مادبو عناداً ، فبعد أن فر الي الفاشر دخل في خدمة يوسف إبراهيم ، فعينه وكيلاً له علي شكا ، فرجع أبوسلامة بعد أن علم أن كرم الله كركساوي توغل في دار بني هلبه بحثا عن مادبو ،

وقام بجمع الضرائب نيابة عن يوسف إبراهيم ، ولكن كركساوي علم بخبره فقام بالإغارة عليه والحق به هزيمة منكرة ، ومن هنا استطاع محمد أبوسلامة أن يجمع قومه ويفر إلي جبل مره

، ولكن لم يتمتع أبوسلامه بحريته طويلاً ، فقد قبض عليه كرم الله كركساوي وأرسله إلي شكا ثم إلى أمدرمان، ، أما شيوخ الرزيقات فقد تشتت جموعهم أيضاً فهرب موسي مادبو إلي بحر العرب ، بينما أصبحت مجموعة أخرى طريدة 55 .

لقد فشلت تلك السياسة التي اتبعها محمود أحمد عامل المهدية في شكا في إدخال الرزيقات في طاعة المهدية وبعدما لجأ الخليفة إلي سياسة العنف والقهر وقد كان فضل النبي أصيل أحد قواد الخليفة يحارب جماعة الرزيقات ويحاول استمالة بعضهم في شطآن بحر العرب حتى دانت له جماعة من الغديانية وأولاد محمد وهي بطون من الرزيقات وقد بذل لهم الأمان ووجه فضل النبي أصيل أن يكف عن مقاتلة الرزيقات ، كما أمره بالتعاون مع موسي مادبو الذي لحق به في بحر العرب عند قدومه شكا . وقد أحيت عودة موسي مادبو الأمل في نفوس أهله ، وقد خاف فضل النبي أصيل من أن يرتدوا علي أعقابهم فقام بتجريدهم من خيولهم وسلاحهم ، ورغم موافقة محمود احمد علي ذلك لكنه طلب من أصيل أخذ الرزيقات باللين56 وبعد هجرة موسي مادبو بأهله إلي امدرمان قام الخليفة بتحديد أقامته في امدرمان ، وألغى الزعامة العامة للرزيقات57.

الخاتمة:

عند إندلاع الثورة المهدية إنضم إليها مادبو علي زعيم الرزيقات منذ أيامها الأولي ، وأخد البيعة علي يد المهدي في قدير بعد هجرته إليه ، وقد كان عضواً هاماً في سقوط دارفور في يد المهدية بعد أن عاد اليها أميراً من قبل المهدي .

لا شك أن الدوافع الأساسية التي دفعت الرزيقات وبعض القبائل العربية لمناصرة المهدي هو التخلص من الحكم التركي المصري واستفادة ما فقده خلال ذلك العهد ، فلم يكن دافع الإيمان بالمهدية .

بعد أن سلم سلاطين ثم استدعاء محمد خالد زقل من قبل المهدي الذي كتب له منشوراً بالولاية علي دارفور .

ظل مادبو في منطقته ولم يستجب لنداءات المهدي للحضور الي أمدرمان ـ ثم لم يلبث الرزيقات أن رفعوا لواء المعارضة بقيادة مادبو علي ضد سلطة الخليفة عبدالله التعايشي بعد موت المهدي . وقد وضح ان حكم الخليفة لا يوجد قبولاً لدي أغلب فئات المجتمع بدارفور. ولكن رغم ذلك ظلت سلطة الخليفة راسخة وقد إستطاع الخليفة إخضاع المعارضة بقيادة مادبو والقضاء عليه والسيطرة علي الرزيقات .

نتائج الدراسة :

1/بعد هجرة مادبو إلي قدير مبايعاً عاد أميراً علي دارفور وقد ساعد في تقويض النظام التركي ـ المصري.

2/ تمرد مادبو بالرزيقات وبعض القبائل العربية من أصعب التحديات التي واجهت الخليفة عبدالله بعد وفاة المهدي .

3/ استطاع الخليفة استعداء القبائل في دارفور ضد مادبو مما ساعد في إنهيار حركته التي انتهت بقتله علي يد حمدان أبوعنجة بمدينة الأبيض.

أهم التوصيات :

1/ الإهتمام بدراسة تأريخ أمراء المهدية و إبراز دورهم في نجاح قيام الدولة المهدية.

2/ جمع مقتنيات الأمير مادبو علي من أسرته و إيداعها في دار الوثائق المركزية.

3/ إطلاق اسمه تخليداً لذكراه بمركز الدراسات التاريخية بجامعة الضعين .

المصادر والمراجع :

أولا :الوثائق

1/ الخليفة عبدالله إلي مادبو علي، 4 ذو الحجة 1302هـ ، مهدية صادر رقم 12 ، ص128، مهدية 2212 ،المجلد الثاني.

2/ الخليفة عبدالله الي مادبو علي ، 9 ربيع الاول 1303هـ ، مهدية صادر رقم 25 ،ص16 ، مهدية 2/22 .

3/ الخليفة عبدالله إلي مادبو علي ، 24 ربيع الاول 1303هـ ، 1/10/14 ، ص 4 مهدية 2/22، المجلد الثاني

4/ الخليفة عبد الله الي مادبو علي ، 24 ربيع الاول 1303هـ ، 1/10/14 ، ص 4 مهدية 2/22 ،المجلد الثاني.

5/ الخليفة عبدالله الي بني هلبة ، 1303هـ ، مهدية صادر 3/3/9،2/22

6/ الخليفة عبدالله الي يوسف ابراهيم ، 23شوال1303هـ ، 1/11/11 ،ص 11، مهدية 3/22.

/ الخليفة عبدالله الي كرم الله كركساوي ،25 صفر1304هـ ، مهدية صادر رقم 3/4/10 ، ص 91،2/22

8/ الخليفة عبدالله الي كرم الله كركساوي ، 1 ربيع الأول ، 1304هـ مهدية صادر رقم 11ص104 .

9/ الخليفة عبدالله الي كرم الله كركساوي ، 6 جمادي الآخر 1304هـ ، مهدية صادر 10ص 134 ، 2/22 .

المراجع :

1/ بشير كوكو حميدة ، صفحات من التركية و المهدية ، د.ن، دت

2/ محمد ابراهيم ابوسليم الحركة الفكرية في المهدية ، دن ، دت

3/ محمد ابراهيم ابوسليم ، في الشخصية السودانية الخرطوم ، 1979م

4/ ضرار صالح ضرار ، تاريخ السودان الحديث ، بيروت ، 1966م

5/ محمد محجوب مالك ، المقاومة الداخلية لحركة المهدية ، دار الجيل بيروت 1987م

6/ سلاطين باشا ، السيف و النار ، د ت ، د ن

7/ نعوم شقير ، جغرافية وتاريخ السودان ، دار الثقافة بيروت 1967م